ثورةُ 21 سبتمبر انتصارٌ للقضية الفلسطينية
عبدالحكيم عامر
تمثل ثورة 21 سبتمبر في اليمن نقطة تحول تاريخية، حَيثُ تجسد مشروع حق يهدف إلى مواجهة الباطل وتحقيق إنجازات متعددة في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن، منذ انطلاقها، عملت الثورة على رسم خارطة أهدافها بوضوح، متجاوزة كُـلّ التحديات التي واجهتها بفضل قيادتها الحكيمة وأهدافها الوطنية السامية.
رسمت ثورة 21 سبتمبر خارطة واضحة لأهدافها، والتي تجلت في الواقع العملي من خلال تطوير المشهد السياسي والعسكري والأمني في البلاد.
نجحت ثورة 21 سبتمبر في إنهاء التدخلات الخارجية، ما ساهم في إرباك تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، كما تمكّنت من التصدي لكافة أشكال المؤامرات، وقطعت الطريق على العملاء والمرتزِقة الذين حاولوا اختراق النسيج المجتمعي. وقد أفرزت المعطيات السياسية والعسكرية للثورة انتصارات ملموسة، مما أعاد للشعب اليمني إرادته واستقلال قراره السياسي.
تعتبر الثورة منجزًا سياسيًّا هامًّا، ليس فقط لإنقاذ اليمن من الوصاية، بل أَيْـضاً لمواجهة المخطّطات الأمريكية والصهيونية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.
كان من أهم منجزات ثورة 21 من سبتمبر اليوم أن شعبنا اليمني وقف وبكل قوته في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته، حَيثُ تحَرّكت القوات المسلحة اليمنية بعمليات إسناد للمقاومة في قطاع غزّة، إذ بدأت بمنع مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وبعدها منع السفن المتوجّـهة إلى موانئ الاحتلال، ومنع أَيْـضاً السفن المتوجّـهة إلى موانئ الاحتلال في البحر المتوسط، وطالت عملياته الأراضي المحتلّة أَيْـضاً باستهداف أم الرشراس “إيلات” عدة مرات ووصلت العمليات بقصف “يافا المحتلّة” المسماة بتل أبيب وأخرها عملية يافا بصارخ فلسطين٢ الفرط الصوتي والذي كان له تأثيره الاستراتيجي، ومثل نقطة تحول في مسار الصراع مع العدوّ الإسرائيلي والأمريكي.
وفي الأخير، فثورة الـ 21 من سبتمبر هي مشروع استحقاقي مسؤول وواعٍ وهي ضرورة فرضتها تلك الأوضاع الكارثية التي عانى ويعاني منها الشعب اليمني، وهي نتاج لمعاناة حقيقية لكل أبناء هذا الشعب وهي نتاج للإحساس بالظلم ونتاج للشعور بالمسؤولية، للسعي نحو التغيير، ولمواجهة كُـلّ تلك المؤامرات والمخطّطات الخطيرة على البلد والشعب اليمني، فهي ثورة أخرجت اليمن من الوصاية والتدخل الخارجي من محور سيادته، حَيثُ أعادت إرادته من سجية الحرية والاستقلال من وحي الرسالة وقراره السياسي والعسكري من موقع الترسانة.
فثورة الـ 21 من سبتمبر، ثورة الإرادَة بالإدارة وبالنفس الثوري والإيماني التي ترفض الظلم والخنوع والطغيان والخضوع والوصاية بالاستغلال؛ لأَنَّها ثورة تعنونت بالحرية والاستقلال،
وكما قال قائد الثورة السيد القائد عبدالملك حفظه الله هي خطوة قوية إلى الأمام وانتصاراً مهماً للشعب لفرض التغيير المنشود.