معالم المرحلة المقبلة للتغييرات الجذرية في الحكومة ومؤسسات الدولة
معالم المرحلة المقبلة للتغييرات الجذرية في الحكومة ومؤسسات الدولة
الصمود||
وذكر السيد القائد أن تفاصيل أخرى تتعلق بالتغييرات الجذرية وإصلاح وضع القضاء سيتم الكشف عنها مع إعلان الحكومة خلال شهري محرم وصفر من العام الهجري 1446هـ.
تأخر التغييرات الجذرية، التي سبق الإعلان عنها في ذكرى المولد النبوي الشريف 1445هـ، ليس بعيداً عن المبررات الذاتية والموضوعية، لكن ما طرأ من أحداث ذات أهمية محلياً وإقليمياً، فرضت على القيادة والشعب اليمني توجيه البوصلة نحو تحديات المرحلة الراهنة لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل.
وأكد قائد الثورة، أن إعلان التغييرات الجذرية الحكومية لم يكن مجرد مسألة تغيير أشخاص بآخرين ليكونوا في هذه المسؤولية، وإنما كان مساراً لابدَّ فيه من عمل متواصل، ومواكبة مستمرة، بما في ذلك السعي لتطهير مؤسسات الدولة؛ لأن وضع الوزارات ومختلف الجهات الرسمية ملغم بالعناصر التي تعمل على الإفشال، والإخفاق، والإعاقة، لخدمة أعداء الشعب والأمة.
التغييرات الجذرية في الحكومة ومؤسسات الدولة قادم لا محالة، وتأخر ذلك إنما كان لمجموعة من الأسباب، وضع قائد الثورة في مقدمتها دخول اليمن في معركة مباشرة مع العدو الأمريكي، البريطاني، الصهيوني، دعماً للشعب الفلسطيني وإسناداً لمقاومته ونصرة لقضيته، بما يتطلبه ذلك من إعداد العدة ليكون اليمن عند مستوى المسؤولية في التعاطي الإيجابي مع المعركة وتداعياتها وما فرضته من تحديات تتطلب موقفاً جاداً وهو ما تحقق على الواقع بخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
تطورات الوضع في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وجرائم يندى لها جبين الإنسانية بدعم سياسي وعسكري ومالي أمريكي، وأوروبي مباشر للكيان الصهيوني، فرض على اليمن معطيات جديدة وأولويات تطلبت التعاطي معها نظرا لأهميتها الدينية، والإنسانية، والأخلاقية.
وبالرغم من التطورات المتلاحقة في معركة “طوفان الأقصى” بقيت مسألة التغييرات الجذرية ضمن الاهتمامات الأساسية للقيادة الثورية في التحضير المستمر لها من عدة مسارات، تمثلت في مراجعة هياكل ونُظُم الحكومة ووزاراتها، ومؤسساتها وتشخيص مكامن الخلل والتضخم والتداخل فيها ومن ثَمَّ إعادة تصميم الهياكل، والأهداف، والمهام.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذا المسار تطلَّب جهداً ووقتاً، مع استقبال أيضاً مقترحات وأفكار لشخصيات وجهات كثيرة، تمت مراجعتها، والتدقيق فيها، والاستفادة منها في التغييرات الجذرية، فيما تضمن المسار الثاني استقبال الترشيحات، والاقتراحات المتعلِّقة بمسألة التعيينات، والمسؤولين، والموظفين، ودراستها، وإخضاعها للتدقيق، والفحص، والتقييم وفق مجموعة من المعايير، في حين ركز المسار الثالث على إعداد موجِّهات برنامج الحكومة؛ لضبط مسار عملها بعيداً عن الشتات، وبما يساعدها على تحديد أولوياتها وفقاً لذلك.
المسارات الثلاثة التي شخصّها قائد الثورة، متلازمة تطلبت وقتاً وجهداً واهتماماً بشكل مستمر مع الشواغل الأخرى والأولويات الكبرى المتصلة بـ “معركة الفتح الموعود والجهاد المقَّدس”، ما جعل الكثيرين يتساءلون حول أسباب التأخير ومبرراتها.
لم تقتصر الحرب التي يشنها العدو الأمريكي، البريطاني، الصهيوني وأدواته في المنطقة على الشعب اليمني في المجال العسكري، لكنها امتدت لتشمل الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
ذلك ما أكده قائد الثورة فـ “الحرب ليست فقط عسكرية، بل هي في الجانب الاقتصادي أكبر منها في الجانب العسكري، وهي كذلك في بقية المجالات: حرب في المجال السياسي، والاجتماعي، حرب بكل الأشكال، وعدوان شامل، واستهداف كامل، ولابدَّ من التعاون والتفهُّم للمتطلبات اللازمة لمسار التصحيح والتغيير، وأيضاً للمعوقات، وكيفية معالجتها بحكمة”.
تبقى التغييرات الجذرية مسألة وقت ليس إلا، وستخرج للعلن خلال شهري محرم وصفر، بما ستتضمنه من محددات وخطوات آنية ومستقبلية، سيكون لها الأثر الإيجابي والفاعل في التطور المنشود الذي يتطلع إليه أبناء الشعب اليمني.