صمود وانتصار

القوات المسلحة اليمنية تستهدفُ المنطقة الصناعية بعسقلان المحتلّة بعدد من الطائرات المسيّرة

رفعت القواتُ المسلحة اليمنية خلال 24 ساعةً الماضية من وتيرة استهدافها لثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي بالإعلان عن عدة عمليات عسكرية نوعية براً وبحراً.

وخلال بيانَينِ منفصلَينِ، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، صباح أمس الثلاثاء، عن تنفيذ سلاح الجو المسيّر عملية عسكرية نوعية استهدفت المنطقة الصناعية للعدو الإسرائيلي في مدينة عسقلان جنوبي فلسطين المحتلّة.

وأوضح العميد يحيى سريع في بيان متلفز، أن العملية نفذت بعدد من الطائرات المسيّرة ونجحت في الوصول لأهدافها بفضل الله، مُشيراً إلى أن العملية جاءت في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، وردًّا على جرائم العدوّ الصهيوني في غزة ولبنان.

وجاءت هذه العملية بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة اليمنية عبر المتحدث العميد يحيى سريع، عن تنفيذ 3 عمليات نوعية استهدفت 3 سفن تابعة للأعداء في البحرين الأحمر وَالعربي ومضيق باب المندب.

وفي تفاصيل الخبر أوضح المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أن العملية الأولى استهدفت سفينة “SC MONTREAL ” جنوبي البحر العربي بطائرتين مسيّرتين، فيما العملية الثانية استهدفت سفينة (MAERSK KOWLOON) في البحر العربي بصاروخ مجنح، في حين جاءت العملية الثالثة لاستهداف سفينة (MOTARO) في البحر الأحمر وباب المندب وذلك بعدد من الصواريخ الباليستية، مؤكّـداً أن العمليات الثلاث حقّقت إصابات دقيقة ومباشرة بفضل الله تعالى.

وجدّدت القوات المسلحة اليمنية في البيانين المنفصلين تأكيدها أن العمليات العسكرية لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان.

 

موقف ثابت لمساندة غزة:

ويأتي هذا الاستهداف المتصاعد للقوات المسلحة اليمنية في سياق مرحلة التصعيد الخامسة الأكثر إيلامًا للكيان المؤقت، حَيثُ لا تكترث صنعاء بتهديد ووعيد الأمريكان و”إسرائيل” والتحالف الغربي الأعرابي، مع تحَرّكات مرتزِقة العدوّ في الداخل لحربٍ وعدوان جديد على اليمن؛ رَدًّا على إصرار اليمن على المضي في استهداف وضرب كيان العدوّ ما بين معارك البحار وضرب العمق الإسرائيلي الذي لم يتوقف منذ نوفمبر 2023م.

من المهم التذكير أن ما بعد ضربة المسيّرة اليمنية “يافا” لعاصمة الاحتلال الإسرائيلية، يوليو الماضي، وضرب وسط “إسرائيل” بصواريخ بالستية، منتصف سبتمبر2024، تصاعدت تهديدات العدوّ الإسرائيلي لليمن المقاوم، حَيثُ توعد رئيس وزراء كيان العدوّ نتنياهو، اليمن بدفع “ثمن باهظ” ومما قال النتن ياهو: “كان ينبغي لهم أن يعرفوا أننا نفرض ثمناً باهظاً لأية محاولة لإلحاق الأذى بنا“، لكن الأهم من هذا الوعيد هو موقف صنعاء الذي يسير في منحنى متصاعد، حَيثُ لا تشغل تهديدات “إسرائيل” والأمريكيين لليمن أي حيز في موقف الأخيرة الثابت والذي لا يعطي أدنى اهتمام لأية تحَرّكات تلوح في الأفق لاستهداف اليمن؛ لأَنَّ الأمر وهذا ما لا ترغب واشنطن وتحالفها استيعابه أن موقف اليمن المساند لفلسطين ولبنان، ثابت من الثوابت المرتبطة بالواجب الديني وحيثُ لا مجال للتفاوض أَو المساومة عليه.

لهذا تستمر صنعاء وقواتها المسلحة في استهداف العمق الإسرائيلي والسفن المرتبطة بموانئ العدوّ منذ قرابة العام دون توقف، ودون الأخذ بحسابات السياسة والربح والخسارة.

وتكمن أهميّة هذا الاستهداف سواء للسفن في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب واستهداف المنطقة الصناعية في عسقلان أنه يأتي بعد يوم من تنفيذ القوات المسلحة اليمنية مناورة عسكرية كبرى “ليسوءوا وجوهكم” حملت معها الكثير من الرسائل والدلالات، وفي مقدمتها أن اليمن في جهوزية عالية لأي هجوم عدواني من 4 مسارات؛ ولهذا تكتمل رسالة المناورة العسكرية مع هذه الاستهداف لتقدم خلاصة واضحة للعدو بأن القوات المسلحة اليمنية عازمة على الاستمرار في مساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني مهما كانت التحديات والعواقب.

 

عسقلان في المرمى:

وأعلن العميد يحيى سريع، عن استهداف المنطقة الصناعية في مدينة عسقلان جنوبي فلسطين المحتلّة، باستخدام طائرات مسيّرة “نجحت في الوصول لأهدافها”، رغم أنف العدوّ، وَهذا يمثل ضربة قوية للكيان الإسرائيلي المحتلّ؛ فهذه المدينة تقع على بُعد 21 كيلومتراً فقط شمال مدينة غزة، ولا تبعد سوى 56 كيلومتراً عن تل أبيب، وتتصل شمالاً بمدينة يافا عبر خط مواصلات رئيسي، واستهداف المنطقة الصناعية بعسقلان دون تحديد يعني احتمال استهداف مرافق صناعية حساسة، حَيثُ يمر بالمدينة خط أنابيب الغاز باتّجاه ميناء التصدير، وعلى مقربة من شواطئ عسقلان تظهر حاويات تخزين النفط.

هذه العملية التي لم يتم الإفصاح فيها عن نوعية الطائرات المسيّرة، كما في بيانات سابقة، تجعل العدوّ الإسرائيلي في حيرة من أمره، حيثُ إنها تمكّنت من الوصول إلى الهدف دون اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية المتعددة، وهي تجعلُ العدوَّ في قلقٍ دائمٍ من خطورة الأسلحة اليمنية المتطورة، والتي تصل إلى عمق كيان العدوّ، وتُحدِثُ أضراراً كبيرةً دون القدرة على اعتراضها.

وفي سياق الحديث عن تداعيات عملية المنطقة الصناعية بعسقلان على الكيان الإسرائيلي يشير المحلل الاقتصادي رشيد الحداد، إلى أن هذه العملية كانت “مركَّزة بشكل كبير في نطاق المنطقة الصناعية بعسقلان”، معتبرًا أنها تأتي ضمن “التطور النوعي للعمليات اليمنية”.

ويؤكّـد الحداد أن “بنك الأهداف التابع للقوات المسلحة اليمنية يتسع بشكل كبير جِـدًّا، حَيثُ يضم أَيْـضاً مناطق صناعية، ومراكز حيوية تابعة للكيان الإسرائيلي بعد تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عدد من العمليات وسط يافا والتي كان لها أثر كبير جِـدًّا على الاستثمار الأجنبي المباشر في فلسطين المحتلّة، بالإضافة إلى أن إعلان العميد يحيى سريع في منتصف يوليو الماضي أن يافا مدينة غير آمنة، أَيْـضاً أَدَّت إلى ضربة قاصمة للاستثمارات الإسرائيلية، دفعت بالكثير من المستثمرين الصهاينة إلى النزوح والهروب عن فلسطين المحتلّة”.

وكما يقول الحداد: “هناك الآن 40 مليار دولار إجمالي ما تم سحبه من أموال من قبل المستثمرين الإسرائيليين من داخل فلسطين المحتلّة إلى الخارج”، وهذا أَيْـضاً مؤشر كبير جِـدًّا؛ فالحرب الآن بدأت تدخل في عمق أكبر وهذه العملية تأتي بالتزامن مع عمليات أُخرى ينفذها حزب الله تأتي في نفس الإطار وفي نفس النطاق الاقتصادي وهو ما سيقصم ظهر الكيان الإسرائيلي خلال الفترة القادمة.

 

المسيرة