اليمن يحتفي مع الدول الإسلامية بمولد سيد الأنام عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام
احتفى اليمن مع مختلف الدول الإسلامية، اليوم الأحد، بذكرى مولد سيد الأنام محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام والذي يصادف الـ12 من ربيع الأول من كل عام، حيث أقامت العديد من الدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة فعاليات وأنشطة متنوعة إحياءً لهذه المناسبة.
ففي مشهد احتفائي لا مثيل له في التاريخ، توجه اليمنيون اليوم (رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً) إلى الميادين والساحات العامة في العاصمة صنعاء والمحافظات للاحتفال بذكرى مولد النبي الأكرم، خاتم النبيين وسيّد المرسلين، في أكثر من 60 ساحة وميداناً، خُصصت لاحتضان الاحتفالات بهذه المناسبة العظيمة، منها 28 ساحة للنساء.
وتقاطر اليمنيون إلى مختلف الساحات من كل مكان في أعظم احتفالات تشهدها الدنيا، كعنوان لاحتفال يمني عظيم يجسد علاقة أحفاد الأنصار بنبيهم وقائدهم.. موجهين أقوى رسالة للعالم بأن حب نبي الله ورسوله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، متجذر في قلوبهم من أقصى الوطن إلى أقصاه، حيث استبقوا احتفالهم الكبير اليوم بإطلاق الألعاب النارية الليلة الماضية في العاصمة وبقية المحافظات ابتهاجا بهذه المناسبة العظيمة.
ويحتفل المسلمون في كل عام بهذا اليوم، في بعض الدول الإسلامية ليس باعتباره عيدًا أو عبادة بل فرحة بولادة نبيهم رسول الله محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين.
وبدأت الاحتفالات الشعبية في معظم الدول الإسلامية من بداية شهر ربيع الأول وستستمر إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي، وتكون فيها الدروس من سيرته، وذكر شمائله ويُقدّم فيها الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد.
ويُرجِع المُسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاهتمام بيوم مولد رسول الله إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول “هذا يوم وُلدت فيه”.
وتختلف طقوس الاحتفال بهذه المناسبة من بلد لآخر، ومن مكان لمكان، حسب عادات وتقاليد أهل كل قطر من الأقطار الإسلامية، لكن في النهاية يظل غرض المسلمين هو الاحتفال والاحتفاء بميلاد سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام.
ففي فلسطين.. نشرت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الأحد، لقطات مصورة تظهر جانبا من احتفال أهالي قطاع غزة بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث شهدت مدن القطاع أجواء الاحتفال بذكرى المولد النبوي العام، وتأتي هذه الاحتفالات رغم ما تمر به غزة في ظل حرب إبادة يشنها كيان العدو الصهيوني ضد أهالي قطاع غزة.
واعتبر فلسطينيون وعرب، أن الاحتفال بالمولد النبوي رسالة تحد لكيان العدو الصهيوني مفادها أن لا قيود تمنعنا من الاحتفال بسيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي مصر، عمت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، مختلف المدن المصرية، وذلك عبر مواكب احتفائية وحضور شعبي كبير، عبرت عن حبها للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. مُعتبرة هذا الحب الخالص صلب الإيمان وعماده، ولا يكتمل إلا به، وأن الاحتفاء بمولده الشريف ما هو إلا تعبير مبسط عما يجول في نفوسهم من بهجة لذكراه الطاهرة.
وتُعد مصر من الدول التي تعتز بهذه المناسبة بشكل خاص، حيث يقوم الأئمة بإلقاء خطب ومواعظ عن السيرة النبوية، كما يشهد الشارع ازدحامًا بالباعة الذين يبيعون “حلاوة المولد”، وهي نوع من الحلويات المصنوعة خصيصًا لهذه المناسبة، تنبض الشوارع بالألوان والأنوار، ويتم بيع في هذه المناسبة عروسة المولد للبنات، والحصان للأولاد.
وفي ذكر الحبيب المصطفى يلتف المصريون حول مائدة الذكر من تلاوة القرآن وإنشاد يثلج ويطرب القلوب، وبتناول سيرته الشريفة الطاهرة يتأكد سياج الحق ويعمر الوجدان بنبله صلى الله عليه وسلم.
وتتعدد مظاهر الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ومن مكارمها كثرة الصلاة على الرسول الأمين، وهذا يؤكد ثمار الاحتفاء بسيد المرسلين عبر ذكراه العطرة، والتي تعد مناسبة تحثنا جميعًا على الإبحار في الصلاة على الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
ويشهد العالم الإسلامي أن المصريين يبدون فرحة فريدة من نوعها بشأن احتفالهم بالنبي ومولده صلى الله عليه وسلم، لذا بات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إشارة واضحة للتعبير عن محبته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسبب من أسباب تثبيتها في الأفئدة وترسيخها في قلوب المصريين.
وشهدت مدن ومحافظات مصر، فعاليات دينية وليالي ومدائح وإقبالا على شراء حلوى المولد من متاجر بيع الحلويات، وتوزيع مشروبات وأطعمة، بحسب تقارير صحفية محلية.. كما شهدت مدينة أسوان، مساء السبت، انطلاق دورة “زفة” الاحتفال بالمولد النبوى الشريف والتي تنظمها الطريقة الميرغنية على هامش احتفالات المولد النبوي الشريف.
وحمل المشاركون في الزفة، الرايات الخضراء ومجسم مصغر للمسجد النبوى، ولافتات مدون عليها اسم الطريقة تحتفل بالمولد النبوي، وشارك في الدورة عددا من أبناء الطرق الصوفية وأهالي مدينة أسوان عام، وردد أبناء الطريقة الميرغنية عدداً من القصائد والأناشيد فى حب رسول الله، وسط تفاعل وتجاوب من المشاركين.
وفي الجزائر تتهيأ المساجد ببرنامج ثري من العبادات، حيث تخصص الخطب الدينية للحديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فتُعرّف به وبسيرته العطرة وبأخلاقه النبيلة التي اتسم بها منذ ولادته إلى غاية رحيله.
وتتميز الاحتفالات في الجزائر، بالتركيز على الجانب الروحي، حيث تُقام تجمعات دينية في المساجد ويُستعرض خلال التجمعات الدينية حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كما يتم تقديم العروض الشعرية والأدبية التي تحتفي بالسيرة النبوية.
ويتعبد الجزائريون الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على المساجد، بإقامة جلسات ذكر الله والصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام وتلاوة القرآن، كما تقيم بعض الجوامع مسابقات دينية في تلاوة القرآن وأسئلة مكتوبة، ويكرم بعدها الفائزون بجوائز تقديرية.
ويجتمع الأهل والأصدقاء في بيت واحد لتناول ما تم إعداده لهذه المناسبة، إذ تعدّ النساء أصنافا وأنواعا من الأكلات الشعبية والحلويات التقليدية نذكر منها “الكسكس” و”الشخشوخة” و”الرشتة” و”الطمينة”.
وفي العاصمة العراقية بغداد وثقت وسائل الإعلام جانباً من فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي، ونشرت صوراً من مدينة الأعظمية شمال العاصمة بغداد التي تشهد احتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تُظهر الصور جانباً من الاحتفال بذكرى ميلاد النبي محمد (ص) وسط حضور جماهيري كبير.
وفي تونس.. شارك مئات الأشخاص في مدينة القيروان وسط مدينة تونس، مساء السبت، في احتفالية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بجامع “عقبة بن نافع” التاريخي.
وفي كل عام يشهد محيط جامع “عقبة بن نافع”، أحد أقدم مساجد إفريقيا، فعاليات تقام بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.. وشارك هذا العام مئات الأشخاص من داخل تونس وخارجها، في احتفالية المولد النبوي التي أقيمت في جامع “عقبة بن نافع” (تأسس عام 50 للهجرة، 800 م) ومحيطه.
وتتضمن الاحتفالات في تونس بالمولد النبوي القيام بالكثير من الفعاليات منها جلسات المدح والذكر، وزيارة الأهالي لبعضهم البعض وتبادل التهاني والتبريكات، ويتم تجهيز الكثير من الأطباق المميزة لتلك المناسبة، كما يتجمع الكثير من الناس للاحتفال في محافظة القيروان في باحات جامع عقبة بن نافع الكبير أو في جامع الزيتونة.
أما في ليبيا فيحتفل الليبيون بالمولد النبوي بطريقة مميزة يغلب عليها الطابع الروحاني، إذ ترفع الرايات الملونة وسعف النخيل وتحمل الدفوف ويتناولون بهذه المناسبة طبق يعرف باسم (العصيدة) وتبدأ التجمعات العائلية بالساحات العامة والمساجد، وتتعالى الهتافات باسم النبي محمد ويرتدي الناس الأزياء الجميلة ويطلق الليبيون على هذا اليوم اسم (الميلود).
وفي السودان.. بدأ السودانيون مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي ببدء شهر ربيع الأول حيث يتم نصب الخيام في الساحات العامة والتي تستمر لمدة عشرة أيام، وينتشر الكثير من باعة الحلويات ويحتفلون مع الناس، يطلق السودانيون تسمية (الزفة) على كافة مظاهر الاحتفال وهي تبدأ منذ اليوم الأول في شهر ربيع الأول.
ويشارك الأردنيون فرحتهم بإقامة الاحتفالات التي تتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة كإلقاء الدروس والمحاضرات الدينية التي تؤكد على أهمية هذه المناسبة في حياة المسلمين، وتستعرض فيها سيرة الرسول الكريم مبينة صفاته وخصاله العظيمة، ويتبادل الناس الزيارات ويقدمون أصناف حلويات شبيه بالتي تقدم أيام شهر رمضان.
أما في سلطنة عمان، فيحتفل الشعب العماني بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الـ12 من ربيع الأول، حيث يُعد هذا اليوم مناسبة دينية واجتماعية مهمة في السلطنة، حيث يتم تكريم ذكرى مولد النبي من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تعكس روح المحبة والتقدير للنبي الكريم.
وقد أعلنت الحكومة العمانية عن تخصيص اليوم الأحد، كإجازة رسمية لجميع القطاعات العامة والخاصة.. ويشمل هذا القرار جميع المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، بالإضافة إلى وحدات الأجهزة الإدارية والرموز الاعتبارية في الدولة.
تتميز فعاليات المولد النبوي في سلطنة عمان بتنوعها وشموليتها، حيث يتم تنظيم مجموعة من الأنشطة التي تعكس التراث والثقافة العمانية. من أبرز هذه الفعاليات: الصلاة وحلقات العلم والمديح: يتوجه العديد من العمانيين إلى المساجد لأداء صلاة العيد وحضور حلقات العلم التي تتناول سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتُزين المنازل والشوارع بالأعلام والشعارات الخاصة بالمولد النبوي لتعزيز روح الاحتفال والفرح بين المواطنين، ويتم توزيع الصدقات والعطايا على الفقراء والمحتاجين، سواء كانت على شكل نقود أو مواد غذائية، ويتم تنظيم الندوات الثقافية، والأمسيات الشعرية، والعروض الفنية التي تسلط الضوء على حياة النبي الكريم وأثره في الإسلام.
في لبنان، يشهد الاحتفال بمولد النبي مظاهر احتفالية متنوعة تشمل التجمعات في المساجد وتلاوة المديح والنصوص الدينية التي تبرز فضل النبي، وتُعد الحلويات الخاصة مثل “المولد النبوي” جزءاً أساسياً من الاحتفالات، حيث تُعد وتُوزع على الناس في الأحياء والمناطق المختلفة.
وفي تركيا أحيت مساجد إسطنبول وخاصة التاريخية وفي مقدمتها آيا صوفيا الكبير، والسلطان أحمد، والفاتح، والسليمانية، وأيوب سلطان، وتشامليجا الكبير، مساء السبت، ذكرى المولد النبوي الشريف وسط إقبال كبير، واحتضنت برامج دينية بمناسبة المولد النبوي، وامتلأت المساجد بالمصلين الذين أدوا الصلوات وتوجهوا بالدعاء إلى الله من أجل تركيا والعالم الإسلامي، وجرى تعليق لافتة ضوئية تحمل عبارة “لا إله إلى الله” بين مآذن مسجد آيا صوفيا بمناسبة ذكرى المولد النبوي.
وتشهد إندونيسيا، التي تُعتبر أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد السكان، احتفالات واسعة بالمولد النبوي الشريف، وتُنظم احتفالات تشمل عروضًا موسيقية دينية تعرف باسم “قَيسَيدَة” وتُعقد حفلات في المساجد التي تُقدم فيها وجبات خفيفة وتُقرأ سيرته النبوية.
أما في باكستان، فتكتسي الشوارع بالأضواء والزينة، وتُنظم المسيرات الكبيرة التي تتضمن قراءة السيرة النبوية والأناشيد الدينية، كما تكثر الفعاليات الدينية في المساجد، ويُحتفى بالمناسبة من خلال توزيع الطعام والحلويات..
وتحتفل ماليزيا، بالمولد النبوي الشريف من خلال إقامة المحاضرات الدينية والمسابقات وتوزيع الجوائز المتعلقة بالسيرة النبوية، كما يتم تنظيم الحفلات في المساجد والمراكز الثقافية، ويتم استعراض التراث الديني ويتحدث العلماء عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.