صمود وانتصار

العدوان الصهيوني على سوريا.. ووجوب التمسك بالمقاومة

لا شك ان العدوان الصهيوني على سوريا الذي ينفَّذ بشكل مدروس ومنظم منذ يوم الأحد 8 كانون الاول/ديسمبر 2024 يهدف الى تدمير ما أمكن من عناصر القوة للدولة السورية، بغض النظر عن النظام القائم فيها، وأياً كانت المواقف الفعلية لمن سيحكم سوريا حيال العدو الاسرائيلي والقضية الفلسطينية.

وقد عمد العدو الاسرائيلي الى تدمير عشرات الطائرات والمروحيات للقضاء على سلاح الجو السوري، كما تم استهداف الكثير من القدرات الصاروخية للجيش السوري، بالإضافة الى أسلحة وعتاد للبحرية السورية، وصولاً لتدمير مراكز أبحاث تابعة للدولة، بما يُظهر أن الهدف ضرب كل شيء نافع لقوة سوريا وشعبها، بالتزامن مع انتشار الأنباء عن حصول عمليات اغتيال لشخصيات علمية وبحثية من قبل جهات “مجهولة”.

ويطرح كل ما يجري أسئلة عن الاهداف الحقيقية بشأن كل ما يحصل في سوريا بالتوازي مع انشغال الجميع هناك، سواء من الشعب او الجماعات المسلحة التي وصلت الى دمشق أو القوى السياسية والعامة في البلاد. وربما توجد اكثر من جهة مستفيدة مما يحصل، لكن بلا شك فإن المستفيد الاول والرئيسي من كل ما حصل ويحصل هو العدو الاسرائيلي ومن خلفه الادارة الاميركية، ولذلك نرى كل هذه الهجمة الاسرائيلية لتوسيع احتلال الجولان والمنطقة العازلة وإعلان رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو التنصل من اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا الموقعة في العام 1974، حتى ان هناك من يطرح تساؤلات حول من يمنع “إسرائيل” من احتلال المزيد من الاراضي السورية وصولاً الى دمشق؟ وهل يمكن وقف توسع الاحتلال الاسرائيلي بدون توسيع إطار المقاومة ضده؟ هنا يتبيَّن بالملموس أن إرغام قوى المقاومة على الإنسحاب من سوريا أدى الى توفير فرصة نادرة للعدو من اجل التمدد الجغرافي.

كما تطرح جرائم العدو الاسرائيلي في سوريا تساؤلات أخرى بشأن المطالبة بإنهاء المقاومة كأحد أهم عناصر قوة لبنان، ومن الذي سيقف بوجه العدو الاسرائيلي وعدوانيته المتوحشة إذا ما غابت المقاومة؟ وهل هناك من بديل فعلي جاهز؟ ومن يضمن أن لا يفعل العدو في لبنان ما يفعله في سوريا؟ ويلاحَظ أن العدو يعتدي يومياً ويحاول فرض وقائع جديدة بالرغم من وقف إطلاق النار، فكيف إن تم تجريد لبنان من سلاح المقاومة؟

حول كل ذلك، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور علي حمية إن “ما يجري في المنطقة وسوريا هو أمر مخطط له منذ زمن بعيد ضمن ما يسمى بمشروع اسرائيل الكبرى الذي يتم تطبيقه شيئا فشيئا”، ولفت الى ان العائق الوحيد أمام هذا المشروع هو وجود المقاومة في لبنان ودعمها للمقاومات الأخرى بالمنطقة ودعم الجمهورية الاسلامية في إيران لها”، وتابع قائلاً: “لولا وجود سلاح المقاومة في لبنان لكنا انتهينا منذ العام 2011، أي منذ إنطلاق الربيع العربي المزعوم والفوضى الخلاقة المخترعة أميركيا في الشرق الاوسط الجديد”.

وأكد حمية في حديث لموقع المنار ان “سلاح المقاومة قد أنهك العدو وافشل معظم المخططات الاميركية في المنطقة، ولذلك من يقوم بهذه المعركة اليوم هو الاميركي بمساعدة إسرائيلية”، ورأى أن “ما جرى في سوريا هو ابتداء لما يمكن تسميته صفقة القرن رقم 2 الهادفة لضم الضفة الغربية والاردن وجنوب سوريا وصولا لغيرها من المناطق، وربما وصولا الى منطقة نيوم بالسعودية وسيناء في مصر”.

ولفت حمية الى ان “سوريا يتم قضمها شيئا فشيئا وتُحتل من قبل العدو الاسرائيلي بدون ان نسمع أي كلمة إدانة من قبل دول التطبيع العربي او الحكم الجديد في سوريا، لذلك سلاح المقاومة هو الضامن الاوحد والوحيد في وجه تلك المتغيرات، وخاصة لحماية لبنان وحفظ أمنه وسيادته بمواجهة العدو الاسرائيلي”. وأضاف “تخيل لو ان سلاح المقاومة لم يكن موجودا وهي التي تصدت للعدو لاكثر من 60 يوما ولم يستطع الدخول إلا لمئات الامتار في جنوب لبنان، بينما في سوريا اجتاح مئات الكيلومترات دون رادع”. وشدد حمية على أن “المعركة لم تنته والصراع مستمر”.

وتبقى الأعين مفتوحة على ما ستنتجه المرحلة الحالية من مخاض جديد يولّد زخماً جديداً للمقاومة في المنطقة في وجه الغطرسة والمشروع الصهيوني.

 

موقع المنار: ذوالفقار ضاهر