مناورة “ليسوؤوا وُجُوهَكُمْ” العسكرية .. جهوزية عالية للردع
الصمود||تقرير|| عباس القاعدي
كشفت القوات المسلحة اليمنية خلال المناورة العسكرية النوعية الأخيرة “ليسوؤوا وُجُوهَكُمْ” أسلحة جديدة وتكتيكات مرعبة للأعداء.
وتعد هذه الرسالة بكل ما تحمله من أبعاد ودلالات رسالة قوية للأعداء وفي مقدمتهم أمريكا بأن اليمن يمتلك اليوم منظومات ردع محلية الصنع بقدرات متطورة، ولا يزال ينتج منظومات متقدمة من الأسلحة الهجومية، والرادعة ذات القدرات العالية والتكنولوجيا الحديثة، وأن قواتنا المسلحة مستعدة لأي تصعيد قد تلجأ إليه دول العدوان الأمريكي ضد اليمن.
هذه المناورة كذلك، تأتي لتؤكد ما تحدث عنه السيد القائد عبد الملك الحوثي –يحفظه الله- في كلمته حول آخر التطورات نهاية الأسبوع الماضي، بأن القوات المسلحة قادرة على توجيه الضربات الموجعة للعدو، وهي مستمرة في تطوير القدرات العسكرية بمختلف أنواعها.
وفي هذا الصدد يقول الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية العقيد مجيب شمسان إن مناورة “ليسوؤوا وُجُوهَكُمْ”، العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة، في الساحل الغربي، ليست استعراضاً للقوة، بل هي نشاط عسكري مكثف في مسار الاستعداد، ولها الكثير من الأبعاد والدلالات والرسائل التي أرادت صنعاء أن توجهها لكل الأعداء المحتملين، ولكل من تسول له نفسه أن يعتدي على اليمن، أو احتلال أراضيها، فهي من حيث التوقيت جاءت في زمن يخوض اليمن، وجبهات الاسناد للمقاومة الفلسطينية، في لبنان والعراق معركة ضد العدو الصهيوني، وكذلك في مرحلة حساسة، وضمن تحركات أمريكية تهدف لكسر القرار اليمني، الذي أصبحت تأثيراته واضحة جداً، على الكيان الصهيوني، وعلى الغرب الإمبريالي بشكل عام، والذي يدعم ويساند الكيان الصهيوني بشكل مباشر، مشيراً إلى أن التحركات الأمريكية كانت قد جاءت إلى البحر الأحمر في محاولة لكسر القرار اليمني، إلا أن قواتنا المسلحة وبقدرتها على المواجهة، استطاعت أن تجبر أمريكا وأدواتها على المغادرة، واستطاعت أن تسقط قوة الردع لديه، وأفشلت كل ادعاءاتها وتحركاتها”.
ويضيف: “حملت المناورة التي نفذتها القوات المسلحة، عدة رسائل إلى العدو الإسرائيلي والأمريكي، منها أن اليمن يمتلك اليوم منظومات ردع محلية الصنع بقدرات متطورة، ولا يزال ينتج منظومات متقدمة من الأسلحة الهجومية، والرادعة ذات القدرات العالية والحديثة، وأن القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي اعتداء قادم مع أمريكا وأدواتها في اليمن، وعلى دول العدوان الأمريكي والبريطاني والصهيوني، أن تعرف وتفهم أنها لن تسلم من أية مغامرة في اليمن وعليها الاستفادة من فشلها البحري والجوي، وفشلها خلال عشرة أعوام من العدوان”.
ومن حيث المكان الذي نفذت فيه المناورة وأسباب اختيار المكان يوضح العميد شمسان أن المناورة نفذت في الساحل الغربي، مؤكداً أن تحديد هذا المكان لإقامة المناورة بهذا المستوى الكبير والمشارك فيه عدد من وحدات القوات المسلحة، وهو يتعرض للقصف المتكرر من قبل العدو الأمريكي والبريطاني ومن قبل الكيان الصهيوني في عملياته العدوانية على الشعب اليمني، ما هي إلا رسالة تحدٍ من قبل القوات المسلحة بأنها ماضية في عملياتها وغير آبه لأي تهديدات من قبل الأمريكي والبريطاني أو الإسرائيلي، أو من الغرب كله، مؤكداً أن أي تحرك للعدوان ستكون القوات المسلحة حاضرة لمواجهته، والتأكيد بأن الترهيب لن يثني قواتنا المسلحة عن موقفها تجاه غزة، وأنها مستعدة للذهاب إلى حرب مفتوحة مع أمريكا وأدواتها فيما اذا أرادت واشنطن ذلك.
وفيما يتعلق بطبيعة المناورة الكبرى التي نفذتها القوات المسلحة، يؤكد شمسان أن طبيعة المناورة ورسالتها واضحة لدول العدوان الأمريكي والبريطاني والصهيوني، بجهوزية القوات المسلحة، للتصدي لأي هجوم، وعلى كل المستويات، وهذا ظهر واضحاً من خلال المناورة والتصدي لعمليات هجومية واسعة شنتها قوات معادية عبر أربع موجات هجومية افتراضية على الأراضي اليمنية براً وبحراً في محاكاة افتراضية لسيناريوهات متوقعة، التي يكون عليها أي تصعيد للعدو في المستقبل.
ويرى أن الدور الذي لعبته اليمن في عمليات الاسناد موجعاً ومؤثراً، سواء فيما يتعلق بالعدو الصهيوني، أو كسر الهيمنة الأمريكية والاهانة التي وجهت للغطرسة الأمريكية في أهم مناطق النفوذ والسيطرة في المنطقة، والمتمثلة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ولذلك فإن التحركات الأمريكية لليوم الذي تأتي فيه إلى المنطقة ومع بعض أدواتهم، والحديث عن احتلال الحديدة والسواحل الغربية، كانت رسائل صنعاء حاضرة بأننا جاهزون لكل السيناريوهات المتوقعة، بل أن قواتنا المسلحة التي نحن عازمون على تطوير كافة عناصر القوة فيها سواء على مستوى التصنيع أو التدريب والتكتيكات التي تخاض بين مختلف صفوف القوات المسلحة لتحاكي مثل هذه المناورة ما بين مواجهة في الساحل، أو المدن، ومواجهة في تضاريس الجبال، ومواجهة في مختلف الجبهات التي استطاع المقاتل اليمني أن ينتج فيها تكتيكات ويتكيف معها بشكل كبير، وبانسجام بين مختلف وحدات القوات المسلحة.
وبحسب العقيد شمسان فان المناورة العسكرية، وإظهار قوة الردع لدى القوات المسلحة، وما تمتلكه من قدرات عسكرية، هي رسالة واضحة للعدوان الأمريكي بأن الشعب اليمني وقواته المسلحة، ليس غافلاً عن كل التحركات التي يقوم بها الأعداء، بل أن قواتنا المسلحة ماضية ومستمرة في تطوير كافة جوانب القوة العسكرية.
وعلى مستوى التصنيع العسكري يقول الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية العقيد مجيب شمسان: “أظهرنا سلاحاً بحرياً جديداً خلال هذه المناورة، واسمه “القارعة”، وهي غواصة بحرية مسيّرة تحدث انفجاراً رهيباً، وتمتلك قدرة كبيرة على التخفي، واستهداف أكبر البوارج الحربية الأمريكية، وفي ذلك رسالة واضحة، وأيضاً استخدام الألغام التي لم يتم استخدامها من قبل في العمليات البحرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني والسفن التي انتهكت قرار الحظر اليمني، لذلك هنا صنعاء بعثت برسائل كثيرة منها إذا كنتم تفكرون في أية مغامرة في العدوان علينا أو محاولة احتلال هذه المنطقة فاعلموا أن قواتنا مستعدة لمثل هذه المعركة التي يمكن أن تشفي صدور الكثير ممن ينظرون إلى تلك المجازر التي يرتكبها الصهيوني والأمريكي والبريطاني في غزة وفي لبنان، وقد تكون شفاء للصدور في المعركة البحرية التي أعد لها رجال اليمن عدة بشكل متكامل.
أما فيما يتعلق بتحريك الأدوات الأمريكية يقول شمسان: “يجب على تلك الأدوات أن تدرك أن ثمان سنوات من العدوان الذي شن أكثر من 274 ألف غارة، لم يحقق أي انجاز يذكر، أما اليوم وقد سار الشعب أكثر التحاماً بالقيادة وادراكاً لمخططات الأعداء، ووصلنا إلى ما وصلنا اليه -بفضل الله تعالى- وقيادتنا السياسية والعسكرية من القوة العسكرية والصناعية، فعليهم أن يدركوا أن كل مغامرة بقدر ما هي خدمة للعدو الصهيوني، هي ستكون انتكاسة لهم وكسر لما تبقى من صورتهم التي يتسللون من خلالها تحت مسميات كثيرة منها الجمهورية، وحراس الجمهورية، وغيرها من الذرائع والأدوات.
لذلك، فإن اليمن بشعبه وبقواته المسلحة لا يمكن أن يقبل أي تحركات ضده ضمن هذه المعركة “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وأي تحرك ضدنا سيكون في خانة التحرك لصالح الكيان الصهيوني، والصالح الأمريكي والبريطاني، وسيقابل بقسوة وبقوة وبيد من حديد من قبل القوات المسلحة اليمنية، ويجب على المرتزقة وكل الأدوات أن يفهموا أنهم لن يسلموا من أية مغامرة في اليمن، وعلى أمريكا الاستفادة من فشلها البحري والجوي.