نوم العوافي يا عرب..!
مقالات ||عبدالمنان السنبلي
هل تعلمون ما هو الفرق بين الأمس واليوم..؟
أن الصهاينة بالأمس لم يكونوا يتجرأون على الحديث عن حلم “إسرائيل الكبرى” إلا في حدود ودوائرَ ضيقة جِـدًّا وغاية في السرية.
أما اليوم فقد باتوا يتحدثون عنه صراحة، وبشكل علني، وبصورة رسمية أَيْـضًا..!
وليس هذا فحسب، بل أنهم اليوم لا يجدون أي تحرجٍ من نشر وتداول خرائط تبين حدود وأراضي ما يسمونه “إسرائيل الكبرى”..
ألم يتحدث نتنياهو عن ذلك بكل صراحة..؟
ألم يؤكّـد وزير ماليته “سموتريتش” على ذلك علانيةً، وبكل صراحة أَيْـضًا..؟!
ألم يقل المرشح الأمريكي الجمهوري “ترامب” قبل أكثر من شهر تقريبًا أن “إسرائيل” صغيرة جِـدًّا ويجب أن تتوسع مساحتها..؟
يعني: الناس صريحون وواضحون..!
فأين أنتم من كُـلّ هذا يا عرب..؟
نائمون في العسل طبعًا..!
المفارقة العجيبة أن بعضًا من الدول العربية المستهدفة تتآمر اليوم مع هذا الكيان..!
يحاربون معه قوى المقاومة..
قوى المقاومة التي يفترض أنها خط الدفاع الأخير عنهم أمام هيجان هذا الحلم..!
أفيقوا يا عرب..
أمريكا لن تحميكم..
أمريكا هي “إسرائيل”، و”إسرائيل” هي أمريكا..
اليوم أنتم تقولون أنكم ملتزمون بالحياد إزاء رد الكيان الصهيوني على إيران..!
نعم، أعلنتم هذا..
لكن السؤال:
هل تعتقدون أن ذلك سيكون ضامنًا لكم من أن نتنياهو لن يغدر بكم، ويتعمد اقحامكم وتوريطكم مع إيران وقوى المقاومة..؟
سيتعمد إقحامكم وتوريطكم..
أعدكم بذلك..
هل تعلمون كيف يخطط هذا النتن لتحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”..؟
بتفجير الوضع في كُـلّ المنطقة وإدخَال دولها في حالة من الضعف والفوضى..!
عندها فقط سيكون بمقدوره تفكيكها والتوسع وبسط نفوذه على ما يريده من أراضي..
وعندها أَيْـضًا سيكون قد وضع اللمسات الأخيرة لإعلان تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”..!
والعرب أين..؟!
نائمون في العسل كالعادة..
ولن يصحوا أبدًا إلا على وقع دق آخر مسمار في نعوش عروشهم..!
ونوم العوافي يا عرب..
نوم العوافي..