صمود وانتصار

هذا ما حدث قبل قليل في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء (تفاصيل+صور)

هذا ما حدث قبل قليل في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء (تفاصيل+صور)

الصمود|

شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، مساء اليوم، مهرجاناً شبابياً كشفياً احتفاءً بالعيد العاشر لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة.

وفي المهرجان الذي بُدئ بآي من الذكر الحكيم والسلام الجمهوري، بحضور وزيري الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، والشباب والرياضة محمد علي الموّلد، وأمين العاصمة الدكتور حمود عباد، ونائب وزير الشباب نبيه أو شوصاء والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبدالباري الشميري، ووكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والاستخبارات اللواء علي حسين بدر الدين الحوثي، استأذن قائد العرض الكشفي محمد الشيخ بدخول طابور الاستعراض لشباب الكشافة الذين قدّموا عرضاً كشفياً شبابياً مصحوباً بالموسيقى العسكرية والمعزوفات الوطنية.

وعبر العرض عن الفرحة والابتهاج بحلول العيد العاشر لثورة 21 سبتمبر التي مثلت عنواناً للحرية والاستقلال والتخلص من قوى الهيمنة والوصاية وتصويب المسار الوطني، ونقلت اليمن إلى آفاق جديدة من العزة والكرامة كتجسيد حقيقي لإرادة الشعب اليمني العظيم في التحرر والاستقلال.

وردّد الشباب المشاركون في الاستعراض الكشفي هتافات، معبرة عن عظمة هذه الثورة التي تأتي الاحتفالات بها هذا العام متزامنة مع الاحتفالات الكبرى التي شهدها اليمن بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وألقى وزير الشباب والرياضة – رئيس جمعية الكشافة والمرشدات، كلمة رفع من خلالها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائدِ ثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة، السيد عبدِالملك بدرِ الدين الحوثي، وإلى فخامة الأخ المشير الركن مهدي المشاط رئيسِ المجلس السياسي الأعلى ولأعضاءِ المجلس السياسي الأعلى ولرئيسِ حكومة التغييرِ والبناء ولكلِّ أبناء الشعب اليمني العزيز بهذه الذكرى المباركة.

وقال الدكتور المولد: “يأتي العيد العاشر لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، ونحن نحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبِه وآلِه أفضلُ الصلاةِ وأزكى التسليم، فكما كان احتفالُنا بميلادِ رسولِ اللهِ صلواتُ الله عليه وعلى آله احتفالًا بالقيمِ والمبادئ الإيمانية الإلهية السامية، التي بعثَه اللهُ بها ورسَّخها في الوجودِ الإنساني، نحتفي اليوم بالذكرى العاشرة لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، ثورةِ الحقِ والعدلِ والحريةِ والمساواةِ والقيمِ والمبادئ”.

وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر انطلقت من رَحِم معاناة الشعب، وانبثقت من صميم آلامه وتطلعاته وآماله، وشكَّلت تحركاً جماهيريًا شاملًا، غايتُهُ تغييرُ الأوضاعِ القائمةِ تغييرًا جذريًا، وبناءُ دولةٍ يمنيةٍ مستقلةٍ قويةٍ وعادلةِ، بهُويةٍ يمنيةٍ، متحررةٍ من الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية، عبَّر عنها كلُّ أبناء الشعب اليمني بمختلِفِ مكوناته”.

وأضاف: “إن الحالةَ التي كان يعيشها شعبُنا قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، مزريةً وسيئةً للغاية، بسب التدخلات الأجنبية وإدخال البلد تحت وصاية الدول العشر وعلى رأسها أمريكا، وبموجب تلك الوصاية أصبح السفير الأمريكي يتحرك بكامل الحرية في اليمن؛ كونه المعنيَّ الأولَ بشؤون اليمن، وصاحبَ القرار، وهذا يعني مصادرةَ استقلالِ الشعبِ اليمني وكرامتِه وحريتِه، والسيطرةَ على الشعب واحتلالَ أراضيه بشكل مباشر وتلقائي”.

واستطرد قائلاً: “تحرك أولئك وفق سياستهم التدميرية؛ لأنه لا يهمهم شأنُ اليمن أو مصلحتُه، بل كان همُّهم تحقيقَ مآربِهم ومصالحهم، وكذا وفق سياسةٍ تدميريةٍ وصلت بالبلد إلى حالةِ الانهيار في كلِّ المجالات، سواء على المستوى العام، أو الأمني، أو الاقتصادي، أو المستوى العسكري”.

وأشار وزير الشباب والرياضة إلى أن التردي والانهيار رغمَ عدمِ وجودِ حربٍ أو حصار، بل على العكس كانت الهباتُ الماليةُ والقروضُ والثروةُ النفطيةُ والغازيةُ متوفرة، ومع ذلك كان الشعبُ يعاني أزماتِ متتالية، يمكن تلخيصُ الوضعِ بالانهيار الكامل والشامل والفوضى والوصايةِ الخارجية على البلد، وتفكُّكِ النسيج الاجتماعي بشكلٍ يفوق ما في بعض الدول.

وأكد أن الشعب اليمني تحرك في ظلِّ ذلك الواقع المرير والمؤلم، وكان التحركُ ضروريًا وحتميًا؛ لأنه تحركٌ نحوَ الأفضل، ينشدُ الحرية والاستقلال، وتميز ذلك التحرك بأنه عبَّر عن وعي وقيمِ الشعب اليمني، والخطابَ الثوريَّ والشعاراتِ كانت صادقةً ونقية وناطقة بالحق، فلم تتضمن أيَّ خطاب فئوي أو عرقي.

وتطرق الوزير الموّلد إلى منجزات ثورةِ الـ 21 من سبتمبر، ومنها: تحررُ أبناءِ اليمن من الوصايةِ الأجنبية ونيلُ الحرية والاستقلال، وإعادةُ بناءِ الجيش والأمن على أسس صحيحة، والتقدمُ في مجالِ التصنيع العسكري، ابتداءً من المسدس مرورًا بالكلاشنكوف ووصولًا إلى الصاروخ الفرطِ صوتي، بالإضافة إلى الدفاعُ عن هُويةِ الشعب اليمني، وتحقيقُ الأمنِ والاستقرار، وتعزيزُ الروابطِ بين أبناءِ شعبنا العزيز.

ولفت إلى أن من المنجزاتِ المهمة أيضًا الحفاظُ على توجه الشعب ومواقفه المبدئية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضيةُ الشعب الفلسطيني المظلوم، وتجلَّت مصاديقُ هذا التوجهِ بنصرةِ الشعب اليمني لإخوانهم في غزة.

وأوضح أن التحرك الشعبي لم يقتصرْ على المظاهرات والمسيْرات المناصرةِ لأهل غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة من أول يوم للعدوان الصهيوني على غزةَ، فحسب، بل كانت المشاركةُ أكثرَ إيلامًا للعدوِّ عبْرَ إطلاقِ الصواريخ الباليستية والمسيَّرات إلى مواقعِ العدوِّ في فلسطين المحتلة، وكان الحصارُ الاقتصاديُّ عبرَ منعِ السفن التجارية المتجهةِ إلى موانئ العدو الصهيوني من المرور من باب المندب والبحر الأحمر.

وجدّد وزير الشباب والرياضة – رئيس جمعية الكشافة والمرشدات العهدَ للسيدِ القائد بالتمسك بكتاب اللهِ والعملِ به، والحفاظ والدفاع عن الدين والوطن والأمة والثورة.

عقب ذلك قدّم عدد من الشباب لوحة فنية بعنوان “في ظلال المولد المصطفى المختار ثورتنا ضد قوى الاستكبار” فكرة وسيناريو المفوض العام للكشافة، عبدالله عبيد، وتنفيذ فرقة الأصالة والمعاصرة، وإخراج وتصميم علي المحمدي.

تكونت اللوحة الفنية التي أداها أعضاء الفرقة متوشحين بالعلم الوطني، مصحوبة بعدد من الألوان الفنية اليمنية من مختلف المحافظات وأناشيد وزوامل شعبية، من جزئين، الأول جسد فرحة اليمنيين واحتفالهم بالمولد النبوي، فيما عبر الجزء الثاني عن الابتهاج بالعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر والإنجازات والمكاسب التي تحققت خلال عشر سنوات من عمر الثورة.

وفي المهرجان الذي حضره قيادات عسكرية وأمنية وشبابية ورياضية وثقافية وإدارية، والمفوض العام للكشافة عبدالله عبيد، قرأ نائب المفوض العام، علي إبراهيم المؤيد وثيقة العهد والوفاء لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي مرفوعة من شباب الحركة الكشفية والإرشادية جاء فيها:

السيدُ المجاهد/ عبدُالملك بدرِ الدينِ الحوثي قائدُ ثورةِ الحريةِ والاستقلال حفظَكم الله

ونحنُ في رحاب ذكرى المولدِ النبويِّ الشريف – على صاحبِه وآلِه أفضلُ الصلواتِ وأتمُّ التسليم – يسرُّنا أن نرفعَ لكم أسمى آياتِ التهاني وأجلَّ التبريكات، بمناسبةِ العيدِ العاشر لثورةِ الـ21 من سبتمبرِ المباركة، ثورةِ الحرِّيةِ والاستقلالِ؛ إيمانًا منَّا بأن هذه الثورةَ الشعبيةَ حرَّرت بلادنا من وصايةِ قوى الاستكبارِ العالمي بقيادةِ أمريكا وإسرائيل، وأصبحنا بحمدِ اللهِ وفضلِه، نمتلكُ حرِّيتَنا وقرارَنا المستقل، في ظلِّ قيادتِكم الحكيمةِ التي واجهت قوى الاستكبار بكل ثقة واقتدار وعزة وكرامة، وأصبحنا نمتلك قوة لا يستهان بها لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني، واستطعنا أن نحقق المنجزات الاستراتيجية.

السيد القائد

إننا نجدد العهد والولاء لكم بالسيرِ على منهجِ المسيرةِ القرآنية المباركة، متوكلون على الله سبحانه وتعالى ومستعينين به وواثقين من النصر المؤزر ومؤكدين لكم بأننا جنود مجندة لنصرة إخواننا في فلسطين إلى جانب محور الجهاد والمقاومة، ونحن مستمرون في الصف الثاني للجيش والأمن في التعبئة العامة ودورات طوفان الأقصى حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة، وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم ودمتم ذخرا ليمن الإيمان والحكمة اليمانية ولجميع أحرار الأمة العربية والإسلامية.

الرحمةُ والخلودُ للشهداءِ .. الشفاءُ للجرحى.. الحريةُ للأسرى .. ولا نامت أعين الجبناء والجواسيس والعملاء.

أبنائكم شبابُ جمعيةِ الكشافة والمرشدات.

بعد ذلك سلّم سكرتير عام جمعية الكشافة والمرشدات القائد مطهر السواري، ومفوض تنمية الموارد للجمعية محمد الحملي، وثيقة العهد والوفاء إلى الدفاع والإنتاج الحربي والشباب والرياضة وأمين العاصمة، ليتم تسليمها إلى قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي.

وفي ختام المهرجان قام وزيرا الدفاع والإنتاج الحربي، والشباب والرياضة وأمين العاصمة، ووكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والاستخبارات، برفع علم الجمهورية اليمنية.