صمود وانتصار

مرحلة التصعيد الخامسة … الأكثر نكاية وتأثيراً بالعدو

محمد المطري

“على الصهاينة المغتصبين لفلسطين أن يخافوا ويقلقوا أكثر من أي وقت مضى وأن يدركوا أن قادتهم الحمقى يجرون عليهم المخاطر أكثر وأكثر”.. بهذه العبارات النارية يدشن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله المرحلة الخامسة من مراحل تصعيد العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

فجر الجمعة الفائت نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية هجومية على عاصمة الكيان الصهيوني المسماة “تل أبيب” بطائرة يافا المسيرة ما أدى إلى سقوط قتيل صهيوني و10 جرحى وإحداث أضرارا مادية كبيرة.

تلك العملية النوعية والغير مسبوقة خلقت حالة من الذعر والهلع والخوف الشديد في الأوساط الصهيونية وأربكت قاداته ومسؤوليه لتدشن بذلك مرحلة جديدة من مراحل الوجع الكبير للعدو الصهيوني.

تلك الحادثة الصادمة جعلت الشارع الصهيوني على صعيد ساخن موجها انزعاجاً وغضبا شديدا من حكومة “بنيمين نتن ياهو” واصفين حكومتهم بالفاشلة والعاجزة وهو ما دفع العدو الصهيوني لاستهداف خزانات النفط ومحطة الكهرباء بمحافظة الحديدة في محاولة استعراضية للتغطية على فشل منظوماته الدفاعية وتأكل الردع الصهيوني الذي يزداد يوما بعد أخر.

في كلمة متلفزة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” تعليقاً على الاستهداف الإسرائيلي لميناء الحديدة يؤكد السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي سيساهم في تصعيد عملياتنا ضد العدو بشكل أكبر وفي تطوير قدراتنا، مؤكدا أن العدو الصهيوني سيخسر ويجر على نفسه المزيد من المخاطر.

ويلفت قائد الثورة إلى أن القدرات العسكرية في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى، وأفقها واسع بما هو أكثر نكاية وتأثيراً بالعدو، وأكثر نجاحاً في تجاوز تقنياته وإمكاناته في الاعتراض والتشويش، مشيراً إلى أن هذه المرحلة مهمة وفيها بشائر كبيرة للنصر والفتح الموعود ومؤشرات واضحة على أن العدو الإسرائيلي يتجه نحو الانهيار.

وكالعادة ما يتحدث به السيد القائد يحفظه الله ويتوعد به يتحقق حرفياً في الميدان و أعدائه منذ الحروب الأولى مروراً بالعدوان السعودي الأمريكي ثم العدوان الأمريكي البريطاني وأخيرا العدو الصهيوني على دراية تامة بذلك.

ما أشار اليه قائد الثورة من أن قدراتنا العسكرية استطاعت التوفق على منظومات الدفاع الصهيونية وتقنياته الحديثة تجسده الوقائع والأحداث وما وصول طائرة يافا المسّيرة اليمنية إلى عاصمة الكيان الصهيوني إلاّ نموذجا واحدا من نماذج قدرتنا العسكرية المتطورة والمتنامية بشكل متسارع.

ضربة قاصمة للعدو

وبعيدا عن إقرار المستوطنين الصهاينة بفشل منظوماتهم الدفاعية وتأكل قدراتهم القتالية والذي بات حديث الساعة في الإعلام العبري، يرى محللون سياسيون أن استهداف طائرة يافا اليمنية للعمق الصهيوني يمثل ضربة قاصمة وصدمة مدوية للكيان الصهيوني الذي فقد فشل وعجز عن حماية نواة الكيان ومركز ثقله السياسي والعسكري والإداري.

ويؤكد السياسيون أن العدو الصهيوني لم يتوقع ولو للحظة واحدة استطاع اليمن الوصول إلى عاصمة الكيان، معتبرين الحادثة فريدة من نوعها وغير مسبوقة في التاريخ، مشيرين إلى أن المستوطنين الصهاينة باتوا قلقون جدا إزاء تأكل الردع الصهيوني وفشل منظوماته الدفاعية والتي ستعرض حياتهم للخطر في مختلف المستوطنات المحتلة.

ويلفتوا إلى أن العدو الصهيوني سيجبر على وقف العدوان الوحشي على غزة الذي استمر على مدى تسعة أشهر دون تحقيق نصر ميداني باستثناء جرائم القتل والإبادة للمدنيين والأطفال والنساء في القطاع، موضحين أن استمراه في العدوان والتصعيد على غزة سيجره نحو الهاوية والزوال وهو ما يخشاه المستوطنين.

وفي حين يدنوا مصاديق الوعد الإلهي في زوال الكيان الصهيوني وتحرير الأقصى الشريف يمضي العدو الصهيوني نحو تصعيد وتوسيع الجبهات في المنطقة غير مدرك لمآلات ومخاطر ذلك.

العدو يفقد الردع

وفي رصد خاص قام به موقع أنصار الله الرسمي يؤكد محللون عسكريون وسياسيون عرب أن العدو الصهيوني ينحو بشكل متسارع نحو تأكل الردع وفشل المواجهة ، مؤكدين أن استمرار عمليات جبهات المساندة لغزة وتصاعدها انهك الكيان ويكلف عليه الكثير من التضحيات على المستوى البشري والمادي.

ويوضح العسكريون أن معركة طوفان الأقصى واستمرار المواجهة في قطاع غزة على مدى تسعة أشهر أثبت فشل العدو الإسرائيلي الذي يتلقى الضربات الموجعة المتواصل من قبل كتائب المقاومة في القطاع إضافة إلى فشل منظوماته الدفاعية في التصدي للعمليات العسكرية لجبهات المقاومة المساندة لغزة.

و يقول الخبير العسكري والاستراتيجي التونسي العميد توفيق ديدي إن الجيش اليمني سيضرب مواقع حساسة في “إسرائيل و مواقع لم تخطر على بال أحد والأيام القادمة ستكون شؤم ورعب على الكيان وستكون ضربة قاتله للعدو.

ويضيف في حديث لإذاعة ديوان التونسية ” احفظوا هذا الكلام وهناك مفاجآت سارة ستثلج فؤاد كل حر وسيغادر الصهاينة.

 

اليمن.. قدر الجغرافيا العظيم

بدوره يقول الكاتب الصحفي أحمد فؤاد ” قبل أي حديث، وأسبق من كل حرف تحية من القلب صادقة حارة ووقفة احترام كامل لليمن، شعبها وقائدها ومجاهديها”. ويضيف “تحية من كل عربي يستحق هذا الشرف، تحية طيبة زكية يسندها خطاب القرآن الكريم في وصف أهل اليمن “أولو قوة وأولو بأس شديد”، ووصف النبيّ الأكرم(ص) “أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبًا، الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

وفي مقال صحفي له نشره موقع العهد الإخباري يقول فؤاد ” ما اكتبه ليس تحليلًا لخطاب السيد الحوثي، ولا تفسيرًا لكلماته أو نواياه التي جاءت واضحة غير ملتبسة، وانما مجرد محاولة لاستجلاء صورة أو لمحة عن العاصفة القادمة في الشرق الأوسط، بالضبط حيث ولدت، وتمددت رقعتها ونيرانها، وستندفع حمم اللاهبة عما قريب، لتغير أوضاعًا وواقعًا كنا نظنه ثابتًا مقدسًا يعز على التغيير مهما بلغت الجهود والأمنيات.”

ويتابع “تأتي أهمية خطاب السيد عبد الملك الحوثي مستندة إلى خلفية الحدث الهائل الذي سبقها، وهو نجاح دولة عربية للمرة الأولى في قصف قلب كيان العدوّ الصهيوني، “تل أبيب”، رغم البعد الجغرافي الهائل الذي يزيد عن 2000 – 2500 كيلومتر، ثمّ في امتلاء هذا الفضاء الجغرافي بوسائط الدفاع الأميركية المكرسة لرصد وتحييد أي تهديد عسكري قبل الوصول إلى الكيان”.

ويزيد القول ” وسقوط عدة دول عربية في حبائل الخيانة الشيطانية للدين والدم والشرف الإنساني، ودفاع جيوشها المستميت عن العدوّ وتقديم طرق النقل والإمداد البديلة بعد إغلاق طريق البحر الأحمر وميناء أم الرشراش نهائيًا بقرار يمني كالسيف قاطع”.

ويؤكد فؤاد ان الضربة اليمنية الهائلة جاءت ضمن المرحلة الخامسة لعمليات الجيش اليمني، ضمن مخطّط تصعيد خلّاق يتوازى مع الوحشية والجرائم التي يرتكبها العدوّ في غزّة.

ويبن أن كل مرحلة يمنية كان يتوسع معها النطاق العملياتي العسكري، بما فيه من تحديات استحداث وإدخال أسلحة جديدة إلى المواجهة والمرحلة الخامسة التي كان أعظم ما فيها العملية “يافا”، تشمل توسيع العمليات العسكرية ضدّ العدوّ الأميركي والصهيوني في المحيط الهندي والبحر المتوسط.

مردفا القول ” بما يعني أن كامل مساحة فلسطين المحتلة ضمن نطاق العمل اليمني الأحدث، وهو ما لخصه القائد السيد عبد الملك بقوله: “نعلن أن استهداف يافا بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد، ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.

ويختتم أحمد فؤاد حديثه بالقول ” البعض قبل طوفان الأقصى وبعده، كانوا مقتنعين بأن الجغرافيا هي عدو اليمن العنيد في مسألة إسناد فلسطين، وأن اليمن من الصقور لكنّه محبوس في قفص عصفور الكناريا، لكن الحقيقة أظهرت من تمكّن اليمن من تطويع الظروف القاسية والتضاريس الصعبة الوعرة وجبالها العالية الشامخة والبعد المكاني بألفي كيلومتر من بؤرة الأحداث، فتحولت كلّ التحديات إلى فرص سانحة وواعدة، وآتت الحكمة اليمنية أكُلها.

ويضيف “فإذا هي بامتلاكها تكنولوجيا عسكرية متقدمة تشمل صواريخ فرط صوتية وشبحية تستطيع إيذاء قلب العدوّ النابض بضربات مباشرة وشديدة الدقة، فيما يتحول موقعه العالي بالنسبة للعدو إلى ما يشبه قلعة بنيت فوق السحاب، كان الظن أن الجغرافيا هي عدو اليمن، لكن الطوفان أثبت أن الجغرافيا هي قدر اليمن وفلسطين العظيم”.

 

“إسرائيل” تورطت في اليمن

وفي تغطية خاصة لقناة الجزيرة عن تداعيات وصول طائرة يافا إلى عاصمة الكيان الصهيوني يقول الخبير في الشؤون العسكرية اللواء محمد الصمادي ” وصول المسّيرة اليمنية إلى مركز الثقل لكيان الاحتلال مثل ضربة كبيرة ومؤثرة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ومعنوياً على الاحتلال الإسرائيلي.ويضيف القول ” مازال الوسط الصهيوني في حالة هلع وخوف كبير من هول الفاجعة”.

وعن الاستهداف الصهيوني لميناء الحديدة يؤكد اللواء الصمادي أن إسرائيل تحاول ترميم ماتم كسره في حرب السابع من أكتوبر.

ويوافقه في ذلك الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العقيد حاتم الفلاحي بقوله “إسرائيل تورطت، لا يمكن أن نستهين بالرد اليمني القادم، لا سقوف و لا خطوط حمراء، تستطيع أن تقف أمام الحوثي”. ويضيف ” حتى وقف الحرب على غزة لم يوقف هذا الجبهة بعد الاعتداء على الحديدة نحن أمام مرحلة تصعيد جديدة قد تطول، واليمن يمتلك الإمكانيات والقدرات ولديه بنك الأهداف شاملة عن الكيان الصهيوني.