صمود وانتصار

تعليق الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام مع قناة المسيرة حول جريمة الصراري

الصمود | متابعات | 26 / 7 / 2016 م

• أستاذ محمد نحن أمام كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة بحق سكان الصراري العزل من السلاح، ما هو موقفكم في أنصار الله وكيف تنظرون لهذه الجريمة من حيث التوقيت والأدوات وأسلوب التنفيذ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، بالتأكيد هذه الجريمة البشعة مرفوضة بكل القيم والأخلاق والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية وحتى الاجتماعية التي كانت تأتي بين قبائل اليمن وغيرهم ألا يتعرض أحد للأطفال والنساء أو يقتحم القرى. قرية الصراري هي قرية لمواطنين يمنيين من أبناء محافظة تعز، ليست جبهة عسكرية ولا بجوار جبهة عسكرية، وإنما لأنهم مواطنون لهم موقف رافض للعدوان، قاموا بهذا العمل ليكشفوا عن حقيقة مشروعهم القادم والمؤسف الذين يريدون تطبيقه على اليمن، وقد سبق لهم أن عملوا ذلك في محافظة تعز بحق أسرة من آل الرميمة وكل من يخالفهم. هذه الجريمة هي تكشف بجلاء المشروع التكفيري الدموي الذي يقوده العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وهي بالتأكيد الأسلوب هو أسلوب داعش والقاعدة، الأسلوب المعروف في المنطقة، الأسلوب المعروف الذي بدأت قرونه تطلع من جنوب اليمن وبدأت تحصل في كثير من المناطق في الشمال، هذا أسلوب يعرفه كل إنسان، هذا يختلف تماما مع كل القيم مع كل الأخلاق، مع كل العادات والتقاليد، وهو فضح حقيقي لهؤلاء الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق مواطنين ليس لهم علاقة، ما ذنب النساء، ما ذنب الأطفال؟ إحراق البيوت، قتل الناس، تدمير المساجد، العبث بأموال الناس، هذه جرائم إنما تؤكد صوابية الموقف الوطني والأخلاقي للجيش والأمن واللجان الشعبية لمواجهة هذا العدوان، وهذا الأسلوب القذر الذي هو مدعوم بلا شك من حرب ظالمة وغاشمة تريد أن تستهدف الشعب اليمني في نسيجه الاجتماعي في قيمه، في أخلاقه، في التعايش الذي كان موجودا، فلإنهم فشلوا طائفيا، وفشلوا في أن يوجدوا انقساما سياسيا أو عسكريا، هاهم اليوم ينتقمون من الجميع بلا استثناء ويرتكبون هذه الجرائم التي لا مبرر لها. ما ذنب أبناء قرية الصراري للعدوان عليهم؟ ليسوا في جبهة ولا في طريق جبهة ولا مجاورين لجبهة عسكرية وإنما انتقاما وتعسفا وكبرياءً وخذلانا وعدوانا ظالما لا مبرر له، فموقفنا هو معروف، وسنظل نواجه هذا العدوان مهما كانت التحديات على مستوى الأصعدة، لأن هذا يتنافى مع كل الثوابت الإنسانية والدينية التي هي معروفة للدفاع عن الكرامة والعرض ألا ينتهك والدماء ألا تسفك، هذا شيء فوق أي خيارات قد تُطرح، وهذه الجريمة هي تضاف إلى جرائمهم الكثيرة، الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني في أجزاء كثيرة من الوطن.
• أستاذ محمد كما أشرت هذه الجريمة تتفق أو تتشابه مع جريمة آل الرميمة التي ارتكبت بحق آل الرميمة من خلال الأدوات والأسلوب، أيضا صدرت في وسائل الاعلام على أنها انتصار، سوقوا هذه الجريمة على أنها انتصار، وكيف أيضا تقرأوون هذه الجريمة من خلال التوقيت السياسي بالتزامن مع مفاوضات الكويت وأيضا مع اشتعال الحدود؟
من هو الذي يمكن أن يتحدث أن هذا انتصار؟ هذا هزيمة، هذه ذلة هذا سقوط أخلاقي مروع، ما هو الانتصار أن تأتي لتعتدي على بيوت آمنين، على نساء على أطفال على شيوخ على عُجَّز، في أي القواميس يقولون هذا؟ الانتصار هو أن يحصل في معركة هنا أوهناك، هذا شيء طبيعي يحصل بين مد وجزر، لكن أن تعتدي على قرية مطمئنة آمنة ساكنة وديعة ليس لها علاقة بالحرب، هذا لا يعد أي انتصار على الإطلاق في مختلف عنوانين الانتصارات، ثم ما يحدث بلا شك أن له انعكاسات سلبية، لكن نحن تعودنا من المجتمع الدولي الذي يملأ الدنيا ضجيجا عندما يُحرك الجيش واللجان ليتقدم في جبل كما حصل، في جبل جالس، تحرك العالم وحصلت البيانات حتى من أمريكا وبريطانيا والمجتمع الدولي وقامت الدنيا ولم تقعد، رغم أنها مواجهة عسكرية في سفح جبل لا يجود فيه منزل واحد في مواجهة مقاتلين أجانب ومحليين، ما الذي يجري؟ هذا نحن تعودنا حتى من الأمم المتحدة لأنها هي في الأخير تدور في غرف تحكمها هذه الدول التي تفرض العدوان على اليمن.
• نعم أستاذ محمد، فيما يتعلق بالأمم المتحدة، هل تم طرح هذه الجريمة على الأمم المتحدة؟ وكيف تفاعلت مع الموضوع أم أن هناك تجاهل كما هي العادة؟
بلا شك ونحن حتى ليس من اليوم بل من اليوم الأول أصدرنا أكثر من موقف، وأبلغنا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بأكثر من رسالة سلمناه يدا بيد، وتحدثنا معه في أكثر من جلسة، واليوم أبلغناه بكثيرمن الرسائل والتوصيات بما حصل والكشف لملابسات ما حدث من جرائم وأسماء الشهداء والمغيبين والمعتقلين، والمنازل التي أحرقت وكل المعلومات اللازمة وبعثنا برسائل إلى السفراء المعنيين، ونحن ننتظر المبعوث ليصل يوم غد ليسمع كلام أكثر في هذا، نحن لا يمكن أن نقبل على الاطلاق، لكن نحن نتعود من هذه الأمم المتحدة التي تسيرها دول، إذا كانت دولة كالسعودية استطاعت أن تسقط دول التحالف من قائمة اللائحة السوداء لمنتهكمي الأطفال في اليمن، ماذا تتوقع من مبعوث ليس بيده شيء؟ ولا يستطيع أن يقول شيء، ولكن نحن من باب إسقاط الحجة ومن باب فضحهم أمام أخلاقهم ومواثيقهم التي يدعون في الأمم المتحدة، نحن سنتحدث ونضغط، ولا يمكن أن نتقدم في أي مسار وهناك عدوان يستهدف الأبرياء والمواطنين، كما حصل في جريمة بشعة ليس لها أي مبرر على الإطلاق وإنما تثبت الحقيقة المدوية الأخلاقية والإنسانية والنفسية التي يعيشها، ثم في المقابل نحن لا نعول إلا على الله سبحانه وتعالى في مواجهة العدوان وعلى بصيرة شعبنا وعلى يقظته وأن يكون متنبها في مواجهة هذه التحديات، وكذلك الجيش والأمن واللجان الشعبية يجب أن يقوموا بدورهم في حماية هذه القرى وأن يقوموا بالدور اللازم مهما بلغت التضحيات، ومواجهة العدوان هو من أجل أن يكون هناك ستر للأعراض وعدم قبول لانتهاكها ومواجهة عدوانها، وحماية للأطفال والنساء والممتلكات العامة والخاصة، وهذا هو واجب مقدس لا ننتظر فيه لا إشارة من أحد ولا رأيا من أحد، هذا ما يعنينا، ثم يثبت هذا أن حديثهم عن السلاح عندما يأتون ليطرحون السلاح ويقولون السلاح، هذا يعزز في أهمية حمل السلاح لمواجهة أي عدوان يأتي، لا يحمي أحد، هؤلاء مواطنين يمنيين، ألا يقولون بأنهم شرعية وبأنهم حكومة، هؤلاء مواطنين يمنيين حتى وإن اختلفتم معهم في الرأي، ليس لكم حق أن تقتلوهم، وليس لكم أي حق في أن تعتدوا عليهم، يثبتون اليوم أنه يجب أن نتمسك أكثر بالسلاح لمواجهة العدوان، وألا نصغي إلى هذا الكلام الأهوج والأحمق الذي يقول بأن هناك دولة تستطيع أن تحمي المواطنين، وقد ثبت أمامنا دليل بالعشرات من القرى والناس والمواطنين والأسر الكريمة والعزيزة في أكثر من منطقة، وليس فقط في محافظة تعز فقط، تعرضت لمثل هذا التهجير ولمثل هذا العدوان، وثبت أن الشعب اليمني سيأخذ حقه بنفسه في مواجهة هذا العدوان.