السيد حسن نصر الله.. شهيد الأمــة وشهيد القدس
الصمود||مقالات||محمد الضوراني||
تفقد الأُمَّــة الإسلامية قادة عظماء في مشروعهم، عظماء في أخلاقهم، في إيمَـانهم، في صدقهم مع الله عز وجل، فقدت الأُمَّــة قائداً مثل معاني وتجليات الإيمَـان الصادق بالله؛ فجاهد وواجه وصبر وثبت، كان بثباته واستبساله مدرسة من الجهاد والعطاء والتضحية للدفاع عن هذه الأُمَّــة، المستهدفة من مشروع الاحتلال والاستبداد والطغيان والفساد والانحطاط، والذي يتحَرّك به محور الشر في العالم ممثل بالأمريكي والصهيوني ومن سار معهم ووقف في صفهم من أنظمة وكيانات وأفراد تحَرّكوا جميعاً ضد مشروع الحق وضد الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
اليوم نفقد شخصية ثورية إسلامية حقيقية وهو السيد القائد المجاهد حسن نصر الله -سلام الله عليه- ألف ألف سلام، هو ذلك المؤمن الذي لم يقبل بحالة الاستسلام والخنوع الذي قبل به الآخرون، من دول وأحزاب وكيانات وأفراد ارتهنوا للأمريكي والصهيوني فأصبحوا لا شيء يذكر أمامهم، بينما تحَرّك هو ومن معه من مجاهدين في مواجهة ذلك المشروع القذر ومنذ أكثر من خمسين عاماً من الجهاد والنضال والكفاح في مشروع يحمي الأُمَّــة المستهدفة من العدوّ الصهيوني.
الشهيد القائد شهيد الأقصى وفلسطين والأمة بكلها، هو من علم الأُمَّــة كيف يكون قادتها الصادقون، كيف يكون من يجب أن تتولاهم الأُمَّــة، من يتحَرّكون ضمن مشروع الله في مواجهة أعداء الله، مشروع من استشهد فيه ليس بالخاسر بل ربح وفاز ونال الرعاية الإلهية، وعندما تقدم هذه الأُمَّــة أمثال هؤلاء هم يعتبرون حافزًا لها للتحَرّك والسير بما ساروا عليه في مشروع الحق المُستمرّ مهما كانت التحديات.
السيد القائد شهيد الأُمَّــة وأعظم شهيد في التاريخ الحديث يعتبر رمزاً لكل الأُمَّــة، رمزاً خالداً بتاريخه الخالد، بتاريخه المشرف، بجهاده، باستشهاده في معركة القدس وفلسطين معركة الأُمَّــة بكلها، شهيد أبكى الأُمَّــة بكلها بخسارة ذلك القائد التقي النقي القائد، صاحب القول السديد والرأي السليم والصحيح، صاحب القوة في الحق، صاحب الصبر الكبير والقلب الكبير، صاحب الرحمة وتجسيدها بالوحدة بين أبناء هذه الأُمَّــة، نقول لكل المنافقين من يفرحون لفرح اليهود ويزعلون عليهم إنكم بفرحكم ذلك لن تتمكّنوا من محو تاريخ أمثال هؤلاء، من هم في رعاية الله بمشروعهم الحق سوف يستمرون، بل تزداد هذه الأُمَّــة يقيناً ومعرفة بالمشروع السليم والمشروع الذي لا بُـدَّ أن تتمسك به لتحفظ ما بقي من دينها وإيمانها، في ظل هجمة صهيونية استهدفت الأمة جمعاء في ثقافتها، في أفكارها، في توجّـهاتها، في كُـلّ مناحي الحياة، وبذلك سيطر الأعداء عليها، بينما حفظ الله هذه الأُمَّــة بأمثال هؤلاء، من أعادوا للأُمَّـة ثقافتها السليمة ضمن دين الله ومنهج الله السليم.
نقول لكل أبناء الأُمَّــة وبالأخص من هم في مشروع الحق لا يمكن أن تتخلوا عن مشروع هؤلاء الشهداء؛ فمشروعهم هو الباقي ليحفظ الجميع ويحمي الجميع، ليتوحدوا جميعاً ونزداد وحدة ونزداد ترابطاً ويقيناً بنصر الله، فهؤلاء القادة الشهداء الأوفياء، فالوفاء لهم بالسير على خطاهم والتمسك بمشروعهم لحماية الأُمَّــة وكسر أعدائها وصون كرامتها والحفاظ على دينها.
هنيئاً لكم الشهادة والفوز العظيم من الله يا قادة الشرف والإيمَـان.