التنظيمات التكفيرية.. أذرع قذرة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي
محمد المطري
تشكل التنظيمات التكفيرية الدخيلة على الإسلام المحمدي الأصيل أحجية الماضي والحاضر!، لاسيما وأن شعوب العالم يرى في تلك الجماعات المتطرفة المعروفة بما يسمى بالقاعدة وداعش المشبعة بالفكر الوهابي المتشدد جماعات محسوبة على الإسلام.
يرتبط وجود التنظيمات التكفيرية بأحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001م ، المتمثلة في ما يسمى بالهجوم على برجي التجارة العالمي، والتي سارعت الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية تحت ذريعة ” الحرب على الإرهاب”.
آنذاك صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن قائلا بصريح العبارة : “من لم يكن معنا فهو ضدنا”، مدشنا فصلا جديدا من الاحتلال الأمريكي للدول الإسلامية بمضلة مكافحة الإرهاب.
وبعد مرور شهرين فقط من مايسمى بأحداث سبتمبر والتي اتضح جليا بأن المخابرات الأمريكية افتعلت تلك الحادثة بالتنسيق مع ما يسمى بالقاعدة بغرض احتلال الدول الإسلامية ونهب خيراتها ، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على حركة طالبان في أفغانستان واحتلالها.
وبعد التوغل الأمريكي في أفغانستان توجهت أمريكا بالذريعة ذاتها لغزو العراق واحتلاله.
لحقبة طويلة من الزمن ضلت الولايات المتحدة الأمريكية محتلة لدولتي أفغانستان والعراق ناهبة لخيراتها، إضافة إلى استخدمها التهديدات المتكررة للعديد من الدول الإسلامية بذريعة محاربة الإرهاب والتي وضّفته أمريكا وفق مصالحها في المنطقة.
بعد سنوات من التوظيف الأمريكي للقاعدة لجأت الولايات المتحدة الأمريكية لتأسيس مكون إرهابي جديد يسمى داعش يؤدي مهام وسياسات أمريكية بحتة.
وبحسب تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون فإن داعش صنيعة أمريكية بهدف تعزيز النفوذ الأمريكي في “الشرق الأوسط”. وأكدت كلينتون أن واشنطن تقف خلف نشوء “داعش” ولو بطريقةٍ غير مباشرةٍ، فـ “واشنطن” هي التّي دعمت هؤلاء في أفغانستان لمحاربة الاتّحاد السّوفياتيّ.وأشارت إلى أن أمريكا تعاملت مع الجماعات الدينية الوهابية من السعودية وغيرها من الأماكن وذلك بغية ضرب الإتحاد السوفيتي.
اعترافات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كلينتون بشأن رعاية ودعم التنظيمات التكفيرية ليست الوحيدة، فالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أقر خلال حملته الانتخابية، بأنّ الرّئيس الأميركيّ الأسّبق باراك أوباما هو مؤسّس “داعش”، مؤكداً أنّ التّنظيم يُكنّ له الاحترام”.
وفي السياق ذاته قال المستشار السابق لوزيرة الخارجية الأمريكية “كوندليزا رايس” ” علينا أن ندرك أنّ الكثير من المشاكل هي من صُنعنا، ولا يمكن أن نُنكر أنّ “داعش” لم يكن ليوجد لو لم نكن قد غزونا العراق.”
التنظيمات التكفيرية أداوت أمريكا في المنطقة
ويؤكد الباحث في العلاقات الدولية الدكتور علي مطر أن توسّع “داعش” في العراق شكّل فرصةً كبرى، أمام الإدارة الأميركيّة لتوسيع نفوذها العسّكريّ فيه، تحت غطاء التّحالف الدّوليّ.
وفي كتاب له بعنوان “تأثير المنظمات المتطرفة على الأمن القومي العربي ـ داعش أنموذجاً”، يبين الباحث مطر خطورة التنظيمات التكفيرية، وفي مقدمتها تنظيم داعش، على الأمن القومي العربي.
ويتطرق الباحث إلى الدور الذي لعبته دولٌ عربية في دعم هذه التنظيمات بشكل مباشر أو غير مباشر، مبيّنًا حقيقة الدورَين السعودي والقطري في دعمها، وفقاً لوجهة نظر الكاتب.”
ويعالج الكتاب كيفية انتهاك سيادة الدول العربية في هذه المواجهة وكيف استفادت «إسرائيل» وتركيا منها، وصولاً إلى معالجة الأزمة السورية التي نقلت الدولة من حال الاستقرار إلى حالة الأمن المتزعزع والمهدد.
ويدرس الكتاب صعود التنظيمات المتطرفة في العالم العربي واستراتيجياتها، من نشأة السلفية كفكر متطرّف إلى نشأة تنظيم «داعش»، مروراً بالسلفية الجهادية بين تنظيم «القاعدة» والوهابية.
وتثبت العديد من البحوث والتقارير والدراسات أن التنظيمات التكفيرية استخدمت منذ نِشأتها في الألفينيات وعلى مدى عقدين من الزمن لحماية المصالح الأمريكية وتعزيز نفوذها في الدول وما كتاب “الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول” للكاتب السفير عبد الله الصبري إلا نموذجا من نماذج الإثبات العلمي والعملي بتورط الولايات المتحدة الأمريكية في رعاية التنظيمات الوهابية الإرهابية واستخدامها لتدمير الدول واحتلالها بما يحقق المصالح الأمريكية.
غزة تكشف الحقائق
ومع مرور الأمة الإسلامية باختبار إلهي كبير يتمثل في نصرة غزة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية بيد العدو الصهيوني منذ ما يقارب عام وحتى اللحظة، ينكشف للعالم مدى زيف وبطلان تلك التنظيمات التكفيرية التي لم يقتصر دورها في خذلان غزة وحسب وأنما يحاولون تكفير المقاومة الفلسطينية خدمة للمشروع الصهيوني. وهو ما أكده السيد القائد في كلمته التدشين للمولد النبوي الشريف للعام 1446هـ بأن أحداث غزة سببت فضيحة كبرى للتنظيمات التكفيرية.
ويؤكد محللون سياسيون وثقافيون لموقع أنصار الله الرسمي أن أحداث غزة تؤكد مقولة السيد القائد حول فضيحة التكفيرين وانكشاف دورهم التخريبي للأمة الإسلامية خدمة لليهود والنصارى.
التكفيرين أداوت الصهاينة
ويؤكد الناشط السياسي والإعلامي محمد العابد أن التنظيم الداعشي والقاعدي التكفيري يمارس أعمالا تدميرية في أوساط الأمة الإسلامية بهدف تشويه الإسلام وتدميره من الداخل والقضاء عليه خدمة للمشروع الصهيوني.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن التاريخ الدموي للتنظيمات التكفيرية يأتي في سياق الدور التدميري للأمة الإسلامية و الحفاظ على الكيان الصهيوني المؤقت، مبيننا أن أعمال التفجير التي كانت تستهدف الأسواق والمساجد بمسمى الجهاد محاولة أمريكية لتزييف المصطلحات وحرفها عن مسارها الحقيقي المتمثل في الجهاد ضد اليهود والنصارى.
ويشير إلى أن الأدبيات والمعتقدات والرايات التي تحملها التنظيمات التكفيرية تأتي في سياق الغطاء الديني على أعمالهم التخريبية، مؤكدا أنه منذ إنشاء تلك التنظيمات التكفيرية وحتى اللحظة لم يشهد المسلمون عملاً واحدا ضد الكيان الصهيوني وأمريكا في حين قامت تلك التنظيمات التكفيرية مئات العمليات الانتحارية مستهدفة المسلمين في الأسواق والمساجد والجامعات بعدد من الدول الإسلامية أبر زها أفغانستان والعراق وسوريا.
ويلفت إلى أن التنظيمات التكفيرية على مدى عقدين من الزمن لم تؤثر بتاتا على الأمريكيين والصهاينة وغنما أسهموا بشكل كبير في تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة، مشددا بأن تغاضي التنظيمات التكفيرية عن جرائم العدو الصهيوني الوحشية في غزة لمدة عام كامل وحتى اللحظة تثبت بما لا يدعو مجالاً للشك انصياع تلك الجماعات التكفيرية للمشروع الصهيوني وتجردهم عن الدين الإسلامي.
ويقول العابد” السيد القائد يحفظه الله فضح التكفيريين بصمتهم المريب إزاء الأحداث المأساوية في غزة”.
دور تخريبي بمسميات دينية
بدوره يؤكد عضو رابطة علما اليمن العلامة رضوان المحيا أن التكفيرين أضاعوا الجهاد وشوهوا مساره الحقيقي المتمثل في نصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن السيد القائد عبد الملك “يحفظه الله” كشف الدور التخريبي للتنظيمات التكفيرية المتمثل في تدمير الأمة الإسلامية من الداخل وإثارة الفتن بين أبناء الأمة الواحدة.
ويبين أن التكفيرين لطالما مارسوا أعمالاً تحت عناوين طائفية ومذهبية خدمة لأمريكا و”إسرائيل”، مؤكدا أن خذلناهم الكبير للقضية الفلسطينية بالرغم من امكانيتهم الضخمة. والهائلة وانتشارهم الواسع في العديد من الدول العالم يثبت عمالة تلك التنظيمات لأمريكا.
ويذكر المحيا أن التنظيمات التكفيرية تتلقى مبالغ مالية طائلة من قبل دول الخليج وذلك للقيام بدورها التدميري للأمة الإسلامية وتشتيتها عن دورها الجوهري والمركزي المتمثل في مواجهة اليهود والنصارى.
ويلفت إلى أن أمريكا تستخدم التنظيمات التكفيرية بما يسهم في تعزيز المصالح الأمريكية والأهداف الصهيونية من خلال تغذية الفتن الطائفية وحرف الناس عن الجهاد القرآني.
ويشير إلى أن أحداث غزة المأساوية مثلت فضيحة كبرى للتنظيمات التكفيرية التي لطالما ادعت أنها أمة مجاهدة تجاهد أعداء الله وتطبق الشريعة الإسلامية!.
ويتساءل المحيا أين اختفت العمليات الانتحارية والاستشهادية التي نفذها التكفيريين في الدول الإسلامية والتي راح ضحاياها ملايين المسلمين؟!.
ويختتم حديثه بالقول ” التنظيمات التكفيرية والوهابية وعملائهم انفضحوا وانكشف أمرهم في معركة طوفان الأقصى بتخليهم عن المسلمين في غزة وتواطؤهم مع الكيان الصهيوني المجرم .