قنوات العمالة وأبواق الخسة والنذالة
الصمود||مقالات|| عبدالفتاح علي البنوس
تتسابق وسائل الإعلام السعودية والإماراتية على من يغرق في السفاهة والتفاهة والانحطاط أكثر، كل وسيلة تسعى جاهدة لتكون الأكثر عهرا وتجردا من القيم والمبادئ وشرف وأخلاقيات المهنة، وسائل إعلامية ترى في التصهين انفتاحا، وفي اليهودة حرية، وفي العمالة والخيانة حذاقة وشطارة، من الرياض وجدة، إلى أبوظبي ودبي، سباق محموم على إظهار التقرب من الصهاينة والتودد لهم، واصطفاف إعلامي غير مسبوق إلى جانبهم، إلى الحد التي باتت هذه القنوات والوسائل الإعلامية السعودية والإماراتية تنافس وسائل إعلام الكيان الصهيوني وتحولت إلى مرجعية لها ومصدرا من مصادر المعلومات والأخبار التي تعرضها عبر شبكة مراسليها الذين تحولوا إلى جواسيس يرصدون الأهداف ويحددونها ميدانيا ليسهل على الجيش الصهيوني استهداف المجاهدين في غزة ولبنان بكل أريحية، هكذا وبكل جرأة ووقاحة وقلة حياء .
قناة mbcالسعودية لم تجد أي حرج في الإساءة للمقاومة الإسلامية في غزة ورموزها، حين أطلت على المشاهدين بتقرير مشبع بالسفه والابتذال هاجم فيه الكاتب رموز حركة حماس ووصفهم بالإرهابيين بعد أن ساق في حقهم الاتهامات الباطلة التي يروج لها كيان العدو الصهيوني، وعلى ذات المنوال تشتغل قنوات العربية والحدث في مهاجمة المقاومة الفلسطينية واللبنانية والتحريض ضدهما، وتبني وجهات النظر الصهيونية، وفبركة الأحداث والتقليل من شأن الضربات الموجعة التي توجهها ضد الكيان الصهيوني المحتل، معتمدة على سياسة إعلامية قائمة على الكذب والدجل والافتراء، وصارتا من أكثر القنوات مشاهدة لدى الصهاينة، حيث تحولتا إلى مساحة مفتوحة أمام المحللين السياسيين والناشطين الصهاينة للترويج لأفكارهم ووجهات نظرهم على حساب المقاومة الفلسطينية واللبنانية، علاوة على عمليات التجسس التي تمارساها في سياق الحرية الإعلامية المتاحة لشبكة مراسليها في فلسطين ولبنان، كما هو حال أيضا بعض الفضائيات اللبنانية التي سقطت في مستنقع التجسس والخيانة خدمة لأجندة الصهاينة .
وفي ذات السياق يبرز دور أبواق الشقاق والنفاق والعمالة والارتزاق من الإعلاميين والمحللين السياسيين والحقوقيين والناشطين العرب، الذين ضربوا أقذع الأمثلة في السقوط الأخلاقي والقيمي والمهني، وهم يجندون أنفسهم لخدمة كيان العدو الصهيوني، أطروحات فجة، ومنشورات تحريضية مبتذلة، وكتابات سخيفة، مشبعة بالحقد والكراهية والتشفي عقب إعلان كيان العدو الصهيوني اغتيال قائد من قيادات المقاومة، والتي لن يكون آخرها ما قاموا به من حملة تشف مسعورة عقب استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بعد ملحمة بطولية سطرها مع إثنين من رفاقه وهم يواجهون قوة عسكرية صهيونية في حي تل السلطان برفح، حيث عبروا عن فرحتهم الغامرة بهذا الخبر، وتبادلوا التهاني ووزعوا الهدايا والحلويات، وعبروا عن شكرهم للكيان الصهيوني على قيامه باستهداف السنوار، الذي ساقوا في حقه أقذع وأبشع الأوصاف، في صورة تعكس إلى أي مدى وصل هؤلاء الأوغاد من اليهودة والتصهين، والعمالة والخيانة .
يستحي المرء أن يتحدث عن مضمون هذه المنشورات والتغريدات والكتابات والتصريحات المتلفزة والمقروءة والمسموعة، لقد فاق هؤلاء الأوغاد الصهاينة أنفسهم في تشفيهم وتطاولهم السافر على رموز المقاومة الإسلامية الفلسطينية واللبنانية والتحريض على قادة محور المقاومة، لذا لا غرابة أن نسمع المتحدث العسكري الصهيوني إيدي كوهين وهو ينتقد أحد المنافقين السعوديين على خلفية خبر استهداف الشهيد السنوار، عندما طالبه بالتريث وعدم الاستعجال مؤكدا له بأن خبر تأكيد هوية الشخص الذي تم العثور على جثته سيأتي من تل أبيب لا من الرياض، وغيرها من المواقف التي يظهر فيها العرب أشد حقدا وكرها على المقاومة ورموزها وقادتها، وأكثر يهودة وتصهينا من اليهود الصهاينة أنفسهم .
بالمختصر المفيد، المرحلة مرحلة فرز وغربلة، للأنظمة والقيادات والأفراد والجماعات والمكونات، فرز وتقييم للمواقف، بعد اليوم لا مجال للنفاق والتدليس والتلبيس، لقد سقطت الأقنعة، وظهر الجميع على حقيقتهم، لقد غربلت غزة الجميع، وكشفت المستور، عرفنا الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، والعربي من العبري، والوطني من الخائن العميل، وسيعلم كل من تصهينوا وتيهودوا وتأمركوا، وتحالفوا مع أعداء الأمة، وتجندوا معهم حربا ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية ودول محور المقاومة يوم القيامة أي منقلب ينقلبون .