صمود وانتصار

“على بلاطة”

مقالات ||مالك المداني

‏إذا أردت هزيمة دولة ما – بالمفهوم العسكري

فإن عليك تدمير منشآتها الحيوية ..

ضرب بنيتها التحتية .. قطع عصبها الاقتصادي ..

القضاء على مؤسستها العسكرية ..

وعمل كل ما من شأنه الدفع بنظامها إلى

التداعي والسقوط والانهيار محققاً بذلك النصر

الذي كنت تسعى إليه!!

لكن، إن كنت في حرب مع «الشعب أو المجتمع» نفسه ، فالوضع سيكون مختلفاً بعض الشيء!

حرب الآيديولوجيات أمر معقد للغاية يا صديقي!

يمكنك محو رقعتها الجغرافية بالكامل ..

والخروج منها تجر ذيول الهزيمة!

وهذا في الواقع ما فطن له الأمريكيون في اليابان!

من أجل ذلك قاموا بإلقاء قنبلتين!!

واحدة لهزيمة الإمبراطورية اليابانية في ناكازاكي!

بتدمير أهم مدنها ومصانعها العسكرية!

والثانية لهزيمة اليابانيين أنفسهم في هيروشيما!!

بتدمير أكثر مدنها أماناً وسلاماً وقتل أكبر عدد ممكن منهم وإثارة الرعب والذعر في أوساطهم!

وهذا ما تحقق بالفعل!

كل خائف يمكن تطويعه .. تهجينه .. تدجينه .. والسيطرة عليه!!

الخوف يا سادة ما يحفظ نظام هذا العالم ويتحكم بترتيب سلسلته الغذائية!

لا الحب .. لا الاحترام .. لا الكراهية .. لا الحقد ..

لا الكرم .. لا اللطف .. لا قواعد الاشتباك ..

لا معادلات الردع .. لا حكايات جدتك!

الخوف فقط يفعل ذلك!

والإسرائيليون على دراية تامة بهذه الحقيقة!

وهذا ما يحاولون فعله!

ارتكاب المجازر .. استهداف المنشآت المدنية ..

الوحشية المفرطة .. قتل الأطفال .. سحق الأبرياء!

ليست سياسة عبثية كما يظنها البعض ،

بل عملية مدروسة وفعالة ومجَّربة!

لن يتوقفوا عن سفك دمائنا ، طالما وحربنا مع كيانهم .. لا معهم هم أنفسهم!

هل أدعو لارتكاب المجازر بحق الصهاينة ؟!

بالطبع أدعو لذلك!

«واقتلوهم حيث ثقفتموهم» ليست آية منسوخة!

عليهم الخوف من الموت .. وقبل ذلك معرفته .