صمود وانتصار

القوات المسلحة.. قدرات دفاعية متطورة وجهوزية عالية

ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية في نوفمبر من العام المنصرم تم تنفيذ عمليات نوعية ضد العدو الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة

واستهداف السفن المرتبطة بأمريكا وتحالفها البحري في منطقة العمليات التي تم إعلانها مناطق مائية محظورة على الملاحة الصهيونية من المحيط الهندي وصولا الى البحر الأبيض المتوسط.
ولاتزال العمليات العسكرية للقوات المسلحة مستمرة بكل قوة ضد الاحتلال الصهيوني حتى يوقف جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة ويوقف حصاره الظالم ومخططات التدمير والتهجير القسري للفلسطينيين.

ناصر الخذري
وأمام الموقف المشرف للقوات المسلحة اليمني والقيادة والشعب في اسناد الشعبين الفلسطيني واللبناني كثفت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل من شن غاراتها العدوانية على عدد من المحافظات الحرة وبشكل اكثر على محافظة الحديدة واستهدفت بشكل سافر ومخالف للقانون الدولي الإنساني منشآت مدنية مثل ميناء الحديدة وخزانات الوقود فيه ومحطات الكهرباء.
كل هذه الاعتداءات الامريكية والإسرائيلية الهادفة الى ثني الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة عن موقفهم المساند لقطاع غزة لم تؤثر على مسارات الاسناد العسكري والشعبي بل زادت من وتيرة عمليات استهداف مواقع حساسة في عمق كيان العدو الغاصب في “يافا” المحتلة وفي ام الرشراش وفي عسقلان بصواريخ دقيقة من نوع “فلسطين 2 “و”ذو الفقار” طائرات مسيرة من طراز “يافا”.

التصعيد بواسطة بالأدوات
خلال اكثر من عام منذ عملية السابع من أكتوبر اثبتت التجارب أن العدو الأمريكي مهما استخدم من أوراقه المحروقة الى جانب استهدافه للمدن اليمينة فإنه حتما يبوء بالفشل الذريع امام يقظة وجاهزية القوات المسلحة اليمنية التي استطاعت بفضل من الله ان تلحق بالقوات الامريكية هزائم كبيرة في البحرين العربي والاحمر بشكل جعل البحرية الامريكية تسحب مدمراتها وسفنها الحربية خارج اطار منطقة البحر الأحمر ناهيك عن الخسائر الفادحة التي لحقت بالجوية الامريكية التي خسرت 11 طائرة بدون طيار من طراز (mq9) خلال عام منذ بدء عمليات اسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم .
هذه التجارب العملية الميدانية والخسائر الكبيرة لأمريكا وتحالفها البحري جعل من أمريكا والدول المنجرة في الذيل الأمريكي تنقل إلى طريقة أخرى من خلال محاولة الضغط على الموقف اليمني بواسطة التصعيد بالأدوات بصور ووسائل شتى ومنها استخدام الورقة الاقتصادية لعلها تحد من عمليات الاسناد لقطاع غزة وهذا ما رفضه الشعب اليمني بحشوده المليونية التي تخرج كل أسبوع للتعبير عن الإدانة لجرائم الاحتلال الصهيوني الرفض المطلق لمحاولات الترهيب الترغيب في تغيير الموقف اليمني المعلن الى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وفي هذا السياق بعثت القوات المسلحة اليمنية برسائل واضحة من خلال المناورة البحرية البرية المشتركة التي نفذتها وحدات رمزية من القوات البحرية والبرية بمشاركة قوات التعبئة العامة مؤخرا في منطقة الساحل الغربي مفادها:
ان القوات المسلحة اليمنية لديها من القدرات والإمكانات ما يمكنها من حماية السيادة الوطنية برا وبحرا وجوا.
دخول أصناف جديدة من الغواصات (القارعة) والطائرات المسيرة ومستوى الأداء والمهارات للوحدات المشاركة في المناورة التي جسدت التفوق والحسم السريع إفشال الهجمات المتعددة والمعادية للعدو الافتراضي في البحر والبر يؤكد مدى التطور المتسارع للقوات المسلحة اليمنية وقدرتها في خوض معارك واسعة برا وبحرا وجوا بقدرة وكفاءة عالية .
مشاركة قوات التعبئة العامة في المناورة اكد أيضا بأن الشعب اليمني اليوم المساند والمشارك في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” جاهز أيضا الى جانب القوات المسلحة لخوض معركة التصدي للمحاولات الامريكية الهادفة الى الحد من عمليات القوات المسلحة اليمينة المساندة لغزة ضد العدو الصهيوني.
إن العمق الجغرافي الاستراتيجي والموقع الجيوبوليتكي لليمن يعد أحد عناصر القوة التي وظفتها القوات المسلحة اليمنية لصالح الأمن القومي العربي ضد الأطماع الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر.

خوض معارك طويلة الأمد
الى جانب تلك الرسائل فإن القوات المسلحة اليمينة قد اكدت من خلال العمليات التي طالت عمق العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ان اليمن بات يمتلك قوات مسلحة قادرة على خوض معارك طويلة الأمد وباتت تشكل رقما صعبا على المستوى الإقليمي والدولي ولن تتمكن أي قوة مهما تحالفت ان تنال منها هذا أولا وثانيا لأنها قوة بيد الشعب اليمني تذود عن سيادته وتحمي مصالحه وتضع تحرير المناطق المحتلة في المقدمة الى جانب موقفها الأخوي المنطلق من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يوجب نصرة واسناد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة على مر تاريخ الحروب على ايدي العصابات الصهيونية والأمريكية المارقة عن القانون الدولي الإنساني وكل ما يمت للإنسانية بصلة.

موقف واضح
تحاول أمريكا وبعض الأنظمة التابعة لها شيطنة الموقف اليمني تجاه غزة على الرغم من تأكيد الخطاب السياسي والعسكري اليمني بأن وقف عمليات الاسناد العسكري لقطاع غزة مرهون بوقف مجازر الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة ووقف الحصار, وان أمريكا التي تساند الاحتلال علنا بالسلاح والقنابل الفتاكة وتقديم جسر جوي بالمعدات والسلاح الذي لم ينقطع منذ نوفمبر من العام المنصرم, واساليبها في التدخل العسكري المباشر في العدوان على اليمن وتواجدها غير المشروع في المياه الإقليمية اليمنية كلها لن تؤثر على الإطلاق على الموقف المبدئي لليمن قيادة وحكومة وشعبا.
ونظرا لتفرد أمريكا وهيمنتها كقطب اوحد للعالم وصمت العالم إزاء الغطرسة الامريكية والجرائم الصهيونية الفظيعة, تستمر أمريكا في استخدام نفوذها العسكري من خلال التدخل وانتهاك سيادة الدول بالغارات الجوية تحت مبررات واهية منها ما تسيمه ” مكافحة الإرهاب” الى جانب الدعم السياسي للاحتلال الصهيوني وفي هذا السياق يقول رئيس تحرير صحيفة الأهرام سابقا عبدالناصر سلامة في مقال له نشرته الجزيرة: “على الصعيد السياسي، استخدمت الولايات المتحدة، على مدار العام، حق النقض (الڤيتو) خمس مرات لعدم إدانة إسرائيل، أو وقف العدوان، أو تنفيذ هدنة إنسانية، أو حتى إرسال بعثة تقصي حقائق حول ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب، واستخدمته مرة سادسة في إبريل الماضي، ضد منح فلسطين حق العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، ثم أدّت دورًا كبيرًا في الأروقة الدولية والعواصم العالمية، لعدم إصدار محكمة العدل الدولية، أي قرارات تجبر إسرائيل على وقف الحرب، ولعدم إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرارًا باعتقال رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، باعتبارهما مجرمي حرب.

خدمة المشروع الصهيوني
الى جانب ذلك طوعت أمريكا مجلس الامن من خلال فرض قرارات تخدم المشروع الصهيوني في المنطقة الى جانب فرض عقوبات ظالمة ضد الشعوب الحرة المناهضة للمشروع الصهيوني ومخططاته في تغيير خارطة الشرق الأوسط التي اعلن عنها صراحة رئيس وزراء كيان العدو عقب عمليات اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

ثمن الحرية والاستقلال
بالتأكيد ان التضحيات الجسام التي قدمها الشعب اليمني خلال عقد من المؤامرات والحرب العدوانية وما يقدمه الشعبين اللبناني والفلسطيني حاليا من دماء وما يعاينه المدنيون من مآس ستثمر بفضل الله في تحقيق الحرية والاستقلال من نير الاحتلال وجبروته خاصة بعد ان فتحت عملية طوفان الأقصى المجال واسعا امام الأجيال العربية واحرار العالم عن الصهيونية وجرائمها التي ارتسمت في ذاكرة الأجيال الصاعدة التي ستمثل قوة لا تقهر تتحطم على وعيها وصلابتها المخططات الصهيونية وتضع حدا للتخاذل والصمت المخزي الذي خيم على أنظمة عربية وعالمية بشكل مخز وغير مسبوق في تاريخ الحروب.

التنكيل بالعدو
وها هي المقاومة الباسلة بعد اكثر من عام تصنع الانتصارات وتلقن العدو الصهيوني الغاصب دروسا صعبة رغم تحالف أمريكا ومشاركتها في عمليات الاغتيالات لقادة المقاومة وقتل المدنيين في قطاع غزة بنسف مربعات سكنية كاملة في شمال قطاع غزة, وها هي قوات حزب الله تواصل التنكيل بالعدو في جنوب لبنان وفي عمق قواعده العسكرية ومصانعه الحربية في حيقا وفي وسط وشمال الأراضي المحتلة, ولاتزال القوات المسلحة اليمنية السند والمدد الذي لا ينقطع في اسناد فلسطين ولبنان وفي مواجهة أمريكا وادواتها في البر والبحر والجو.

عمليات نوعية
وضمن المسار المتصاعد في المرحلة الخامسة التي تنفذها القوات المسلحة
نفذت القوات المسلحة عمليات نوعية الأسبوع الماضي بـ13 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيَّرة ضد اهداف معادية للعدو الأمريكي الصهيوني وخلال عام من خوض غمار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نجحت قواتنا المسلحة في استهداف 202 سفينة مرتبطة بأمريكا وإسرائيل والدول المنضوية في التحالف البحري الأمريكي.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد اكدت في بيان لها تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية استهدفت ثلاث سفن تابعة لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة بتاريخ 28 أكتوبر المنصرم.
وتضمن بيان آخر تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت المنطقة الصناعية للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان جنوبي فلسطين المحتلة بتاريخ 29/10/2024م.
وأكدت القوات المسلحة ان العمليات العسكرية مستمرة حتى وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ورفع الحصار بشكل كامل.