ما بعد تحذيرات السيد القائد للنظام السعودي
الصمود||تقرير|| محمد الكامل||
حمَلَ خطابُ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- العديدَ من الرسائل الموجَّهة للداخل والخارج، حَيثُ كان خطاباً مفصليًّا له الكثير من الرسائل والدلالات الهامة.
ويرى عددٌ من الخبراء العسكريين أن الخطابَ كان جوهرياً ومفصليًّا، وتضمن الكثير من الرسائل الهامة، منها التصحيح الوطني الحقيقي الذي جاء من خلال تصميم السيد القائد على فتح ملفات الفساد المالي والإداري، بالإضافة إلى الرسائل الخَاصَّة بالشأن الخارجي، والتي كانت رسائل مركبة تحمل في طياتها التحذير والوعيد، وغيرها من الرسائل.
وفي هذا السياق يقول الخبير العسكري العقيد مجيب شمسان: “إن الرسائل التي حملها خطاب السيد القائد بمناسبة العام الهجري الجديد كانت واضحة، وعلى مستويَّين الداخلي والخارجي؛ ففيما يتعلق بالوضع الداخلي، وخَاصَّة تشكيل الحكومة، أوضح أن اليمن اليوم كما هو حاضرٌ في المواجهة بقدراته العسكرية في المواجهة مع الأمريكي والبريطاني والصهيوني، يهتم كذلك في إنجاز معركة الداخل بإعادة ترتيب الأوراق، وهو ما ينعكس على الجبهة الداخلية بالمزيد من الاستمرار والتماسك”.
ويؤكّـد أن “تماسك القوى العسكرية أَو القوى الصُّلبة يمكن أن يكون ضمن تطورات أساليب الحرب والتي تشترط تماسك الجبهة الداخلية”، مُشيراً إلى أننا “اليوم نتعرض إلى حرب في جوانبَ متعددة أشرس من الحرب العسكرية خُصُوصاً في الجانب الاقتصادي، وأن المطلوبَ أن تكون هناك تحَرّكاتٌ جادةٌ واستشعارٌ للمسؤولية والتحديات التي تواجه اليمن خلال هذه المرحلة، كما ينبغي أن يكونَ الاستشعارُ أكبرَ بكثير؛ لأَنَّ الظهور والبروز للعامل اليمني كمؤثر في المنطقة بشكل عام، سيقابله تحديات بالمستوى نفسه”.
ويزيد: “ومن هنا تأتي أهميّة الرسائل التي وجّهها السيد القائد فيما يتعلق بتشكيل الحكومة وعملية التغيير الجذري وإصلاح الهيكلة القائمة، بما يضمن المسار بمسار متوازٍ على مستوى الجبهة الداخلية وعلى مستوى النجاحات العسكرية في الجبهة الخارجية”.
أما فيما يتعلق بالرسائل الموجهة للخارج، فيقولُ شمسان: “إن السيدَ القائدَ قد تطرَّقَ إلى الفشل الأمريكي، والبريطاني، وما وصل إليه في البحر الأحمر، والمواجهات البحرية بشكل عام مع قواتنا البحرية والمسلحة عُمُـومًا، ثم انتقالُه إلى الأدوات المحلية والإقليمية، وفي مقدمتهم السعوديّة، وتحريض الأمريكي لها ضد صنعاء”.
ويؤكّـد أن “الرسائل التي وجهها السيد القائد للخارج كانت واضحة، وصريحة، بل ونارية، ولم يسبق أن ارتفع مستوى تهديدات السيد القائد، وبمثل هذه اللهجة التي خاطب بها النظام السعوديّ، فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وفيما يتعلق بالجوانب الأُخرى”.
ويبين أن “السيد القائد فرض معادلة ردع، وحرب جديدة، من خلال هذا الخطاب، فكما سيكون التصعيد السعوديّ، والتوريط الذي سيورطه الأمريكي، سيكون الرد من صنعاء، بالطريقة نفسها، وفق معادلة واضحة “البنوك مقابل البنوك والمطارات مقابل المطارات والموانئ بالموانئ”.
ويضيف أن “السعوديّة في حال لم تعد وقبلت التورط بحسب التوجيهات الأمريكية، عليها تحمل النتائج؛ كون ما جاء في خطاب السيد القائد بأن المعركة ستصل إلى أعلى مستوياتها”، موضحًا أن “الاستعداد لدى صنعاء لخوض هذه المعركة هو أكبر بكثير، ولا يتصور العدوّ أن انشغالنا في عملية الدعم والإسناد، ستجعلنا نسكت على تلك الممارسات السعوديّة، بل على العكس من ذلك هي جزء من المواجهة”.
ويرى أن “ما يقوم به السعوديّون هو دعم إسناد، للصهيوني إلى جانب الأمريكي، وبالتالي هنا وجهت تلك الرسائل النارية للسعوديّ بأن صنعاء لم تقف مكتوفة الأيدي، ولتحصل ألف ألف مشكلة، فلديها القدرة والإمْكَانية أن تفرض حصاراً على السعوديّ، في مطاراته، وموانئه، وفي مدخلاته الاقتصادية ومشتقاته النفطية”.
ويؤكّـد أن “الأمريكي فشل في حماية نفسه من الأَسَاس؛ لذلك على السعوديّة الإدراك إذَا ما استمرت في هذه الممارسات فَــإنَّ النتائج التي سيدفعها باهظة جِـدًّا، وعلى كافة المستويات”.
إجراءات ردع قاصمة:
من جانبه يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: “إن من أهم ما ورد في خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي، كانت في نصائحه في التمسك بالهدى النبوي والعترة الشريفة، في أخلاقيات التعامل الإنساني، وعظمة الرسالة الإلهية التي نشهد اليوم عظمتها من خلال الامتداد التاريخي لأنصار الرسول الأعظم، وحركته التي أثمرت جهوده وجهود المسلمين الذين نصروه في الانتقال بالعرب من حالة الضياع إلى نور الهدى”.
ويقول عثمان في تصريح خاص لـ “المسيرة”: “إن سماحته أشاد بالدور الكبير الذي يقوم به أبناء الشعب اليمني، بانتمائهم الثابت الراسخ، وليس مثل انتماء البعض من الأعراب كحالة كلامية بعيدة عن مصداق الإيمان، رغم كُـلّ الصعوبات التي يواجهها، والحروب الناعمة التي يغذِّيها النظامُ السعوديّ بإيعاز من أمريكا”.
ويضيف أن “كلمةَ السيد القائد فيها مضامينُ الدعوة إلى مواجهة كافة حملات التزييف؛ لما تحمِلُه من أهدافٍ تدجينية للمسلمين؛ لخدمة مصالح اليهود وأعوانهم من الكافرين والمنافقين”، موضحًا أن “التحذير جاء من مغبة الوقوع في مستنقع العمالة والارتهان للأنظمة المعادية، وأن الجهات المعنية تعمل على قدم وساق في إطار تصفية وتطهير مؤسّسات الدولة؛ مما شابها وأصابها من اختراقات تخدم المصالح الأمريكية”.
وينوّه إلى أن “السيد القائد طالب الشعب بالتعاون والتفهم لمتطلبات مسار التصحيح والتغيير؛ كون العمل يسير في ظروف معقدة، حَيثُ كان العمل على ثلاثة مسارات رئيسية، بدأت بتشخيص مكامن الخلل ومعالجته، ووضع معاييرَ مناسبة لاختبار وتعيين المسؤولين والموظفين، وإعداد برنامج الحكومة القادمة، والذي سيتم الإعلانُ عنه خلال الشهرَينِ المقبلين”.
ويؤكّـد أن “هذا الإصلاحَ والتصحيح الوطني الحقيقي الذي جاء من خلال تصميم القيادة الثورية على فتح ملفات الفساد المالي والإداري، يثبت مدى على جدية العمل بوتيرة عالية في سبيل التغيير، إلى ما هو أفضل لهذا الشعب العزيز”، موضحًا أن “هذا الأمر الذي جعل كافة أبناء الشعب اليمني يأملون ويتوسمون الخير في قادم الأيّام”.
وينتقل عثمان في كلامه إلى “جزئية الرسائل التي وجّهها السيد القائد للخارج، والتي كانت رسائلَ مركَّبة تحملُ في طياتها التحذير والوعيد، ليس فقط لما يقوم به نظام العدوّ السعوديّ من تنفيذ أجندات أمريكية، تخدم مصالح الكيان الإسرائيلي، منوِّهًا إلى أن السيد القائد حذر النظام السعوديّ ومن خلفها من أنظمة قوى الغزو والاحتلال، بأن اليمن والشعب اليمني العزيز، لن يقفَ مكتوف الأيدي أَو ينتظر حتى تموت الأسد جوعاً، بل إنه سيكون هناك إجراءات ردع قاسية، إذَا ما استمر النظام السعوديّ في غبائه، والتورط في ما تمليه عليه الإدارة الأمريكية من حرب اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية تستهدف حق الشعب اليمني في العيش الكريم”.
ويؤكّـد أن “ما ورد في كلمة السيد إجراءات الردع اليمنية ستكون قاصمة وبالمثل، وأن استهداف البنوك، وحركة الطيران المدني، وميناء الحديدة، سيكون الرد عليها قاسياً جِـدًّا ومؤلمًا”.
ويكرّر التأكيد أن “الجيشَ اليمني والقوات المسلحة بكافة تشكيلاتها، على استعداد كامل، وفي انتظار الإشارة لحماية حقوق ومصالح الشعب اليمني، موضحًا أن هذا دليلٌ على القوة العسكرية المتطورة التي وصلت إليها قواتنا المسلحة، وكيفية قيادة المعركة باستراتيجية استنزافية، اثقلت كاهل العدوّ الأمريكي، والبريطاني، والأُورُوبي، في البحار، والمحيطات، التي وصلت أَو تصل إليها قدراتنا القتالية العالية، من صواريخ، أَو طائرات مسيّرة، أَو زوارق، حَيثُ فضحت معركة البحر الأحمر، والعربي، وخليج عدن، والأبيض المتوسط، هشاشة البوارج والمدمّـرات الأمريكية والبريطانية”.
ويكمل قائلاً: “إن هذه الرسالة جاءت قوية فلا تحاول السعوديّة أَو غيرها، الاستظلال بعباءة أمريكا، وبريطانيا، فلقد رأوا ما تعرضت له بوارجهم، ومدمّـراتهم، وطائراتهم الحديثة، من أوجاع من قبل الجيش اليمني”، مُضيفاً أن “القوات البحرية، والجوية والطيران المسيّر، والقوة الصاروخية اليمنية، استطاعت أن تدفع بتلك القوى الغازية من استراتيجية الهجوم إلى موقف الدفاع، كُـلّ ذلك يأتي في سياق مناصرة الشعب الفلسطيني، ورفع الظلم عنه”.
ويؤكّـد أن “تحذيرات سيد القول والفعل ستؤثر بشكل خاص، على سياسة النظام السعوديّ، وغيره من الأنظمة الداعمة له، تجاه عملية إحلال السلام في المنطقة، وليس في اليمن فقط”.
ويضيف أنها “ستجعل الكثير من عملاء وجواسيس ومرتزِقة الداخل يعيدون النظر في ما هم مقدمون عليه”، لاْفتاً إلى أن “هذا العام الهجري الجديد سيكون قلمًا يكتب تاريخَ انتصار محور المقاومة على محور الشر”.