اليمن أمام التحديات.. عهدُ “المعاملة بالمِثل”
كتب /صالح القحم
في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها اليمن، ظهرت تصريحاتُ السيد القائد كإعلان عن تحول استراتيجي في سياسات الرد اليمنية، مؤكّـداً على المرونة والتوجّـهات الجديدة والجريئة تجاه التهديدات الخارجية، خُصُوصاً تلك الصادرة عن السعوديّة.
تمثل هذه الاستراتيجية إعلاناً صريحاً بأن اليمن لن يقف مكتوفاً الأيدي أمام أية تحديات أَو تهديدات قادمة من الجانب السعوديّ، ومن هنا تبرز أهميّة النظر في التفاصيل والآثار المترتبة عليها.
يواجه اليمن تحديات جسيمة تحمل تهديدات مباشرة وغير مباشرة على أمنه واستقراره، تتمثل في الضغوطات العسكرية والاقتصادية. فالمواجهة لم تعد تقتصر على الأرضيات القتالية التقليدية فحسب، بل تعدتها إلى ساحات اقتصادية وتكنولوجية حديثة، مثل البنوك والمطارات والموانئ.
في إعلانه عن الرد بالمثل على التهديدات السعوديّة، سلّط السيد القائد الضوء على استراتيجية اليمن في تبني الإجراءات المشابهة، خَاصَّة في مواجهة تحديات البنوك والمطارات والموانئ. هذا التوجّـه لا يبرز الردود الاستباقية فقط، بل يدل على سعيِ اليمن نحو تعزيز الإجراءات الدفاعية والاقتصادية في مواجهة التحديات، مما سيكون له تأثير مباشر على عمليات البنوك، والتجارة، والنقل الجوي والبحري.
تبرز الموانئ كوسيلة استراتيجية هامة في هذه المواجهة، حَيثُ تعتبر شرياناً حيوياً للتجارة والإمدَاد.
وبالرد على التهديدات بإجراءات مشابهة تجاه الموانئ السعوديّة، يبعث اليمن برسالة قوية عن قدراته واستعداده للدفاع عن مصالحه. كما تسلط هذه الخطوات الضوء على أهميّة الموانئ في الاقتصاد العالمي وتأمين طرق التجارة الدولية.
تتجاوز تأثيرات هذه السياسات المتبادلة الجوانب العسكرية لتشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية، حَيثُ تسهم في إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية وتأكيد مكانة اليمن كفاعل رئيس في المنطقة. كما تبرز تبعات هذه الإجراءات على القطاعات البنكية والتجارية، إضافة إلى تأثيرها المحتمل على الاستقرار الاقتصادي للمنطقة.
على الرغم من ازدياد احتمالات التصعيد الناتجة عن هذه السياسات، فإنه يظل هناك مجال للحوار والتفاوض؛ مِن أجلِ تجنب المزيد من التصعيد، يبقى السعيُ نحو حلول سلمية هو الخيار الأمثل لضمان استقرار المنطقة وسلامتها. ومن هنا، تبرز أهميّة اللجوء إلى الوسائل الدبلوماسية والحوار الإيجابي كآليات لتحقيق السلام والأمن.
في ضوء ما تقدم، تشير تصريحات السيد القائد إلى بداية عهد جديد من السياسات اليمنية المتمثلة في الرد بالمثل على التهديدات