القائد يحيى السنوار نموذج للصمود والإصرار
الصمود||مقالات||د. نجيب علي مناع
في عامٍ حافِلٍ بالتحديات وكشف الأقنعة ونسف الأساطير، استشهد صانع “طوفان الأقصى” والقائد الذي لم يكن مُجَـرّد رجلٍ يقاوم الاحتلال، بل كان رمزًا وتاجًا للصمود والتحدي، وشخصية جهادية استطاعت أن تقلب موازين القوى وتضعف هيبة الجيش الإسرائيلي الذي طالما وُصف بأنه لا يُقهَر.
وخلال سنوات سجنه، لم يكن السجن نهايةَ الطريق بل بداية مرحلة جديدة من النضال. خلال 23 عاماً من الاعتقال، لم يتوقف عن العمل. حول السجن إلى مدرسة لتعليم فنون المقاومة وتبادل الأفكار والخطط. كان يرسل الرسائل المشفرة وينقل التوجيهات لرفاقه خارج السجن، مما ساهم في استمرار العمليات المقاومة بشكل فعال.
حتى بعد خروجه من السجن، لم يتوقف القائد عن نضاله. فقد استمر في قيادة المقاومة في منطقة جغرافية صغيرة رغم كُـلّ التحالفات الدولية التي وقفت ضد حركة حماس، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الصمود كشف هشاشة الأنظمة الليبرالية وكشف عن زيف عناوينها البراقة، وفضح كُـلّ الدول القريبة والبعيدة واظهرها على حقيقتها.
إن هذا القائد لم يكن فقط يقاوم الاحتلال، بل كان أَيْـضاً يشعل روحَ الجهاد والمقاومة في شباب الأُمَّــة؛ إذ تمكّن من كسر حاجز الخوف وزرع في قلوب الشباب شجاعة لا تعرف الخوف؛ مما جعلهم مستعدين لمواجهة الصلف الصهيوني بكل شجاعة وإصرار.
استشهاد هذا القائد تذكير لنا جميعاً بأهميّة المقاومة والجهاد والصمود في وجه الظلم والاستكبار، وقصته ستظل محفورة في قلوبنا، وتلهم الأجيال القادمة لمواصلة النضال حتى تحقيق الحرية والكرامة، واستعادة الأراضي المحتلّة. إننا نودع هذا البطل لكن روحه ستظل حية في نفوس كُـلّ من يؤمن بعدالة القضية ويعمل لأجلِها.