وكرامتُنا من الله الشهادة
أم يحيى الخيواني
قوافلُ من الشهداء تصعد أرواحهم كُـلّ يوم إلى السماء وهي فرحة مستبشرة بنعيم الله وبما قدمت وبذلت الأرواح رخيصة فداء للإسلام والمسلمين.
شهداء لكُلٍّ منهم قصةٌ تميِّزُه عن الآخر؛ ليصبح كالنجم الذي يلوح في السماء والأُسطورة التي يخلدها التاريخ.
أصبح الشهداء اليوم منهجًا يُدرَّسُ ليعلم العالم فضل الجهاد والتضحية في سبيل الله وَما كانت غايتهم من الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.
فالشهداء هم رمز للحرية والكرامة والعزة والمجد الحقيقي في الدنيا والآخرة.
شهداؤنا اختاروا دربهم الذي ليس فيه أية هزيمة أَو تراجع، بل هو نصر وفوز وعطاء متجدد لا ينقطع وهو طريق الفوز برضوان الله الذي ليس كمثله رضوان.
قادتنا العظماء شهداء على طريق القدس على طريق العز والإباء والفوز العظيم، عظماؤنا اليوم كالسيد القائد المجاهد الشهيد/ حسن نصر الله -رضوان الله عليه- وإسماعيل هنية وغيرهم الكثير والكثير من العظماء؛ فقد استثمروا حياتهم وموتهم لله عز وجل قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
أي أن الشهيد هو من فاز واستثمر حياته وكذلك الموت الذي هو قضية حتمية على كُـلّ الناس ولا بُـدَّ منه.
الشهيد البطل والعظيم يحيى السنوار سار على درب العظماء من سبقوه بالشهادة في سبيل الله؛ فقد عمّد تاريخ حياته بالجهاد والنضال ومقاومة الأعداء منذ نعومة أظافره فقد تربى في أحضان المقاومة الفلسطينية مع والده الذي استشهد على يد العدوّ الإسرائيلي؛ فلا عجب ولا غرابة من سقوط قاداتنا العظماء شهداء على طريق القدس، على طريق العز والإباء والفوز العظيم، على طريق التضحية التي ليس كمثلها تضحية، على طريق النضال والكفاح ومواجهة الطغيان والشيطان الأكبر أمريكا والغدة السرطانية “إسرائيل”، فهم يحملون رؤية قرآنية وتسليمًا مطلقًا لأوامر الله تعالى ورسوله الكريم، وَيعلمون علم اليقين فضل الشهادة في سبيل الله، وما سيلقونه من ضيافة الرحمن، فرحين مستبشرين بما آتاهم الله من فضله وهم أَيْـضًا أحياء عند ربهم يُرزقون.
الشهادة فوزٌ وخلود أبدي في الدنيا والآخرة وكان لهم قُدوة عظماء من آل البيت -عليهم السلام- وَكيف عبّدوا طريقهم بالشهادة فقد قال الإمام الحسين -عليه السلام- ليزيد الطاغية: (أبالموت تهدّدني يا ابن الطلقاء أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة) وقال عليه السلام (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة).
شهداؤنا لهم كُـلّ العز والفخر بهذا الوسام العظيم؛ إذ نالوا ما تمنوا، فهم يعلمون علم اليقين أن الشهادة اصطفاء من الله لخَاصَّة أوليائه لا يمكن أن يفوز بالشهادة من كان في قلبه ولو ذرة من الشك بعدم تأييد الله ونصرة للمؤمنين.
الشهداء جميعهم من القادة العظماء ونعتز ونفتخر بأن عظماءنا شهداء ونتمنى من الله أن يرزقنا الشهادة في سبيله كما اختارها لهم وإنه لَجهادٌ نصرٌ أَو استشهاد.
والله وليُّ المؤمنين، والذين كفروا لا مولى لهم.