السيد هاشم صفي الدين في رحاب الخالدين .. شهيداً على طريق القدس
الصمود||
التحق قائد عظيم بركب الخالدين، ليحجز له مكاناً بين الشهداء في سدرة المنتهي بالقرب من الحسين وحمزة وكل شهداء الأمة الإسلامية.
نعى حزب الله اللبناني اليوم السيد العلامة هاشم صفي الدين بعد أسابيع من تداول نبأ اغتياله بغارة صهيونية جبانة على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية ببيروت، حيث كان يعول عليه لقيادة الحزب خلفاً للشهيد القائد السيد حسن نصر الله، لكنه رحل إلى جوار ربه عزيزاً شهيداً على درب الصالحين.
ويصف حزب الله السيد هاشم صفي الدين، بالشهيد الأسمى والأغلى، والأخ لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشيراً إلى أنه “كان نعم الأخ المواسي لأخيه، وكان منه بمنزلة أبي الفضل العباس -عليه السلام- من أخيه الإمام الحسين -عليه السلام- فكان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى عليه البدريّون ناصراً لدين الله، تقياً، صالحاً، رائداً، مدبّراً، مديراً، قائداً وشهيداً.
وبحسب بيان لحزب الله فإن الشهيد صفي الدين قدم جلّ حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته العاملة في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة قريباً من مجاهديها، لصيقاً بجمهورها محبّاً لعوائل شهدائها حتى حباه الله بالكرامة شهيداً في قافلة شهداء كربلاء النورانيّة.
ويعد السيد هاشم صفي الدين من مؤسسي حزب الله في العام 1982، وكان يرأس المجلس التنفيذي للحزب منذ 1994.
وكان -رحمه الله- يخضع لعقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية منذ العام 2017، على غرار قياديين كثر من الحزب مدرجين على لائحة “الإرهاب”، وهو مدرج كذلك على اللائحة السعودية “للإرهاب”.
وفيما كان اهتمام الشهيد القائد السيد نصر الله ينصب على الجانبين السياسي والعسكري في الحزب، انكب صفي الدين على الاهتمام أكثر بمؤسسات الحزب وماليته، وفق خبراء.
المقاومة منتصرة
وحمل التأخير في إعلان نبأ استشهاد السيد هاشم صفي الدين الكثير من الرسائل والدلالات، فهو الآن يعطي رسالة للداخل والخارج، فالعدو أدرك أن حزب الله قد تمكن من إعادة ترتيب صفوفه، ولملم جراحه، وأعاد توازنه، وأن الضربات الغادرة التي تسببت في استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والسيد العلامة هاشم صفي الدين لم تهزم الحزب، أو تدمره، والدليل على ذلك هو العجز الكبير للعدو من التوغل برياً في الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، أضف إلى ذلك أن القيادة والسيطرة لحزب الله تعمل بوتيرة عالية، ومتسلسلة، وتمطر المغتصبات الصهيونية بالنيران المتواصلة.
أما الرسالة للداخل، فمفادها، أن رحيل القادة، رغم مرارته، وقسوته على الشعوب الحرة، إلا أنه لا يعني نهاية الطريق، أو عدم المضي في خيار المقاومة، فالقائد يرحل، ويخلفه قائد آخر، وهو ما بات واضحاً وجلياً في تجربة حزب الله اللبناني، الذي يرمم قيادته بكل هدوء، ويعمل وكأن القادة حاضرين في الميدان.
وأمام هذا الواقع، فإن الأحداث ستتصاعد بوتيرة أعلى، فدماء الشهداء لن تذهب هدراً، وفاتورة الانتقام على المجرم نتنياهو ستتضاعف، والوصول إلى اغتياله بات هدفاً رئيسياً لحزب الله للثأر والانتقام لشهدائه الأبرار.
ستظل الضربات التي تلقاها حزب الله اللبناني من أقسى الضربات، ولو أنها وقعت على حزب آخر، لتفكك سريعاً، وهزم سريعاً، لكن حزب الله وهو تربية الشهيد القائد السيد حسن نصر الله ثابت اليوم على قدميه، يقدم أروع ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن لبنان وغزة، ولسان حال المجاهدين أننا على هذا الدرب ماضون، لا ننحني أمام العواصف، ولا نتأثر لمثل هذه الملمات، بل أنها تزيدنا قوة وصلابة، وتدفعنا للمزيد من العمل حتى تحقيق الانتصار الكبير للبنان وكل البلدان الواقعة تحت الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.