وحدة الساحات.. القرار الحاسم والرد القادم
الصمود||مقالات||عبدالجبار الغراب||
تمادي وغطرسة واستكبار وتعالي إسرائيلي، وبدعم كبير أمريكي غربي ومعهم أعوانه من المتصهينين الأعراب، ولأكثر من 300 يوم من عمر عدوانه الهمجي والجنان على قطاع غزة ما زال في ارتكابه للإبادة الجماعية بحق السكان بلغت أرقامها القياسية لحرب خبيثة عنصرية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، لتصل وإلى الآن أعداد الضحايا لأكثر من (40) ألف شهيد وَ(100) ألف جريح أغلبهم من الأطفال والنساء وَأَيْـضاً الآلاف من المفقودين الذين ما زالوا تحت أنقاض الركام يصعب انتشالهم، ليغرق الصهاينة في مستنقع غزة العميق ويفشل في تحقيقه للأهداف ويتكبد الخسائر الفادحة في كافة المستويات والأصعدة المختلفة بفعل المقاومة الفلسطينية القوية داخل قطاع غزة ومعهم جبهات الإسناد الداعمة لهم من محور المقاومة الإسلامية من اليمن ولبنان والعراق وإيران، لتتصاعد معها مستويات الكراهية للصهاينة من مختلف الشعوب العالمية بفعل جرائمهم الوحشية وارتفعت بذلك النداءات والمطالبات الدولية بإيقاف الحرب الهمجية، وصدرت قرارات المحاكم الجنائية بملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي، وُصُـولاً إلى إدراجهم ضمن القائمة السوداء في الأمم المتحدة لارتكابهم المجازر بحق الأطفال بقطاع غزة.
تدرجت قوى محور المقاومة الإسلامية في تصعيد عملياتها العسكرية المساندة للقضية الفلسطينية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وفق معطيات الوقائع الحاصلة في قطاع غزة وتنوعت استراتيجياتها في اختيارها للمراحل التصعيدية العسكرية التي حقّقت نجاحاتها العظيمة وألحقت بالكيان الخسائر الفادحة وخلقت التفوقات الكبرى في فرضها للمعادلات الجديدة، التي أرست بها دعائم ردع عظيم وضعت من خلاله العدوّ الإسرائيلي في تيهان وشرود كبير تقلصت معها خياراته العسكرية ونفدت بذلك كُـلّ أوراقه، فالحصار والإغلاق البحري التام الذي فرضه عليه أهل اليمن والإيمان في البحار والمحيطات وتكبدهم للخسائر الاقتصادية العظيمة وُصُـولاً إلى الإغلاق الكامل لميناء أم الرشراش، فكان همجيته المتواصلة من خلال ارتكابه للمزيد من المجازر بحق سكان قطاع غزة أَو بذهابه للأهداف الإنسانية المدنية كرد على هزيمته واستهدافه بطائرة يافا اليمانية بعقر مركزه الكبير وعاصمته المسماة “تل أبيب” بقصفه لميناء الحديدة وخزانات النفط كأُسلُـوب همجي وحقير لعجزه التام عن عدم امتلاكه لبنك أهداف عسكرية أَو بالذهاب للأساليب الإجرامية الفاشلة واستخدامه الاغتيالات لقادة المقاومة الإسلامية كوسائل وبدائل لعجزه العسكري لتسويقها للداخل الإسرائيلي كنصر بحث عنه طيلة عشرة شهور كاملة في حربه بقطاع غزة لم يستطع تحقيقه.
فشل العدوّ الإسرائيلي في تحقيقه للأهداف التي أعلنها بالقضاء على حركة حماس واستعادته للأسرى، وشل قدراته عسكريًّا واقتصاديًّا بفعل جبهة الإسناد اللبنانية التي خلقت واقعاً وأشغلت الاحتلال وألحقت به الخسائر الكبيرة لينزح أكثر من مائتي ألف مستوطن من الشمال وتخفيفها للضغط العسكري على قطاع غزة، وتراكم الخسائر الاقتصادية على الكيان بفعل ضربات اليمن على سفنه ومنعهم للسفن الأُخرى المرتبطة به من الذهاب إلى موانئه وفشل حلف الازدهار التي شكلته أمريكا لحماية سفن الكيان من عمليات اليمنيين التي أسقطت مكانة وهيبة الأمريكان كقوة عظمى عالمية والذين اندهشوا بامتلاك اليمنيين لقدرات متطورة وأسلحة نوعية وبكفاءة عالية على المواجهة وبإخراجهم للمفاجآت المتتالية لأسلحة جديدة لها قدرتها العالية في تحقيقها للأهداف كصاروخ فلسطين وحاطم 2 الفرط صوتي وزورق الطوفان البحري المسيّر، وبتنسيقهم الكبير مع المقاومة العراقية في ضربهم للأهداف والمواقع الصهيونية في عديد مدن الأراضي المحتلّة؛ وهو ما أذهل الأمريكيين الذين يحسبون لكل خطوة يخطوها، يضعون لها حساباتها الكبيرة قبل الإقدام عليها.
التجاوزات الصهيونية الحمقاء لكل الخطوط الحمراء التي وضعتها قوى محور المقاومة وإقدامه الجبان على بدائل الاغتيالات للقادة العسكريين والسياسيين والتي هي في نظره نجاحات لتعويض خسائره في الميدان وذهابه إلى خلط الأوراق في اغتياله لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ إسماعيل هنية وهو ضيف في طهران والقائد العسكري لحزب الله السيد فؤاد شكر وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، ليشعل بذلك على نفسه الويلات والصعاب، فوحدة الساحات لها اتّحادها في التنسيق وسيكون لها ردها القادم والأكيد، فالقرار حاسم والرد حتمي وقادم؛ فمنذ الوهلة الأولى فقد أصدر المرشد الخامنئي التوجيهات بسرعة الرد المباشر على كيان الاحتلال، والمعركة كبرى ومفتوحة تجاوزت جبهات الإسناد المعمول بها قالها السيد حسن نصر الله، وأن ساحاتها غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق وإيران، والعدوّ الإسرائيلي وضع نفسه في متاهات وقلق وتيهان لا يعرف من أين يأتيه الرد من الشمال أَو من الجنوب وهل سيكون متفرقاً أَو منفرداً، والرد محسوم وحتمي وليس شكلياً بل حقيقياً وعليه الانتظار، فالميدان هو المفسر لكل ذلك فلا رضوخ ولا ضغوطات سيكون لها تأثيرها على إجبار المقاومة على الاستسلام، وأن ما ينقذ الكيان هو إيقاف حربه وعدوانه على غزة، وما كان منتظراً من اليمن بالرد على جريمة الكيان باستهدافه لميناء الحديدة يصب الآن في خانة اجتماع الردود القوية لوحدة ساحات جهادية مصدرها حزب الله واليمن وإيران والعراق، جاعلين من الساعات والأيّام والميدان إثباتها لضربات قوية قاصمة لظهر الكيان، تغرقه في مستنقع إقدامه الجبان بارتكابه للحماقات بتجاوزه للخطوط الحمراء واغتياله لقادة المقاومة.