صمود وانتصار

من يافا إلى فلسطين2.. وحدة المسار لردع الكيان

 

في خضم المعركة المحتدمة في غزة وفي ظل التحديات والتحولات السياسية التي تعيشها المنطقة، تبرز أصواتٌ تعلوا من بين الزخم، تحمل في طياتها رسائل قوية توجه المسارات نحو ت الوقوف في وجه الاحتلال والظلم. نبض الشارع اليمني(استطلعنا بعضها) تعكس الروح القتالية والتصميم الراسخ لدى الأحرار في مواجهة الكيان الصهيوني. انطلاقا من قوة الإيمان وثبات الموقف، أملا في تحقيق النصر من خلال التصدي للتحديات الراهنة. والعمل المشترك مع أبناء الأمة للدفاع عن القضايا المركزية العادلة. فالمقاومة، خيار وحيد لمواجهة الأخطر. فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعًا في ظل الظروف الراهنة، تؤكد ضرورة الانتقال إلى مواقف أكثر صرامة، خاصة ونحن أمام عدو أثبتت تصرفاته أن السبيل لإيقافه هو القضاء عليه.

ومع انطلاق معركة طوفان الأقصى، حشد اليمن عدته، وفتح مخازن أسلحته التي راكمها لسنوات، بانتظار المعركة الاستراتيجية مع العدو الأول للأمة والتي يتوق إليها منذ سنين طويلة، وما إن أتيحت الفرصة، انطلقت براكين الغضب، لتزلزل عرش الكيان وداعميه، ومنذ العملية الأولى لجيشنا المتمثلة بالاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “جلاكيس ليدر” أخذت العمليات بالتصاعد. واتخذت مسارات عدة، أهمها منع الملاحة البحرية الإسرائيلية بشكل كامل، ومن ثم استهداف القطع الأمريكي والغربية التي تحاول ثني الجيش عن مهمته، إضافة لاستهداف العمق الصهيوني وتنفيذ عمليات مشتركة مع المقاومة العراقية. إلا أن المسار الأهم، كان الاتجاه نحو تطوير الترسانة العسكرية اليمنية لتتمكن من التغلب على التكنولوجيا الأمريكية والإسرائيلية لفتح المجال لاستهداف الأهداف الحساسة جدا في عمق الكيان الصهيوني.

ما يقارب الـ11 شهرا من المواجهة تمكن خلالها الجيش اليمني، من كسر المعادلات والانتقال بالمعركة مع العدو إلى مستوى متقدم، لا قدرة فيها للدفاعات الجوية المتقدمة ولا الأساطيل البحرية الغربية من إحداث فوارق في موازين القوة، فقد باتت من الماضي، إثر إدخال الجيش اليمني، طائرة مسيرة(يافا) قادرة على الوصول إلى أهم شارع في “تل أبيب”، لتأتي بعدها المفاجأة الكبرى بإدخال منظومة الصواريخ الفرط صوتية منها صاروخ” فلسطين2″ القادر على اختراق كل الدفاعات الجوية نظرا لسرعته التي تفوق 16 ماخ ودرته العالية على المناورة، ونجاحه المبهر في الصول إلى هدفه بدة عالية.

التطورات التي أحدثها الجيش اليمني، من إغلاق الملاحة الإسرائيلية، وإسقاط الطائرات الأمريكية التجسسية وطرد البوارج الأمريكية والقطع الحربية الغربية من المنطقة، وانتهاءً بإنتاج الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية.  إضافة إلى الإخفاق الإسرائيلي أمام حزب الله وحركات المقاومة الإسلامية في غزة. كل هذه الإنجازات خلقت مشهداً مغايراً لما كان يتوقعه الأمريكي والإسرائيلي. لتتجلى المعركة عن هزيمة مدوية بدأ العدو يلمس تبعاتها يوما بعد آخر.

وللتعليق على الإنجازات النوعية للقوات المسلحة اليمنية استطلعنا بعض الآراء للمنتمين للجانب الزراعي، في رسالة للعدو أن الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه يسندون القوات المسلحة، فالانتصار للقضية الفلسطينية هو مبدأ إيماني وأخلاقي وواجب شرعي على الجميع دون استثناء.

المواجهة هي الحل

 

وكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية، الشيخ عمار علي الهارب، أشاد بجهود أبطال القوة الصاروخية والطيران المسير، الذين حملوا على عاتقهم تحقيق رسائل ينبغي أن تصل إلى الكيان الصهيوني لردع غطرسته في وقت مبكر.

وأوضح الشيخ الهارب في تصريح لموقع أنصار الله أن إطلاق صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي من قبل القوات المسلحة اليمنية في يوم المولد النبوي، يعد رسالة قوية إلى العالم أجمع، بأن شعبنا لن يتخاذلوا عن نصرة إخوانهم في فلسطين ولن يسكتوا عن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد أبناء غزة. وقال: “هذا الصاروخ وما سيتبعه من عمليات هو نصرة لإخواننا، وهناك المزيد من المفاجآت قادمة، كما أكد السيد القائد.”

وأشار الشيخ الهارب إلى أن العمل جار على قدم وساق للإعداد والتجهيز للمعركة البرية الفاصلة. وأضاف: “صاروخ “فلسطين 2” هو فاتحة لمزيد من الضربات التي ستشهدها الساحة قريبًا”، داعيًا الأمة العربية والإسلامية للاستيقاظ من سباتها وتفهم أن البعبع الإسرائيلي غدة سرطانية ستزول بالإرادة القوية.

كما أكد أن الشعب اليمني وكل الشعوب الحرة في محور المقاومة يمثلون النموذج الصحيح لمواجهة أعداء الله، وأنه ينبغي للجميع أن يتحركوا للدفاع عن قضاياهم. واستنكر الشيخ الهارب الجهود التطبيعية مع العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن الحل لا يكمن سوى في المواجهة واكتساب القوة، مشددًا على أن الحق سينتصر في نهاية المطاف.

وحث الجميع على الالتحاق بمحور المقاومة وأن يكون لهم دور في مواجهة الظلم، مستشعرًا أهمية هذه اللحظة التاريخية في سياق الصراع القائم.

عجز المنظومات الدفاعية للكيان

 

من جانبه أكد رئيس الهيئة العامة لتطوير تهامة، المهندس علي قاضي هزاع، أن إطلاق الصاروخ فلسطين2 على يافا في الأراضي المحتلة، جاء متزامنًا مع ذكرى المولد النبوي الشريف، مما يعكس بركات هذه المناسبة العظيمة وحكمة القيادة الثورية التي اتخذت قرار إطلاق هذا الصاروخ، الذي زعزع أمن الأعداء وكشف عجز المنظومات الدفاعية للكيان الصهيوني التي كان يتفاخر بها.

وأشار هزاع إلى أن اليمن اليوم في مرحلة متقدمة من تطوير المنظومات الصاروخية، بما في ذلك تعزيز قوة الطيران المسير، حيث سبق ذلك نجاح طائرة “يافا” التي سُميت تيمناً بهذه المنطقة، قبل أن تتلوها صواريخ ” فلسطين2″ الذي أثبت قدرته على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية. ولقت إلى أن اليمن في ظل القيادة الحكيمة للسيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي، حققت إنجازات كبيرة على الصعيد العسكري، مُشيرًا إلى أن ارتباط الشعب اليمني بالله وثقته في قدرة الله، أتاح له أن يسطر أروع الملاحم ضد أدوات الاستكبار العالمي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”.

وأضاف هزاع أن الشعوب الحرة في جميع أنحاء العالم تتطلع إلى دعم اليمنيين في مقاومتهم للاحتلال والاستكبار. وبيّن أن اليمن اليوم يقف بكل قوة إلى جانب محور المقاومة، مؤكدًا أن السيد القائد قد أعلن ألا توقف للعمليات العسكرية إلا بعد أن يتوقف العدوان على غزة وتحرير كافة الأراضي العربية المحتلة.

وشدد على أن صاروخ (فلسطين 2) ليس ردًا على الاعتداء الإسرائيلي على ميناء الحديدة، بل يأتي في إطار دعم إخواننا في غزة. وأوضح أن الرد سيظل هدفًا قائمًا، كما أشار إلي ذلك السيد القائد في خطابه خلال المولد النبوي الشريف، حيث أكد أن القادم أعظم ويحمل في طياته مفاجآت كبيرة لا تخطر على بال الإسرائيليين. وقال: “إن الجميع يعرف أن اليمنيين هم أبطال ذو بأس شديد، وأنهم بفضل إيمانهم الراسخ بالله وتوكلهم عليه، قادرون على قهر هذا العدو المتغطرس الذي يعتدي على أبناء شعبنا الفلسطيني، ويقتل نساء وأطفال غزة.”

القوة عز

 

أما رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي، مبارك القيلي: فعبر عن فخره باليمن، الذي يقف بكل قوة للدفاع عن قضايا الأمة. وأضاف: “نحن نشعر اليوم أن حلم تحرير فلسطين أصبح قريبًا، وأننا نسعى جاهدين لإنقاذ غزة من براثن الظلم والإبادة. اليمن اليوم يقدم ما يعجز عن تقديمه العديد من قيادات الدول العربية. نحن فخورون بأن هناك دولة عربية استطاعت أن تضرب بعمق في قلب إسرائيل.”

وأضاف القيلي بأن هذه اللحظة تمثل فخرًا عربيًا حقيقيًا، خاصة في ظل ما شهدته الدول العربية من ذل واستضعاف، حتى أصبح حالها لا يُمكنها من إصدار بيان تنديد أو استنكار، فيما الشعب اليمني اليوم  يطلق صواريخ فرط صوتية نحو عمق “تل أبيب” وهذه نعمة عظيمة، خاصةً في زمن كان فيه الحديث ضد أمريكا وإسرائيل يُعتبر محظورًا.”

وأوضح القيلي أن الله ينتظر منا أن نبذل قصارى جهدنا، ليس فقط بالدعاء، بل بالفعل والمبادرة.، وأن نبدأ العمل ثم القول.

وحذر القيلي من إفساح المجال للكيان الصهيوني للقيام بفعل الإبادة والتنكيل بالشعب الفلسطيني، في ظل صمت العرب والمسلمين وأمام أنظار أوروبا وأمريكا. وأكد: “إننا نفوض قائدنا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حفظه الله، ليستخدم كل ما لدينا من قوة وبأس في مواجهة هذا العدو المتغطرس. فالله أذن لنا بالقتال، وسنكون في مقدمة الصفوف لطرد المحتلين ونصرة المظلومين.”

موقع أنصار الله. يحيى الربيعي