صمود وانتصار

ارتقى القادةُ شهداءَ.. وسقط العملاءُ في العار

ياسمين الشامي

هي سنن الله في أرضه؛ فالبعض يموت على فراشه كالنعاج والبعض يموت بعد صراع مع المرض، والبعض لا يموت أبدًا، وإنما فارق زمني بسيط من انتقاله من حياة الفناء إلى حياة البقاء عند الله فرحًا مستبشرًا بالذين لم يلحقوا به من بعده.

هذا هو الشهيد الذي اتحدث عنه يا سادة، الذي لا يموت أبدًا، فما بالكم بأمة قادتها شهداء ومشروعها مشروع جهاد واستشهاد، هل ستموت أَو تنكسر؟! لا والله لن تموت ولن تهزم ولن تتراجع قيد أنملة، كُـلّما سقط من قادتنا شهيد ازددنا صمودًا وثباتًا وإصرارًا على إكمال المشوار حتى النصر والفتح المبين إن شاء الله.

منذ بداية معركة (طُـوفَان الأقصى) والعدوّ الصهيوني يركز على استهداف القادة في حركات المقاومة واهمًا أن سقوط القادة هو سقوط للبقية من المجاهدين والتخلي عن القضية والجهاد في وجه العدوّ.

لأنه عدو غبي لا يعرف إلا القتل والإجرام وسفك الدماء، لا يعرف أننا لا ننسى الثأر لقادتنا وأن دماءهم هي وقود متجدد للمواجهة بكل قوة وعزم وثبات؛ وَلأنهُ عار عندنا نحن العرب ترك ثأرنا.

ارتقى الشهيد صالح العاروري ولحق به الشهيد إسماعيل هنية ولم تسقط حماس ولم تنتهِ المقاومة، ولم تحسم المعركة لصالح القتلة المجرمين الصهاينة، وإنما أزداد لهيب المواجهة والتصعيد القوي والمشرف من قبل المقاومة الفلسطينية، ولحق بالعدوّ خسائر لم تكن في حسبانهِ ولا في أحلامه حتى، واستمرت المواجهة بكل حدتها واستشهد القائد العسكري في حزب الله الحاج محسن (فؤاد شكر) ولكن حزب الله لم يختل أَو يضعف أَو حتى يتراجع عن موقفه نصرةً لغزة، حتى ارتقى سيد شهداء طريق القدس سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، شهيدًا عزيزًا ثابتًا في وجه هذا العدوّ المجرم بكل لغات الإجرام، وظنت “إسرائيل” أن ارتقاء السيد حسن شهيدًا سيضعف الحزب أَو يتراجع عن مناصرة غزة لكن هذا لم يحدث ولن يحدث، بل إن دم الشهيد نصر الله جعل حزب الله يغير من معدلاته وبدأ بتفعيل مرحلة الإيلام للعدو الصهيوني، و”إسرائيل” تعرف هذا الحزب أكثر من غيرها وتعرف كيف هو الألم الذي سيصيبهم من رجال الحزب وكيف هي المواجهة مع الأسد الجريح، لكن هذا العدوّ غبي ومجرم ونرجسي مثل ما وصفهُ السيد الشهيد حسن نصر الله، قبل أَيَّـام من استشهاده، كذلك استشهد أسد المقاومة والعقل المدبر لمعركة (طُـوفَان الأقصى) الشهيد الحر الشهيد المقاتل حتى الرمق الأخير أبو إبراهيم (يحيى السنوار) الذي كانت تعتبرهُ “إسرائيل” كابوس الموت للكيان، هذا الشهيد السنوار الذي قُتل في مواجهة مع الاحتلال من مسافة صفر، قائد حركة حماس في الخطوط الأمامية للمواجهة هي بحد ذاتها انتصار للمقاومة ولكل الأحرار، وسقوطهِ شهيدًا هو تأكيد أننا كلنا في خط واحد في المواجهة، وليس هناك فرق بين القادة والأفراد في مشروع الجهاد والاستشهاد.

ما يجري الآن في غزة هي حرب تطهير عرقي لم تشهد له البشرية نظيراً، وكأن هذا العدوّ يريد أن يقتلع هذا الشعب الذي هو ولاد لهؤلاء القادة الشهداء العظماء لكي يستريح، واهمًا بأن مجازره ستمر دون عقاب أَو رد، لكن هذا محال ما دام هناك أُمَّـة قيادتها هي سلالة آل محمد أبناء فاتح خيبر، أنصار حسين كربلاء لن تموت ولن تنتهي ولن تقبل بالذل والخضوع والتطبيع مع الصهاينة ومن ورائهم الأمريكي والبريطاني، بل ستأخذ بثأر كُـلّ الشهداء من قادة ومدنيين فـ “إسرائيل” قد أسرفت في القتل، والرد قادم لا محالة.

نحن لا نهزم نحن عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر (سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله).