صمود وانتصار

كما قال السيد حسن نصر الله: “جاؤوا عمودياً ويعودون أفقياً”

الصمود||تقرير||

إثر الجريمة الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني باغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أصيب العدو بالغرور والكبر، ما دفعه للعنجهية وإعلان العزم نحو حسم المعركة بريا في لبنان والتبجح بالسيطرة والتحكم بالمنطقة، معتقدا أن استهدافه للأمين العام لحزب الله سماحة السيد/ حسن نصر الله سيؤدي لانهيار الجبهة في لبنان كونها العائق الكبير، فاتَّجه إلى العدوان البري، وكان يؤمِّل أن الساحة خالية أمامه، وأن الظروف تهيأت، وأنَّ بنية حزب الله أصبحت منهارةً، وضعيفةً، وهشة، وأنَّ (جيش العدو الإسرائيلي) سيتقدم من جديد لاجتياح لبنان، أو اجتياح أجزاء من منه، لكنه فوجئ، وصُدِم صدمةً قوية، في أطراف لبنان، في الحدود مع فلسطين المحتلة.

وفي لحظة تقدم العدو الأولي، تلقى صفعة قوية، وضربة منكِّلة من مجاهدي حزب الله، وكان هول الصدمة واضحاً، بحديث العدو الإسرائيلي عن الكارثة، فيما وصفت وسائل إعلامه ما يجري في لبنان بأنه [كارثة]، ومفاجأة.

لا يزال رجال حزب الله قوة حيدرية لم تغيرهم استشهاد سماحة الأمين العام لحزب الله، إلَّا بفارق أنهم ازدادوا ثباتاً، و عزماً، وتصميماً، وتفانياً في العمل في سبيل الله، وفي أداء مسؤولياتهم المقدَّسة، في التصدي للعدو الإسرائيلي وضربه، وباتوا اليوم يمتلكون من الحافز والدافع، بعد استشهاد الأمين العام لحزب الله، ما هو أكثر من ذي قبل، وازدادوا تصميما، وعزما، وحرصا على أداء الموقف العظيم المشرِّف، كما ازدادوا جرأةً في الاستهداف للعدو ومواجهته، وهم اليوم أكثر تشوقاً لمواجهة العدو الإسرائيلي من أي مرحلةٍ مضت.

وهذا ما بدا واضحا في العمليات البطولية والنوعية خلال التصدي لمحاولات العدو للتقدم في أكثر من محور خلال اليومين الماضيين.

“لبيك يا نصرالله”

في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء، الأول من أكتوبر 2024، كانت الأجواء هادئة في بلدة العديسة على الحدود اللبنانية الفلسطينية. لكن خلف هذا الهدوء، كانت عيون مجاهدي المقاومة الإسلامية ترقب تحركات استطلاعية لجيش العدو الإسرائيلي. لم يتصد المجاهدون لهذه القوة المستطلعة، بل تركوها تنجز مهمتها وتعود لتكون طعماً لعدة فرق تستدرجهم من حيث لا يعلمون.

في فجر اليوم التالي، الأربعاء الثاني من أكتوبر، بدأت قوة من نخبة جيش العدو الإسرائيلي، تزيد عن 30 ضابطًا وجنديًا، بالتسلل صامتة إلى منطقة الكمين. وعند وصولهم إلى المكمن، انطلقت صيحة “لبيك يا نصرالله” من أفواه المجاهدين، لتتحول السماء إلى وابل من الرصاص والقذائف الصاروخية.

الاشتباك كان عنيفًا، ووصل إلى مسافة صفر، مما أوقع العديد من القتلى والجرحى في صفوف القوة الإسرائيلية المتسللة. صرخات الجنود الإسرائيليين المستنجدة طلبا للغوث والمدد علت في الأجواء، بينما كانت مجموعات الإسناد القريبة من المقاومة تستهدف خطوط إمداد العدو في مسكاف عام وكفر جلعادي والمطلة، مما أعاق وصول المساندة للقوة المستصرخة.

تدخل سلاح الجو الإسرائيلي عبر المروحيات لتمشيط المنطقة وسحب القتلى والجرحى. كان المجاهدون قد أنجزوا المهمة. وتمكنوا من قتل وقتل وجرح ما يزيد عن 80 جنديا صهيونيا بينهم ضباط حسبما اعترف جيش العدو نفسه، وتدمير 5 دبابات ميركافا.

وفي الوقت نفسه، كان المئات من الصهاينة عالقون في مطار “بن غوريون” بعد قرار الكثير من شركات الطيران إلغاء رحلاتها، مما زاد من حالة الفوضى والارتباك.

التصدي لجنود العدو الإسرائيلي لا يقتصر على قوات النخبة المتسللة إلى أطراف بعض القرى داخل الأراضي اللبنانية عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، وإنما يطال تمركز هذه القوات في الثكنات العسكرية والبساتين والمواقع داخل الأراضي المحتلة. و كل الحشودات العسكرية الإسرائيلية المتواجدة داخل الأراضي المحتلة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية كانت تحت مرمى نيران المقاومة الإسلامية وتم التعامل معها بالأسلحة المناسبة.

المحصلة في تلك الجبهة أن كل من دخل إليها من قوات النخبة في جيش العدو الإسرائيلي، إما قتل أو جرح أو فرّ هاربًا.

حجم الوجع من ضربات المقاومة كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” التي نقلت عن مسؤولين أن نشر “إسرائيل” فرقة خامسة على الحدود مع لبنان يؤشر على معركة صعبة ضد قوة متطورة.

أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية فذكرت أن قوة من وحدة “الكوماندوز الإيغوز” التابعة لجيش العدو أحبطت محاولة اختطاف جثة “جندي”، موضحة أن القتال دار من مسافة صفر وطاقم المسيرات بوحدة “الإيغوز” شارك في العملية. وهو ما يكشف حجم المأزق الذي وقعت فيه القوات الصهيونية المتسللة.

الأربعاء الدامي

مارون الرأس هي الأخرى كانت مسرحاً للتنكيل بجنود العدو الصهيوني، بعد أن حاولت قوة صهيونية التسلل إلى البلدة من الجهة الشرقية، إلا أن المجاهدين كانوا في جهوزية عالية وأحالوا القوة الصهيونية إلى قتلى وجرحى. إضافة لتدمير ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجهة. ولاحقا حاولت قوة إسرائيلية التسلل شرق بلدة مارون الراس، أمطرها مجاهدو المقاومة الإسلامية بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف ‏الصاروخية.‏

قوة صهيونية أخرى كانت تُحاول الالتفاف على بلدة يارون من جهة الحرش. باغتها مجاهدو المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة خاصة وأوقعوا جميع أفراد القوة بين قتيلٍ وجريح.

لم ينته التنكيل هنا وحسب، فلا زال هناك قوة مشاة إسرائيلية معادية رصدها المجاهدون لحظة تسللها إلى منزل في خراج بلدة كفركلا، وعلى الفور باشروا بتفجير عبوة معدة ‌‏مسبقا قبل أن يمطروها بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية موقعين أفرادها بين قتيل ‌‏وجريح

لحد الآن لم ينته الغباء الصهيوني، ففي بلدة يارون من جهة مرتفع السلس كان هناك قوة مشاة صهيونية تحاول التسلل وتم التعامل معها بتفجير، ناسفة بالقوة المتقدمة، ما أدى إلى وقوع أفرادها بين قتيلٍ وجريح.

المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي أعلن عن مقتل ضابط قتالي برتبة نقيب في الكتيبة 202 لواء المظليين خلال المعارك يوم الأربعاء عند الحدود مع لبنان. فيما كشفت وسائل إعلام عبرية أن الضابط قُتل خلال معركة منفصلة عن المعركة التي قُتل فيها 8 ضباط وجنود.

ومع التنكيل بجنود العدو الصهيوني كانت القوة الصاروخية للمقاومة تسند المجاهدين وتمكنت من تنفيذ 19 عملية بالصواريخ واستهدفت تجمعات لقوات العدو الإسرائيلي بين مسكفعام وكفرجلعادي وفي بساتين المطلة ومستعمرة أبيريم و بين العديسة ومسكفعام .

كما استهدفت صواريخ حزب الله (قاعدة عميعاد، مستعمرة أدميت، مجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا ، ثكنة ومستعمرة أفيفيم ، ثكنة زرعيت بصلية جنوب كريات شمونة، مستعمرة مسكفعام ، مستعمرة شتولا ،  ثكنة الشوميرا،  مستعمرة يعرا، منطقة عفدون شرق نهاريا، مستعمرة روش بينا)، بالإضافة لشن هجوم جوي بسربٍ من المسيرات الإنقضاضية على مربض المدفعية في نافيه زيف.

نيران من خارج الحدود

لم يقتصر الفتك بالعدو الصهيوني على حزب الله، بل محور المقاومة أجمع، أخذ نصيبه من الإسناد فالمقاومة الإسلامية في العراق استهدفت أهدافاً في ثلاث مناطق بقلب الكيان باستخدام صواريخ الأرقب “كروز مطور”، وفي فجر اليوم التالي، نفذت ثلاث عمليات منفصلة شمال الأراضي المحتلة باستخدام الطائرات المسيّرة.

كما أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عمليتين عسكريتين بطائرات مسيّرة على “تل أبيب” و”إيلات”، مؤكدة تحقيق الأهداف بنجاح. تحدثت وسائل إعلام العدو عن إطلاق صاروخ فرط صوتي من اليمن باتجاه “غوش دان”، مما أدى إلى فرار أكثر من مليون ونصف مليون مستوطن إلى الملاجئ.

وكان التطور الأبرز الهجوم الذي نفذته الجمهورية الإسلامية في ” رداً على اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومسؤولين آخرين. و استهدفت العملية ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية، بحوالي 180 صاروخا فرط صوتي، دكت قواعد “حتساريم” و”نيفاتيم” و”رامون”.

“ميركافا” و”نميرا” في مرمى التدمير

في ظل التصعيد المستمر في جنوب لبنان، وبعد محاولات التعتيم على نتائج عملية “الوعد الصادق 2″، أقرّ جيش العدو الإسرائيلي يوم الأربعاء بتعرّض قواعده الجوية لأضرار جسيمة جراء استهدافها بالصواريخ الإيرانية مساء الثلاثاء. اعترف الجيش بأنّ الصواريخ دمّرت مباني ومشاغل صيانة للطائرات الحربية في القواعد المستهدفة، وذلك بعد محاولات للتكتم على حجم الأضرار، حيث طلب من الإسرائيليين الامتناع عن تصوير أماكن سقوط الصواريخ.

في هذا السياق، طلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من المستوطنين عدم تصوير أماكن سقوط الصواريخ الإيرانية، في محاولة للحد من انتشار المعلومات حول الأضرار الفعلية.

من جهة أخرى، أظهرت مشاهد الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان استهداف دبابات “ميركافا” و”نميرا” في موقع “رويسات العلم” الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، مما يعكس تصاعد التوترات والمواجهات في المنطقة.

تأتي هذه التطورات في وقت أكدت فيه شبكة “سي أن أن” الأميركية أن تحليلاتها للمقاطع المصوّرة وثّقت تركّز سقوط الصواريخ الإيرانية في مقرّ “الموساد” وقاعدتي “نيفاتيم” و”تل نوف” الجويتين، أو قرب كل منها. أظهرت مقاطع الفيديو سقوط صاروخين على الأقل قرب مقرّ “الموساد” في حي “غليلوت” في “تل أبيب”، واستهداف قاعدة “تل نوف” التي تقع جنوب “تل أبيب” على بعد نحو 24 كلم، بالإضافة إلى إصابة عدد كبير من الصواريخ لقاعدة “نيفاتيم” في صحراء النقب.

اليوم الثاني من التنكيل

واصل مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان 3 أكتوبر التنكيل بقوات العدو الصهيوني التي تحاول التقدم للأراضي اللبنانية لليوم الثاني على التوالي. حيث أكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية من مصادرها الميدانية والأمنية الموثوقة أنّ عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الصهيوني في المواجهات البطولية التي خاضها مجاهدو المقاومة اليوم الخميس قد بلغ 17 ضابطًا وجنديًا صهيونيا.

مصدر ميداني في المقاومة الإسلامية أكد لقناة المنار أن المجاهدين يتصدون منذ فجر اليوم الخميس لكل محاولات تقدم قوات النخبة في جيش العدو الإسرائيلي على أكثر من محور في جنوب لبنان بمختلف أنواع الأسلحة والعبوات ويكبدونهم خسائر فادحة في العدة والعديد. مضيفاً أن ضربات المقاومة الإسلامية النوعية أفشلت حتى الساعة أي تقدم إسرائيلي معادٍ داخل الأراضي اللبنانية. لافتا إلى أن مجاهدي المقاومة الإسلامية يستهدفون بالقذائف المدفعية والصواريخ أماكن تحشد جنود العدو الإسرائيلي وخطوط التقدم على امتداد الحافة الأمامية داخل الأراضي المحتلة ويحققون إصابات مباشرة. كما أن كمائن المقاومة الإسلامية المُعَدّة مسبقا للعدو ألحقت في صفوف جنوده عددً كبيراً من الخسائر.

مارون الرأس حيث المعارك المحتدمة، تكبد العدو خسائر كبرى، فمنذ فجر الخميس إلى الظهر فقد بلغ مجموع عدد العبوات الناسفة التي فجرها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالقوات المعادية الإسرائيلية المتسللة في بلدتي مارون الراس ويارون (4 عبوات)، وفي التفاصيل فقد حاولت قوة مشاة إسرائيلية معادية التسلل باتجاه بلدة مارون الراس، قبل أن يفجّر المجاهدون عبوتين ناسفتين بالقوة المتقدمة.

في ذات الجبهة، حاولت قوة إسرائيلية من لواء” غولاني” الالتفاف من الجهة في منطقة ترتيرة في بلدة مارون الراس قبل تمكن المجاهدون من إيقاعهم بين قتيل وجريح. أما في مستعمرة نطوعة فقد تمكن المجاهدون من تدمير دبابة ميركافا بصاروخ موجّه.

كما تصدى المجاهدون لمحاولة تقدم لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة بقذائف المدفعية.

ضربات صاروخية

وعلى مستوى الاسناد في دكت المقاومة بصليات صاروخية (مدينة طبريا المحتلة، مدينة صفد المحتلة، قاعدة سخنين للصناعات العسكرية في خليج عكا،  مستعمرة البصة ، مستعمرة سعسع، مستعمرة مسكاف، مستعمرة يرؤون، تجمعات العدو بين شتولا والراهب، قرب مستعمرة أدميت، مستعمرة كفرجلعادي، حرش مسكفعام، مستعمرة أفيفيم، منطقة الثغرة في خراج بلدة العديسة، مستعمرة كفرجلعادي).

كما قصفت المقاومة تجمع لقوات العدو الإسرائيلي في محيط موقع الراهب بصاروخي بركان، وتجمعات لقوات العدو الإسرائيلي في  ثكنة راميم و شرق مستعمرة سعسع  و مستعمرة شوميرا بصليات من صواريخ فلق. كما استهدفت المقاومة الإسلامية موقع ومستعمرة وبساتين المطلة بـ 100 صاروخ كاتيوشا و6 صواريخ فلق.

العدو يعترف: غارقون في الوحل

وتحدّثت وسائل إعلام عبرية، عمّا أسمته “الوحل اللبناني العميق والمغرق”، وذلك بالتزامن مع عدة محاولاتٍ فاشلة قام بها “جيش” العدو الإسرائيلي بهدف التسلّل والدخول براً إلى جنوبي لبنان، متوقّعةً “جولة طويلة ومعقّدة”.

وفي أبرز التحليلات التي عرضتها قناة “كان” العبرية  ضمن هذا الإطار، قال اللواء في احتياط العدو الإسرائيلي ورئيس مجلس “الأمن القومي” سابقاً، عوزي دايان، إنّ “لدى إسرائيل تجربة، بحيث يجب دائماً تذكّر ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله في لبنان”.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت ستتعلّم “إسرائيل” من الإخفاقات في المعارك السابقة في لبنان، قال رئيس مجلس “الأمن القومي” سابقاً، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، إنّه “في العام 2006، كانت هناك عملية فاشلة من ناحية عسكرية، بحيث لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزاً، ولم تكن لديه معلومات استخبارية جيدة عن لبنان ولا خطط جيدة بخصوصه، كما كانت تقنية القتال لديه في الحضيض”.

وأضاف عميدرور أنّه “يجب، في هذه العملية، أن يكون واضحاً تماماً ما تريده الحكومة، وما هي خطط الجيش من أجل إنجاز ذلك”، مشيراً إلى أنّ “ما يقوم به الجيش حالياً يشبه العام 1978 أكثر من فترة الحزام الأمني”.

وتعقيباً على ما قالته “كان” عن أنّ “التاريخ يعلّم إسرائيل ويحذّرها من أنّ الوحل اللبناني عميق ومغرق”، ورداً على سؤال عن المدة التي سيستغرقها “الجيش” حتى يخرج من لبنان في المرة الرابعة، قال عميدرور إنّ “إبعاد حزب الله على الأقل حتى الليطاني وعشرة كيلومترات، سيستغرق وقتاً طويلاً”.

بدوره، قال غاي تسور، قائد “ذراع البر” سابقاً، لقناة “كان” إنّه “يمكن اخذ قرار بعدم وجود حزب الله، ولكن ممنوع القيام بذلك لوحدنا، بل يجب ضم دول لها تأثير على حكومة لبنان”.

ولفت تسور إلى أنّ “تصرّف حزب الله منذ العام 1982 هو تصرّف مشابه جداً، أي إنّه لا يهرب، بل يعتمد على تمركز مع نيران من بعيد ومن أماكن استتار”، مضيفاً أنّ “الأمر لن يكون مختلفاً، وسنتكبّد أثماناً وسيسقط قتلى.. الحرب هي الحرب”.

وفي السياق ذاته، ذكرت “القناة الـ 13” الإسرائيلية أنّه “بعد حرب لبنان الثانية، ساد هدوء مضلل نسبي جنوبي لبنان، تعاظم خلاله حزب الله بالوسائل القتالية والأنفاق”.

كذلك، ذكرت القناة أنّ “إسرائيل خرجت إلى جولة جديدة على الأراضي اللبنانية، يُتوقّع أن تكون طويلة ومعقّدة وأن تجبي أثماناً باهظة”.

وتحت بند “سمح بالنشر”، أقرّت وسائل إعلام عبرية بمقتل جنديين إضافيين من وحدة “سييرت غولاني” بصاروخ مضاد للدروع خلال المعارك مع حزب الله، وإصابة 7 آخرين بجراح بليغة خلال المواجهات، لترتفع بذلك حصيلة الخسائر التي يتكبّدها “الجيش” الإسرائيلي، بعدما أقرّ يوم أمس الأربعاء بمقتل 8 جنود من جراء الاشتباكات مع المقاومة الإسلامية عند الحدود مع جنوبي لبنان، موضحاً أنّ من بين القتلى 2 برتبة نقيب.

ختاما

وأمام هذا الواقع ينبغي أن يفهم العدو الإسرائيلي، أنه لن يحقق آماله من استهدافه لسماحة الأمين العام لحزب الله، ولا باستهدافه للكوادر القيادية التي استهدفها، من الكوادر القيادية في حزب الله، وأنَّ حزب الله متماسكٌ في بنيته، وتنظيمه، وتكوينه، وثابتٌ على موقفه، وأنَّه على ما هو عليه من فاعلية، وتأثير، وصمود، وقادرٌ- بمعونة الله تعالى- على إحراز النصر، وإلحاق الهزائم المذلة بالعدو الإسرائيلي، وها هم المجاهدون في حزب الله، وهم يبعثون برسائلهم إلى سماحة الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد/ حسن “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” بعد استشهاده، ويقولون له: (كما كنت تعدنا بالنصر دائماً، نعدك بالنصر مجدداً)، ها هو منطقهم، فهم يستمرون و ثابتون في هذا المسار العظيم: مسار الجهاد، مسار صنع الانتصارات بمعونة الله تعالى، والتوكل عليه، والأخذ بأسباب النصر، ومنذ اليوم الذي قال فيه سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد/ حسن نصر الله “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”: (ولى زمن الهزائم، وأتى زمن الانتصارات)، وهو قد أرسى هذه المعادلة، وأرساها اليوم بعد استشهاده ببركة تضحياته، و جهوده.

ولــذلك على العدو الإسرائيلي والأمريكي وكل المتربصين والمنافقين أن ييأسوا من تحقيق أهدافهم وآمالهم الشيطانية، في إنهاء الدور العظيم لحزب الله، فيما يتعلَّق بالقضية الفلسطينية، وفيما يتعلَّق بلبنان، وفيما يتعلَّق بالدور المميز والعظيم على مستوى الأمة.