الصاروخ اليمني: تحوّل استراتيجي يزلزل الاحتلال الإسرائيلي
الصمود||مقالات|| إبراهيم المدهون*
بعد تهديدات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة واستمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، جاء الرد اليمني ليُحدث تحولاً استراتيجياً غير متوقع في المعركة. لأول مرة، أطلقت القوات المسلحة اليمنية صاروخاً “بالستي” بتقنية جديدة، استهدف قلب المدن المركزية في إسرائيل وضرب قاعدة عسكرية إسرائيلية، مما أحدث دماراً كبيراً، بحسب تقارير لم تنفها المصادر الإسرائيلية.
ورغم أن الاحتلال لم يعترف بوقوع قتلى أو جرحى، فإن هذا الهجوم دفع أكثر من مليوني إسرائيلي إلى النزول للملاجئ، مما شكل ضغطاً هائلاً على الكيان الصهيوني. الاحتلال كان يسعى جاهداً لإعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين ومستوطنات غلاف غزة بعد هروبهم نتيجة الضربات الفلسطينية، ولكن الصاروخ اليمني زاد من حالة الفزع وأجبر ملايين الإسرائيليين على البقاء تحت الأرض.
تمكن الصاروخ اليمني من تجاوز القبة الحديدية وأدوات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية، مما يُعد تطوراً خطيراً في الصراع. هذا النجاح يمثل ضربة قوية للتكنولوجيا الإسرائيلية ويشير إلى نقلة نوعية في قدرات المقاومة اليمنية. التقنية الجديدة التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية تعني أن الكيان الصهيوني بات عاجزاً عن التصدي لهذه الصواريخ، مما سيزيد من تعقيد الموقف الإسرائيلي في المستقبل.
رسائل الصاروخ اليمني
1. للشعب الفلسطيني: اليمن ما زال يقف بجانب الشعب الفلسطيني ولن يتخلى عنه، ويؤكد أن هذه الحرب طويلة الأمد لن تثنيهم عن تقديم الدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية. مهما طال العدوان، ستظل اليمن داعماً وفياً للشعب الفلسطيني في غزة.
2. للاحتلال الإسرائيلي: على الاحتلال أن يدرك أن اليمن مستعد لخوض حرب طويلة ولن تنجح تهديداتهم أو عدوانهم في كسر عزيمة الشعب اليمني. إن أراد الاحتلال وقف هذه الضربات، فعليه أن ينهي حرب الإبادة على غزة، وإلا فإن الضربات اليمنية ستستمر وستزداد قوة.
3. للشعوب العربية: الرسالة واضحة إلى الشعوب العربية: آن الأوان للتحرك ودعم أهل غزة بشكل عملي. ما يحدث من إبادة وقتل وتدمير فاق كل حدود الخيال، ولا يمكن الصمت عنه بعد اليوم. الأمل معقود على الشعوب والجيوش العربية للتحرك العسكري واستهداف الاحتلال.
4. للولايات المتحدة: محاولات الولايات المتحدة لاحتواء اليمن فشلت، واليمن لن يقبل بأي صفقات أو امتيازات مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية. المعركة مستمرة والموقف اليمني واضح وثابت.
التنسيق مع كتائب القسام
أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، أشاد بالعملية اليمنية ونقل شكره للقوات المسلحة اليمنية وقيادتها وشعبها. كما أشار إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً بين كتائب القسام والقوات اليمنية، مما يعني أن المقاومة في غزة كانت على علم بتفاصيل العملية وتنسق بشكل مباشر مع الجانب اليمني. هذا يشير إلى وجود غرف عمليات مشتركة وتعاون كبير بين قوى المقاومة.
الصاروخ اليمني قد يكون بداية لتطورات جديدة في المعركة ضد الاحتلال. رغم أن هذا الصاروخ قد يكون مجرد “بروفة” تجريبية، إلا أن نجاحه سيشجع المقاومة على توسيع نطاق هجماتها باستخدام صواريخ أكثر تقدماً وقوة في المستقبل. علينا أن نترقب المزيد من المفاجآت التي ستغير معادلة الصراع وتزيد من تعقيد الموقف الإسرائيلي.
* كاتب سياسي فلسطيني مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام فيميد