رسالة السنوار إلى السيد القائد .. الأهمية والدلالات
الصمود||تقرير||محمد الكامل||
أثبتت الرسالة التي بعثها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد يحيى السنوار إلى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- عمق العلاقة التي تربط الطرفين، وما ورد في سياقها يشير إلى أن العلاقة ليست عادية، وإنما تؤسس للمزيد من التعاون في كافة المجالات.
وفي مضامين الرسالة طمأن السنوار الجميع بأن المقاومة بخير، على الرغم من الدمار، وحرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة، وهي تعطي دفعة معنوية لجمهور المقاومة، لا سيما وأن هذا التطمين جاء بالتوازي مع عملية عسكرية نوعية للقوات المسلحة اليمنية في عمق كيان العدو بصاروخ فلسطين 2 الفرط صوتي.
وخلال الرسالة بارك السنوار العملية اليمنية، مؤكداً أنها أعادت الوهج لطوفان الأقصى، كما أبرق تحية للشعب اليمني على مواقفه المساندة والثابتة في نصرة الشعب الفلسطيني، وهي رسالة تقطع الطريق على كل المشككين في العلاقة بين الطرفين، وتؤكد أن اليمن على تنسيق تام وكامل مع المقاومة في فلسطين، وأن الفلسطينيين في هذه المعركة ليسوا وحدهم، وأن الشعب اليمني يقف إلى جانبهم.
تأثير كبير
وفي السياق يقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حسن أشمر، إن اليمن، وقواته المسلحة، يقوم بدوره على أكمل وجه، وتحمل عبئاَ كبيراً في هذه المرحلة، في وجه عدو مجرم، ومتغطرس، موضحاً أن الرسالة التي تلقاها السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، من القائد السنوار، تؤكد أن هناك تأثيراً كبيراً لعمل القوات المسلحة اليمنية، تجاه العدو الصهيوني، وآخرها قصف عمق العدو الإسرائيلي، بصاروخ بالستي فرط صوتي، على مدى أكثر من ألفي كيلو متر، ووصوله إلى عمق العدو الإسرائيلي.
ويضيف أشمر خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أن العمليات اليمنية تؤثر بشكل كبير وإيجابي على معنويات الشعب الفلسطيني، عندما يرى نصرة إخوانه في اليمن والعراق ولبنان، وفي مختلف محور المقاومة، وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما هو حال تأثيرها بشكل عكسي في نفسيات العدو الصهيوني.
ويؤكد أن القيادة الفلسطينية ترى في هذا العمل، عملاً مشرفاً ومسانداً، ويؤدي الفعل المطلوب، لناحية التأثير السلبي على معنويات العدو، ورفع معنويات المجاهدين، والشعب الفلسطيني، في ظل ما يعانيه من حصار، وقتل وتجويع، ومجازر وحرب إبادة.
ويواصل أن القيادة الفلسطينية تعرف مستوى تأثير العمليات اليمنية، عبر وصف القائد السنوار، الإرادة اليمنية بالإرادة الصلبة التي لا يمكن أن تنكسر، وبالتالي إدراكه بشكل جيد قيمة هذا العامل، وأهميته، على مستوى محور المقاومة، مضيفاً :” كما يدرك القائد السنوار قيمة هذا الفعل المقاوم للشعب اليمني وقواته المسلحة، سواء على مستوى الحضور الجماهيري المليوني في الساحات، أو على مستوى الفعل الميداني، الذي يذل كيان الاحتلال وجبروته، ويدفعه إلى التراجع والبحث عن الحلول، والمخارج، لكنه لا يجيد سوى التهديد، والتهويل، تجاه اليمن، ولبنان، وتجاه الشعب الفلسطيني، والمقاومة.
ويؤكد كذلك أن الكيان الصهيوني، وحكومته، سوف يبتلع هذا الرد، ولن يتجرأ على المساس مجدداً بسيادة اليمن كونه؛ بات يعلم مستوى القوات المسلحة اليمنية، وقدرتها على المواجهة، والتصدي لهذا العدوان، الذي لم تمنع المسافة الجغرافية، القوات المسلحة اليمنية القيام بواجبها، تجاه الأمة الإسلامية، في يوم عظيم، يوم ذكرى مولد خير البرية.
أهل المدد والسند
من جانبه يقول عضو رابطة علماء اليمن الشيخ جبري حسن، أن العملية، فرضت مواقف خاصة في تاريخ الأمة، وهي تحتفي بمولد نبيها، موجهة ضربة نوعية للعدو، وأن أحدث تقنياته فشلت فشلاً ذريعاً في التصدي لأية عملية يمينة.
ويضيف خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أن نبي الله محمد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كان رسول رحمة، ورسول إيمان، ورسول جهاد بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أن السيد القائد، كان واضحاً، وحاسماً، حين قال إن الشعب اليمني ثابت على موقفه، وجهاده، ونصرته للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن رسالة القائد السنوار، إلى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- تأتي تأكيدًا لعظمة الدور اليمني، وجهاده أمام العدو الصهيوني الغاصب، حيث وصف السنوار في رسالته الشعب اليمني، بالشعب الحديدي في مقاومته، وأن العملية أعادت وهج معركة طوفان الأقصى، وتأثيرها على قلب “تل أبيب” من جديد، وهو ما يدل على أن الشعب اليمني، هم أهل الممد والسند.
ويؤكد أن رسالة السنوار، وكلام السيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، كل ذلك يصب في مصب واحد، وهو أن الأمة لن تكون إلا بجهادها وبقدوتها، الذي جاهد جهاداً كبيراً -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.