خطاب نتنياهو الكاذِب والمتناقِض يُثير انتقادات وسخرية الإعلام الصهيوني
أثار خطاب رئيس حكومة كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو أمس الإثنين، انتقادات وسخرية الإعلام الصهيوني، والذي وصفه بأنه عبارة عن سلة من الأكاذيب المُشوشة غير المرتبة وكأنه بهذا الخطاب صار يتنفس الكذب الذي لا يمكنه النجاة به الآن.
وسائل إعلام العدو الصهيوني انتقدت كلام نتنياهو بشدة، ووصفته بأنّه “يفتقد كثيراً من الدقة، ومؤلم، وكمية الأكاذيب والتناقضات فيه لا تُعقل”.. مشيرة إلى أن المقاومة الفلسطينية أنتجت أغلبية سلاحها داخل قطاع غزة.
وتساءل الإعلام الصهيوني.. السفينة تغرق بالفعل، فهل يمكنه (نتنياهو) انقاذ نفسه هذه المرة؟ أم يُغرق الجميع؟.
وأوضح إعلام العدو أن خطاب نتنياهو الأخير يكشف عن أزمة متصاعدة في الوضع السياسي والعسكري للكيان الغاصب، تتجلى في عدة جوانب حرجة تتعلق بالمفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتدهور العلاقة مع الهيئات العسكرية والعمالية، والمشاكل الداخلية المتزايدة.
ولفت إلى أن تصريحات نتنياهو حول الفشل في تحرير الستة الأسرى ومقتلهما يشير إلى ضغط هائل يواجهه من عائلات الأسرى والجمهور، وهذا الفشل يعُزز شعور الإحباط والقلق بين الصهاينة، خاصة مع تكثيف حماس لعملياتها ضد هذا الكيان المؤقت، ويعكس خطاب نتنياهو محاولته لتقديم صورة من القوة والعزم بالرغم من الفشل.
ويرى إعلام العدو أن إصرار نتنياهو على موقفه الثابت بشأن محور فيلادلفيا وعلاقته مع حماس يُظهر رغبته في الحفاظ على الموقف العسكري المتشدد، رغم التكاليف الباهظة، فتصريحاته حول أن محور فيلادلفيا كان “أنبوب الأكسجين” لحماس تعكس اعترافاً بأهمية هذا الممر في تعزيز قدرات الحركة، وتوضح أن أي تراجع قد يؤدي إلى تفاقم التهديدات.
هذا ويواجه نتنياهو انتقادات متزايدة من داخل الكيان الصهيوني بسبب فشله في تحقيق انتصارات ملموسة في الصراع مع المقاومة الفلسطينية، وبالإضافة إلى ذلك، يتعرض لضغوط دولية بشأن معالجة الصراع، بينما تستمر الجهود الدولية للضغط على الكيان الغاصب للتوصل إلى حلول سلمية.
كما أن تصريحات نتنياهو تؤكد على الاستراتيجية الحالية التي تعتمد على القوة العسكرية والحفاظ على موقف ثابت ضد حماس، مما يعكس استمرار سياسة المواجهة بدلاً من السعي نحو تسوية سياسية.. لكن مع تصاعد الضغوط من الداخل والخارج، سيكون من الصعب عليه الحفاظ على هذه الاستراتيجية بدون تقديم تنازلات أو البحث عن حلول دبلوماسية.
ويرى مراقبون أن نتنياهو في موقف حرج يعكسه خطابه الأخير الذي يسعى لإظهار القوة والتماسك لكنه يكشف في الوقت ذاته عن عمق الفشل وعدم القدرة على إدارة الأزمات بفعالية، فخطابه يُظهر أن نتنياهو يعتمد على التصريحات الحربية لتغطية الفشل والضعف، مما يعزز من الشعور بأن مصيره السياسي يواجه تحديات كبيرة ولا يبدو أنه قادر على النجاة في ظل الظروف الحالية.
وأعلن نتنياهو في مؤتمر صحفي متلفز في القدس المحتلة، الليلة الماضية، عن تمسّكه بالبقاء في محور فيلادلفيا.. مؤكداً أن “موقفه ثابت بشأن محور فيلادلفيا والذي لن يتغير”.
وقال نتنياهو: إنّ هذا المحور هو “أنبوب الأوكسجين لحماس، ويجب قطعه”.. لافتاً إلى أن “خروج جيش الاحتلال من محور فيلادلفيا جعل غزة مصدر تهديد كبيراً لنا، وكان بمنزلة فتح الطريق لدخول الأسلحة وغيرها لحماس”.
وشدد على أنه لم يكن هناك اتفاق دولي سابق يسمح لهم باحتلال محور فيلادلفيا.. مؤكداً أن تحقيق أهداف الحرب يمرّ من هذا المحور.
وفي هذا السياق ذكّر المعلق السياسي في القناة الـ”12″ الصهيونية، يارون ابراهام، نتنياهو، بما جرى في عملية “طوفان الأقصى”، في السابع من أكتوبر.. مُفنّداً ادّعاءه بأنه لم يدخل أيّ شيء من الحدود “غير من محور فيلادلفيا”، ومؤكداً أن تسلل المقاومة يوم طوفان الأقصى “أسوأ من ذلك”.
وقال ابراهام: إن نتنياهو “يقول الشيء وعكسه” فيما يخصّ الموافقة الدولية على احتلال “محور فيلادلفيا”.. داعياً إياه إلى الانتباه لعامل الوقت، “فهو ليس لديه الوقت، ورأينا ذلك هذا الأسبوع”.
بدوره أكد المعلق العسكري في القناة الـ”12″ الصهيونية، نير دفوري، عدم دقّة كلام نتنياهو.. مشيراً إلى أنّ “محور فيلادليفا” لم يكن المشكلة المركزية، بعد مضي ثمانية أشهر على الحرب، وعدم قيام “جيش” الإحتلال بالتقدم نحوه أو قيام أي عملية فيه.
وأضاف: إنه حتى عند دفع “الجيش” إلى القيام بعملية في اتجاهه، “تردّد نتنياهو، ولم يعطِ موافقته على العملية البرية هناك”.. نافياً كلام نتنياهو بشأن تهريب الأسلحة من خلال “محور فيلادليفا”، وجازماً بأن عمليات تهريب الأسلحة “لم تنفَّذ من تحت المحور، وإنما من داخل معبر رفح نفسه”، وقال: إنّ “أغلبية السلاح أنتجتها حماس، داخل القطاع”.
وشدّد دفوري على أن طريق القضاء على حماس لا يمر عبر “محور فيلادلفيا”.. ساخراً من كلام نتنياهو بشأن إيجاد الحلول في الشمال. وتساءل: “كيف تريد “إسرائيل” الوصول الى المعالجة في الشمال، وهي لم تُنهِ العملية في الجنوب؟”.
من جهته، قال المعلق السياسي في القناة الـ”13″ الصهيونية، رفيف دروكر: “إن المؤتمر الصحفي “مؤلم جداً.. وفي ظلّ هذه الظروف، لن يخرج أيّ أسير من هناك في صفقة”.. مؤكداً أنّ كمية الأكاذيب والتناقضات لا تُعقل في مؤتمر نتنياهو.
وكانت صحيفة “هآرتس” الصهيونية قد أكدت في وقت سابق أن نتنياهو فقد السيطرة على كذبه كما يحدث له عندما يكون تحت الضغط، خاصة أنه محشور في الزاوية بسبب ضغوط الدعوة إلى صفقة المحتجزين والولايات المتحدة.
كما هاجم زعيم “المعارضة” الصهيوني، يائير لابيد، خطاب نتنياهو، بالقول: إن “ما سمعناه من نتنياهو هو خدعة سياسية لا أساس لها”.. مضيفاً: إن “ما قاله بشأن فيلادليفا يفتقر الى الصلة بالواقع”.
وشدّد لابيد على أنه لا أحد يصدق خدعة نتنياهو، لا يصدقه “لا المسؤولون الأمنيون، ولا المنظومة الدولية، ولا الجنود الموجودون في غزة”.. مضيفاً: إن “مندوب فيلادلفيا لا يزعجه حقا، بل مندوب بن جفير سموتريتش”.
واعتبر لابيد أنه كان مؤتمراً صحفياً مخزيا.. مشيراً إلى أن نتنياهو قال حقيقة واحدة على الأقل: إنه لا يريد إنهاء الحرب”، “لقد قال ذلك ثلاث مرات، مما يعني أنه لا يريد عقد صفقة رهائن، بل يريد حربًا إلى الأبد.. كلماته كان لها معنى واحد فظيع: إنه لن يعقد صفقة”.
وتوجه لابيد، إلى من أسماهم “الأشخاص والأحزاب الأكثر مسؤولية في الائتلاف”، بالقول: “ليس مسموحًا لبن غفير فقط إصدار إنذارات، بل مسموح لكم أيضًا.. يمكنك أن تقول: إذا لم يكن هناك اتفاق، فلن تكون هناك حكومة.. وعلى عكس ما قاله، فهو دائما أول من يستسلم للضغوط في الغرفة”.
وفي نهاية كلامه توجه لابيد لنتنياهو قائلا: “إذا كنت تريد توحيد الشعب في المساء، فلا تلوم ظُهراً أولئك الذين يعتقدون أنك مسؤول عن شيء يساعد السنوار”.
كما سخر عضو مجلس الحرب الصهيوني السابق بيني غانتس مساء الإثنين، من خطاب نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا.. قائلاً: “من المدهش أن من كان يخشى الدخول في عملية بقطاع غزة، ولم يكن يريد المناورة إطلاقا في الجزء الجنوبي، يشرح اليوم للوطن كله أهمية محور واحد لم يكن يريد الدخول فيه”.
وأضاف: “من يقدم مرة أخرى عرضا بمخططات الصواريخ، عليه أيضا أن يقدم عرضا بإطلاق سراح الرهائن.. لدينا حملة أخرى لمدة عقد في غزة، وكذلك في محور فيلادلفيا، أي شخص لا يعرف كيف يفعل ذلك” الوفاء بالالتزام بالأهداف العامة للحرب، بما في ذلك عودة الرهائن، لا يمكن أن يقودها، فلتترك زمام المبادرة لمن يستطيع مواجهة كل التحديات”.
فيما قال رئيس حزب العمل يائير غولان: “إن تصريحات كذب الرجل الذي بنى حماس، تثبت أن هذا الرجل غير كفؤ وخطير، قرر التخلي عن المختطفين للموت في أسر منظمة وحشية.. لم ولن يكون هناك مكافأة أعظم لأعداء “إسرائيل” من نتنياهو.. سنسحقه ونعيد الثقة ونعيد الأمل”.