صمود وانتصار

قوة التدخل السريع.. مسير أمني طويل لدرب جهادي أطول

الصمود||تقرير|| يحيى الشامي

المسير التدريبي الأول الذي نفذته قوة التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية يمثل تجسيدًا حقيقيًا للإرادة والعزيمة التي يتمتع بها أبطال الجبهة الأمنية في سعيهم لتعزيز الأمن والاستقرار، وحماية الجبهة الداخلية، ومكتسباتها الاستثنائية. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه البلاد تزايد المؤامرات المعادية التي تستهدف أركان الجبهة الداخلية، والتي تهدف إلى تقويض مرتكزاتها، طمعًا في تحقيق ما عجزوا عنه في حربهم العسكرية على اليمن، ضمن جهود أمريكية غربية لا تفتأ تستهدف منع عمليات الإسناد اليمني المناصرة لفلسطين ولبنان، مقاومةً وشعبًا.

تعي الأجهزة الأمنية هذه الحقائق، ولديها معلومات كافية حول هذه التحركات والجهود. لذا، يتزامن توقيت هذا المسير المهيب مع ما يمكن اعتباره حراكًا مشبوهًا يموله العدو بالتنسيق مع المرتزقة والمنافقين المتربصين، الذين يغتاظون من الموقف الشامل، والمميز الجامع لليمنيين في خندق واحد، ضمن معركة متعددة الجبهات ولكنها أممية الأهداف والتطلعات. وبعد عام من محاولات اختراق الموقف اليمني المتفرد بالإسناد الشعبي والرسمي، لا يستثني أعداء الأمة أي خيار متاح للمواجهة، بما في ذلك اللجوء إلى زعزعة الوضع الداخلي. لكن كل هذه المحاولات تصطدم بصلابة الوعي ورسوخ اليقين بصوابية وعدالة الموقف اليمني الإيماني والإنساني.

إن مشهد طابور المسير الأمني، الذي يُعد الأطول (من صنعاء إلى صعدة) والأكثر احترافًا، يعكس الجاهزية العالية للمؤسسة الأمنية. كما أن الترحيب الشعبي العفوي الذي حظي به المسير في المدن والقرى التي عبرها، يُظهر التلاحم الوثيق والعلاقة المتينة التي تجمع رجال الأمن بأبناء الشعب.

هذا الحدث البارز، الذي انطلق من عاصمة الإسناد صنعاء متجهًا نحو حاضنة الجهاد صعدة، يحمل دلالات عميقة تعكس التقدير الكبير لحجم التضحيات التي قدمها الشهداء، مما يستوجب تقديس وحماية الأهداف التي انطلقت منها ولأجلها المسيرة القرآنية، في نهضة توعوية وتعبوية شاملة تجمع اليمنيين ويجمعون عليها من مختلف الأصعدة عسكريًا وأمنيًا وشعبيًا.

كما أن اختيار مقام الشهيد الرئيس الصماد كنقطة انطلاق لهذا المسير يمثل رمزًا قويًا يعكس التقدير الكبير للتضحيات المقدمة، ويظهر متانة عقيدة الوفاء التي يجسدها منتسبو قوة التدخل السريع كقوة أمنية حامية للجبهة الداخلية، ومؤتمنة على ظهر الجيش، الذي يركّز جهوده على الثغور والإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

ومن بين تمظهرات هذا المسير المعنوية، تعزيز الروح المعنوية للمشاركين، حيث يُظهر المسير، الذي يتجاوز الأودية ويصعد الجبال، قدرة هذه القوة على التحرك بفعالية عبر تضاريس اليمن المتنوعة، مما يعزز ثقة المواطنين في قدرتهم على توفير الأمن وحماية المكتسبات، وصولًا إلى مشاركة أبطال القوات المسلحة في معارك الدفاع عن الجبهات.

التوجه نحو صعدة، التي تُعتبر بلدة حدودية وقبلة جهادية، يحمل دلالات عميقة حول الاستعدادات للمعركة الموعودة، ويؤكد القدرة العالية على التصدي للمؤامرات سواء كانت عسكرية أو أمنية، مما يشير إلى وجود استراتيجية شاملة يسعى رجال الأمن لتنفيذها لتعزيز الروح القتالية بين أفراد القوة.

في هذا الجو الإيماني الخالص، تعبر تراتيل الصون وقسم الحفظ التي ألقاها المشاركون عن التزامهم بالقيم الإيمانية والمبادئ السامية التي يسعون لتحقيقها ضمن مشروع قرآني يوحد الجميع تحت أهداف سامية ومضامين رفيعة.

فضلاً عن كونه تدريبًا بدنيًا، يأتي في ختام دورة أمنية تأهيلية، يمثل المسير خطوة محورية نحو تعزيز الأمن في جميع أنحاء البلاد، حيث يسهم في خلق بيئة مستقرة تعمل برؤية أمنية متقدمة، تستبق المخططات التخريبية قبل بدء تنفيذها.

إن المسير، الذي يجسد وحدة الصف وتلاحم القلوب، يُعد علامة بارزة في مسيرة النضال الوطني لثورة 21 سبتمبر، ويعبر عن العزم الراسخ في مواجهة التحديات. تؤكد قوة التدخل السريع، من خلال هذا الحدث، على دورها الحيوي والواعد في مهام المؤسسة الأمنية، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التحديات والمضي قدمًا في خدمة الأمن، وهو المتطلب الأول والشرط الأساسي لنجاح بيئة إنتاجية وتنموية قائمة على معادلة : يد تبني ويد تسند وتحمي.