لماذا يرتهن البعض للخارج ويتخلون عن دينهم وهويتهم الوطنية؟
الصمود||مقالات||شاهر أحمد عمير
في ظل الأوضاع الحالية التي يعيشها الشعب اليمني من تحديات متزايدة نتيجة للعدوان المُستمرّ، يبرز تساؤل هام: ما الذي يجعل بعض اليمنيين يتخلون عن دينهم وهويتهم، ويصبحون أدوات في يد المحتلّ؟ كيف وصل هؤلاء إلى حالة من الخضوع والارتهان للخارج؟ وكيف أصبحوا يصفقون لمن يقتل أبناء وطنهم، وهم الذين كان يفترض أن يكونوا على درب العزة والكرامة؟ هذه الأسئلة تفتح الباب لفهم واقع مرير، حَيثُ كانت السنوات الماضية تحمل بين طياتها ممارسات سياسية واجتماعية سعت إلى تفريغ المجتمع من وعيه وكرامته.
إن ما يعيشه بعض اليمنيين اليوم في المناطق المحتلّة من خضوع وانصياع للمحتلّ ليس حدثًا طارئًا، بل هو نتاج عمل طويل الأمد استهدف تدمير الهوية الوطنية والدينية لهذا الشعب، على مدار سنوات كانت الأنظمة العميلة تسعى لإفراغ العقول من قيم الحرية والكرامة، وإحلال ثقافة الخضوع والانكسار محلها، كان الهدف هو إعداد جيل ينفصل عن جذوره وهويته، ويصبح سهل الاستغلال، ويقبل بالخضوع للأعداء على أنه قدر لا مفر منه، في هذا السياق، أصبح البعض في الداخل أدَاة للعدو، يتبعون مصالحه وينفذون مخطّطاته، رغم أنه كان من المفترض أن يكونوا الأوائل في مقاومة الاحتلال والظلم.
بينما المناطق المحرّرة بفضل الله وفضل القيادة الحكيمة للسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، شهدت تحولًا كَبيرًا في مسار الشعب اليمني، هذه المناطق لم تعد مسرحًا للخيانة أَو الخضوع، بل أصبحت معاقل للمقاومة والكرامة.
المسيرة القرآنية بقيادة السيد القائد -حفظه الله- هي التي أعادت للشعب اليمني عزته وكرامته، وعززت من هويته الوطنية والدينية؛ فقد قام السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- ببناء جيل جديد متمسك بالقيم الإسلامية، بعيدًا عن التبعية للعدو والمحتلّ، في هذه المناطق، يتحدى الشعب اليمني العدوان بكل ما أوتي من قوة، رافضًا الخضوع أَو الاستسلام.
لقد شهدت المناطق المحرّرة نهضة حقيقية في الوعي الوطني، حَيثُ عاد الناس إلى القرآن الكريم ومبادئه، وعادت لهم روح العزة والكرامة التي أراد العدوّ طمسها، اليوم يدافع أبناء هذه المناطق عن وطنهم ومقدراتهم، ويحاربون المشروع الاستعماري بكل ما لديهم من طاقة وإيمان، الشعب اليمني في هذه المناطق ليس في حالة انكسار أَو خضوع، بل في حالة فخر واعتزاز بالمبادئ التي يلتزم بها، تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله.
اليوم، يجب أن نركز جهودنا على بناء جيل جديد يمتلك الوعي الكافي ليحمي وطنه وهويته من أية محاولات للغزو الفكري أَو الاحتلال.
إن ما يواجهه اليمن اليوم من معركة حقيقية ضد العدوان لا يقتصر فقط على الساحات العسكرية، بل يشمل معركة فكرية وثقافية تتطلب تضافر الجهود من الجميع لحماية المبادئ والقيم التي تجعل من اليمن وطنًا حرًا ومستقلًا.
إن تسليمنا المطلق بقيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، الذي قاد هذه المسيرة العظيمة، يعد ركيزة أَسَاسية في هذه المعركة؛ فقد أكسب الشعب الوعي الحقيقي الذي جعله يقف بشجاعة في مواجهة أعدائه، تحت قيادته، تمكّن الشعب اليمني من إعادة بناء هويته الوطنية والدينية التي كانت مهدّدة بالزوال؛ بسَببِ محاولات الطمس المُستمرّة، واليوم تقف اليمن بكل فخر وعزة، تؤكّـد للعالم أجمع أن إرادَة الشعوب الحرة لا يمكن كسرها، مهما كانت الضغوط.