لتجنب الإحراج.. كيف تتوقف عن التثاؤب خلال اجتماعات العمل؟
يرتبط التثاؤب في أذهاننا بالنوم والإرهاق، لكنه أيضا علامة على الشعور بالتوتر أو الجوع، وأحيانا يكون مؤشرا على الشعور بالملل.
وخلال المحاضرات الطويلة أو اجتماعات العمل المتكررة التي قد تسبب الشعور بالملل، ربما تصعب مقاومة الرغبة في التثاؤب، الذي قد يعطي للآخرين إشارة سلبية أنك غير منتبه ولا تهتم بحديثهم، وقد تسبب الرغبة الملحة في التثاؤب شعورا بالإحراج.
ولتجنب ذلك، تعرف على الأسباب التي تدفع أجسامنا للتثاؤب، وكيف تمكن مقاومة هذه الرغبة؟
لماذا نتثاءب؟
بجانب التعب أو الملل، أشارت دراسة نشرتها “المكتبة الوطنية للطب” إلى أن التثاؤب له وظائف فسيولوجية واجتماعية مهمة تتجاوز مجرد إظهار أننا متعبون، ومنها:
تنشيط الدماغ: ذكر موقع “سليب فونديشن” أن التثاؤب يساعد في إبقاء الدماغ مستيقظا في أثناء الأنشطة المملة، إذ يجبر عضلات الوجه والرقبة على الحركة، مما يساعد في تحفيز الشريان السباتي وزيادة معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات المعززة للنشاط.
تنظيم حرارة الدماغ: تحرك عضلات الوجه في أثناء التثاؤب يساعد في التنظيم الحراري للدماغ، كما تدمع عيون بعض الأشخاص عند التثاؤب، مما يساعد أيضا على التخلص من بعض الحرارة.
وأشارت دراسة نشرتها “المكتبة الوطنية للطب” إلى أن البشر يتثاءبون أكثر بشكل ملحوظ في الصيف مقارنة بالشتاء.
تعزيز مهارات التعاطف: قد تجد نفسك بمجرد رؤية صورة المقال أو قراءة العنوان أنك بدأت في التثاؤب، أو عند رؤية أو سماع شخص يتثاءب.
وأشار بحث نشر في دورية “بلوس وان” إلى أن عدوى التثاؤب تساعد البشر والثدييات الأخرى على التواصل، وتُظهر أجزاء الدماغ المرتبطة بالتعاطف والسلوك الاجتماعي ارتفاعا في النشاط عندما يشاهد الشخص شخصا آخر يتثاءب.
ويتثاءب الأطفال منذ الولادة، إلا أن التثاؤب المعدي يبدأ في سن 4 أو 5 سنوات، عندما يطور الأطفال المسارات العقلية اللازمة لفهم ما يشعر به الآخرون.
وكان التعاطف هو التفسير لإصابة النساء بعدوى التثاؤب أكثر من الرجال، وذلك لقدرتهن على الشعور بالآخرين والتعاطف معهم أكثر من الرجال، كما وجدت دراسة لجامعة بيزا الإيطالية.
زيادة معدل النشاط: نتثاءب عادة عندما نشعر بالنعاس أو الإرهاق، وذلك لمحاولة الجسم زيادة معدل النشاط، إذ يساعد التثاؤب على تمدد العضلات والمفاصل وزيادة معدل ضربات القلب، ما يهيئ الجسم لزيادة مستوى اليقظة.
ولذلك، عند القيام بنشاط ممل أو عدم وجود محفز يبقيك نشطا، قد تجد نفسك تتثاءب بسبب شعورك بالملل.
تخفيف ضغط الأذن: يساعد التثاؤب في تخفيف ضغط الأذن عندما يتغير لأسباب عدة؛ منها الارتفاع في أثناء ركوب الطائرات.
تمدد الرئتين: يساعد التثاؤب على تمدد الرئتين والأنسجة المجاورة، وهو ما يفسر التثاؤب عند الإصابة بضيق في التنفس.
ومما سبق، نجد أن التثاؤب عملية طبيعية تقوم بها أجسامنا لعدة أغراض صحية، لكنه ربما لا يكون مناسبا أحيانا، ولمقاومة الرغبة في التثاؤب وزيادة نشاط جسمك، يمكنك تجربة هذه الطرق:
الماء البارد
احصل على القليل من البرودة عن طريق الجلوس بجانب المكيف، أو شرب الماء البارد، أو لمس قطعة معدنية باردة أو كيس به ثلج، إذ يساعد خفض حرارة الجسم في تقليل الرغبة في التثاؤب.
وأظهرت ذلك دراسة نشرتها “المكتبة الوطنية للطب”، إذ وجدت أن الأشخاص الذين وضعوا أكياسا باردة على رقبتهم تثاءبوا أقل بـ3 مرات من أولئك الذين وضعوا وسادة حرارية على أجسامهم.
كما أن شرب الماء يساعد في ترطيب جسمك وحمايته من الجفاف الذي قد يشعرك بالتعب ويسبب الرغبة في التثاؤب.
تنفس بعمق
يمكنك التغلب على رغبتك في التثاؤب بتجربة تمارين التنفس العميق من خلال أنفك وإخراج الزفير من فمك لتنشيط الدورة الدموية.
ويساعد ذلك على زيادة نشاطك، وتبريد الدماغ الذي قد يكون ارتفاع حرارته سببا في التثاؤب، حسب دراسة نشرتها “الجمعية الأميركية لعلم النفس”.
الحركة
يمكن أن يساعد كسر الروتين أيضا في تحفيز عقلك وتخفيف إحساس النعاس والملل الذي يدفعك للتثاؤب.
إذا كنت في اجتماع، يمكنك الاستئذان والخروج لشرب المياه أو المشي قليلا، أو حاول على الأقل تحريك جسمك وأنت في مكانك، قد يساعدك ذلك على البقاء يقظا والتوقف عن التثاؤب.
تسليط الضوء
إذا كانت لديك رغبة ملحة في التثاؤب في أثناء الاجتماع، حاول تسليط الضوء عليك بطلب المشاركة بفكرة لديك أو مناقشة من يتحدث، إذ يساعد ذلك على زيادة انتباهك وتخفيف الرغبة في التثاؤب.
لا تنس أدوية الصداع النصفي
أفادت دراسة نشرتها مجلة “الصداع: مجلة آلام الرأس والوجه” بأن ما يقرب من نصف المرضى أبلغوا أنهم يعانون التثاؤب المتكرر مع نوبات الصداع النصفي، وأكد بعضهم أنهم يعتبرون التثاؤب علامة تحذيرية على أنهم على وشك الإصابة بنوبة صداع نصفي.
ولذلك إذا كنت تعاني الصداع النصفي، انتبه لارتباطه بالتثاؤب وتناول أدويتك.
اصعد الدرج
بدلا من اللجوء إلى القهوة، يمكنك استعادة نشاطك بالمشي لمدة 10 دقائق أو صعود بضع درجات من السلالم، وهي وسيلة أثبتت فعاليتها لتعزيز الطاقة والحيوية أكثر من استهلاك 50 ملليغراما من الكافيين، كما وجدت دراسة قامت بها جامعة جورجيا ونشرتها “الجمعية الأميركية لعلم النفس”.