صمود وانتصار

“حكومة” نتنياهو تقلل من خدمات بايدن: طبع اليهود يغلب على التطبع

إسماعيل المحاقري

المعركة مستمرة في غزة، وجنوب لبنان، وصولاً إلى البحار بمساندة اليمن والعراق، ولا نتائج حاسمة، رغم مضي أكثر من عام على الحرب، والعدو الإسرائيلي يمنّي نفسه بالفوز المطلق، لا سيما بعد نجاح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على حساب منافسته في الحزب الديمقراطي “كمالا هاريس”.

رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو والذي حظي بأكبر دعم أمريكي عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وأمنياً في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل حماية الكيان واستمرارية جرائم حرب الإبادة في غزة، ولبنان كان أول المهنئين للرئيس المنتخب ترامب وكذلك عدد من وزرائه المجرمين، وبصورة تتنكر لخدمات الأول، أو بالأدق تنتقص وتقلل منها.

وقال نتنياهو في منشور على موقع إكس “عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتجدد الالتزام بالتحالف الذي وصفه بالعظيم بين “إسرائيل” والولايات المتحدة”.

“يسرائيل كاتس”، الذي عيّنه “نتنياهو” وزيراً لـ”الأمن” بدلاً من “يوآف غالانت”، اعتبر فوز ترامب بداية لهزيمة ما أسماه محور “الشر” الذي تقوده إيران، بينما توهم وزير “الأمن القومي” الصهيوني، “إيتمار بن غفير”، أن هذا هو وقت (فرض) السيادة وتحقيق النصر المطلق حد زعمه.

في الحقيقة لا يوجد فرق بين بايدن أو هاريس وبين ترامب الذي يقدم نفسه على أنه الحازم والأكثر حرصا على الأمن والمصالح الصهيونية والأميركية في “الشرق الأوسط”، الكل تباهى بصهيونيته علناً، وقدم ما يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه من أجل حماية الكيان وأمنه، لدرجة أن تحمل البحرية الأميركية على عاتقها مواجهة اليمن لضمانة المرور الآمن لسلاسل إمدادات العدو التجارية في البحر الأحمر، وتصر على ذلك بكل الطرائق والوسائل رغم فشلها الذريع.

وفي حمى الدعايات الانتخابية، كان الثابت هو توجيه بوصلة السياسة الأمريكية باتجاه كيان العدو وربط المصالح بعضها ببعض، واعتبار زوال الكيان يعني انتهاء عصر الهيمنة المطلقة للبيت الأبيض ليس في منطقتنا العربية وحسب وبل والعالم أجمع، وهذا ما تبدو عليه الأمور مع قدرة واشنطن على تجنيد المصالح العربية والأوروبية لخدمة وأمن الكيان الصهيوني الغاصب.

تسابق في خدمة الكيان الصهيوني
ترامب الذي تجرأ على جريمة اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني قائد فيلق القدس، اعترف بالقدس عاصمة الكيان الاسرائيلي، وضم الجولان السوري المحتل لهذا الكيان، وتزعم مشروع التطبيع تحت مسمى “صفقة القرن”، وسيمضي في استكمال فصوله التآمرية، بينما بايدن قدم عشرات المليارات لجيش العدو، وساهم بأفتك أنواع الأسلحة والقنابل في قتل وجرح وتجويع وتشريد أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، بهدف تهجيرهم وإفساح المجال للمستوطنين الصهاينة لإقامة مستوطنات في غزة، وكذلك في الضفة المحتلة، وهذا ما بات معلوماً ويكتب عنه الكثير من المتابعين، إضافة إلى إعلان حالة الاستنفار، وتحشيد البوارج، وحاملات الطائرات، لمنع توسع الصراع وإبقاء يد “نتنياهو” مطلقة للقتل والتدمير أينما شاءت، وكيفما تريد، كما ولا يمكن نسيان أو تجاهل حفاوة الاستقبال للمجرم نتنياهو في الكونجرس الأميركي على حساب دماء النساء والأطفال في فلسطين ولبنان، والنتيجة ماذا “ذهب خادم للصهيونية وجاء آخر” .

وفي هذا السياق قالت “وزارة الحرب” الإسرائيلية: “إنها وقعت صفقة لشراء 25 طائرة من الجيل القادم من مقاتلات إف-15 مع شركة بوينج بقيمة تبلغ 5.2 مليار دولار، وكجزء من حزمة أوسع من المساعدات وافقت عليها الإدارة الأمريكية والكونجرس في وقت سابق من هذا العام، وتضمنت خياراً لشراء 25 طائرة إضافية”.

الرهان لتحرير فلسطين، ومواجهات المخططات الأمريكية في البلدان كالحروب البينية والاقتصادية، كما يجري في اليمن وكذلك مشروع “الشرق الأوسط الجديد” القديم المتجدد، والذي يتخطى غزة ولبنان، لا يجب أن يرتكز على تغيير الرؤساء والزعامات، بل الميدان هو الحاسم، وهذا هو الموقف المعلن من جبهة المقاومة ككل، وعلى وجه الخصوص حزب الله، إذ أكد أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن الميدان بقسميه الحدود والجبهة الداخلية للعدو هو الحاسم، مع وجود عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات، ومتوعداً العدو بالصراخ من ألم الصواريخ والطائرات”.