نتنياهو يعود للمماطلة والتسويف والتهرب بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار
عاد رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو من جديد لاستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب بعد البيان الثلاثي الأمريكي المصري القطري الذي يدعو الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات بوضعه شروط ومطالب جديدة فيها تراجع عما نقله الوسطاء على أنه ورقة صهيونية، والتي كانت جزءاً من مشروع بايدن ولاحقاً قراراً لمجلس الأمن الدولي.
وكالعادة لا يرغب نتنياهو في عقد صفقة لكنه يناور ويراوغ ويضع الشروط والمطالب لإفشال أي تحرك في هذا الاتجاه من أجل كسب الوقت وإطالة أمد العدوان على قطاع غزة وتنفيذ المشاريع الصهيونية في القطاع والمنطقة، بحسب المحللين.
ويبدو أن محاولة إحياء مفاوضات صفقة التبادل من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بين حماس والكيان الصهيوني جاءت في هذا الوقت بالذات كمحاولة من واشنطن لاحتواء التصعيد والتوتر في المنطقة بعدما قام العدو الصهيوني بعملية اغتيال غادرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران واغتيال القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من بيروت والعدوان الصهيوني على ميناء الحديدة في اليمن وتعهد كل من إيران لبنان واليمن برد قاسي ومؤلم.
ومع ذلك استبق نتنياهو الخميس موعد إرسال الوفد الصهيوني المفاوض إلى القاهرة أو الدوحة بجريمة حرب نفذتها عصابته الصهيونية والتي تطلق على نفسها جيش يصفه المحللون العسكريون بأنه الأقذر في العالم، أمس السبت بارتكاب مجزرة بحق المواطنين الفلسطينيين العزل من النازحين في مدرسة “التابعين” بحي الدرج التي تؤوي نازحين، وراح ضحيتها أكثر من 100 شهيد ومئات الإصابات.
ويطالب الفلسطينيون، المجتمع الدولي بوقف هذا الجنون وهذه الوحشية اللا إنسانية، لأن المواطنين هم من يقوم بدفع الثمن الأشد إيلاماً وذلك بسبب فشل المجتمع الدولي في إجبار الكيان الصهيوني على احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
كما يطالب الفلسطينيون بضرورة وقف الحرب الوحشية ووقف هذه المجازر والإبادة الجماعية الصهيونية للشعب الفلسطيني والجرائم اللاإنسانية بحق المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال.
ويزعم مكتب نتنياهو أن “حماس” هي التي تمنع التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وأن الكيان الصهيوني لم يضف أي شرط إلى الخطوط العريضة للصفقة.
لكن هناك شروط ومطالب جديدة يضيفها نتنياهو في كل جولة من المفاوضات، وطرح نتنياهو مطلباً جديداً بإنشاء آلية تفتيش أمني في وسط قطاع غزة تمنع مرور عناصر حماس إلى شمال القطاع كما طالب بضمانات أمريكية بالسماح للكيان الصهيوني بالعودة إلى القتال في القطاع بعد المرحلة الأولى من الصفقة.
وفي وثيقة الرد الأخيرة التي سلمها الكيان الصهيوني للوسطاء، تمت صياغة مسألة منع مرور المسلحين بشكل غامض لا يذكر الآلية صراحة في أعقاب ضغوط أمريكية تهدف إلى منع انهيار المحادثات إلا أن نتنياهو يواصل إصراره على إدراج الآلية في المستقبل ضمن المفاوضات.
وهناك طلب آخر قدمه نتنياهو مؤخراً والذي لم يتم تضمينه في المخطط الأصلي الذي وافق عليه مجلس الحرب الصهيوني، وهو التزام الولايات المتحدة بالسماح للكيان الصهيوني بالعودة إلى القتال في القطاع بعد المرحلة الأولى من الصفقة، إذا جرت المفاوضات من أجل التسوية.
وهذا ما يثبت بالأقوال والأفعال تماما أن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، حددوا خيارهم بالاستمرار في القتل وتدمير أي مظهر من مظاهر الحياة في غزة، بتواطؤ ودعم سياسي ومادي أمريكي لهذا السلوك الوحشي والغير القانوني لذبح المدنيين الفلسطينيين.
وقد تعهدت إيران بالرد على اغتيال هنية في طهران عقب مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وبعد ساعات قليلة من اغتيال أحد أبرز قياديي حزب الله فؤاد شكر في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي هذا السياق، جدد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف اليوم الأحد، التأكيد على “الثأر لدم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، الذي اغتيل في 31 يوليو المنصرم في طهران، وقال هو واجب ديني ووطني”.
وأوضح قاليباف أن “مجزرة مدرسة التابعين” في مدينة غزة، أثبتت أن “إسرائيل” وصمة عار على البشرية جمعاء ولا تفهم سوى لغة القوة”.
وقال رئيس البرلمان الإيراني: إنه “وفقا لتوجيهات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران فإننا نعتبر أن الثأر لهنية الذي استشهد على أرضنا واجب ديني ووطني”.. مضيفاً: إنه “على “إسرائيل” أن تنتظر العقاب”.
وشدد قاليباف على الدول الإسلامية باتخاذ إجراءات عملية لدعم الشعب الفلسطيني لوقف آلة الحرب الصهيونية.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني لوزيرة خارجية بلجيكا: إن إيران سترد بشكل قانوني وحاسم على اغتيال هنية.
وكان علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني في الشؤون السياسية، قال أمس السبت: إن الإجراءات القانونية والدبلوماسية والإعلامية قد اتخذت لمعاقبة “إسرائيل”.
وفي وقت سابق اليوم.. قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية: إن المستشار الألماني أولاف شولتس أبلغ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأنه قد آن الأوان لإتمام الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة.
الجدير ذكره أن نتنياهو يحاول جاهداً توسيع نطاق حرب غزة ولا يريد وقف إطلاق النار، وأن خطابه أمام الكونجرس الأمريكي أثار “خيبة أمل شديدة” في العالم، وحكومته أظهرت عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة “في كل خطوة”.
ويواصل جيش العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، ما أدى إلى ارتقاء نحو 40 ألف شهيد وإصابة أكثر من 91 ألفا فلسطيني، ونزوح 90 في المائة من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.