صمود وانتصار

مهما حدث.. تبقى المقاومة

عبدالكريم محمد الوشلي

وإن بدت التطورات والأحداث المتسارعة في هذه اللحظة التاريخية الفارقة في سوريا أَو غيرها، صعبة وشديدة على المجاهدين الذائدين عن فلسطين ومظلومية هذه الأُمَّــة وعلى شرفاء المحور الجهادي المقاوم (محور القدس) عُمُـومًا.. إلا أنها الظُّلمة المطبقة التي تسبق انبلاج الفجر، وهي إرهاصات ساعة الحسم الكبرى التي تحمل مفاجآت صاعقة للعدو الأمريكي الصهيوني الأطلسي وأدواته من أنظمة الخيانة و”التطبيع” وجماعات التكفير وذبح شعوبنا المظلومة لصالح مشغلها الشيطان الأكبر..

إنها سنن الله ووعده الذي لا يُخلف، وكلُّ من له عروة وثقى واعتصام وإيمان أصيل قوي بالله وتوكل حقيقي قرآني محمدي عليه، لا يمكن أن تتسلل إلى قلبه ذرة شك في ذلك، وهؤلاء لا يمكن أن تخلو منهم ساحة الصراع مع العدوّ اللدود وجبهته الدولية الصهيونية والإقليمية النفاقية العريضة الذين تعصف بهم نشوة “الانتصارات” غير الطبيعية التي أحرزوها بالغدر والخيانات وشراء الولاءات والمواقف المعروضة في ساحة التسوق السياسي الدولي، والتي لن تدوم طويلًا.

أحرار الأُمَّــة ومؤمنوها المجاهدون الصادقون الصابرون الصامدون المرابطون بثبات ويقين لا تهزه أعتى الزلازل والمحن.. هؤلاء يدركون جيِّدًا أن المعركة لم تنتهِ وأن أطوارها الأهم والأعظم هي القادمة الحاسمة القاصمة للعدو الأكبر وكلِّ فلول أدواته وجماعاته وعصاباته والمنخرطين في حلفه الشيطاني الإجرامي المتربص شَرًّا ليس فحسب بأمتنا وشعوبها بل بالبشرية قاطبةً.

هؤلاء المؤمنون الميامين في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وإيران لا يرون في أمريكا -بمنظورهم الإيماني الرباني القرآني الواضح والدقيق- سوى “قشة”، حسب وصف الشهيد القائد المؤسّس السيد حسين بدر الدين الحوثي (ر)، ولا وجود لصورتها الفرعونية التي تُظهرها بأنها “على كُـلّ شيء قدير”! سوى في أذهان من ابتُليت بهم بشرية اليوم، كشأن أسلافهم في العصور الغابرة الذين نطالع مضارب أمثالهم في القرآن الكريم، من عبدة الأوثان المادية والبشرية ومواطئ قوى الطغيان والطاغوت والإجرام.

إن لشعوب أمتنا وكل أحرار الإنسانية خيرَ مثال في الشعب اليمني المسلم العزيز -شعبًا وجيشًا وقيادةً- خيرَ مثال ملهم لما نتحدث عنه وأوضح نموذج لمن صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدَّلوا تبديلا، ولم ترهبهم أمريكا وكلُّ مؤامراتها وأشكالِ عدوانها وإيذائها، بل لم تهتز لهم شعرة بفعل ما تُرعد به وتُزبد آلةُ دعايتها وتهديدها ووعيدها وممارساتها البلطجية والإجرامية.. وعلى النقيض من ذلك أذاقوها ويذيقونها الويل ويذلونها ويمرغون أنفها في الوحل بعملياتهم المتوالية والمتنامية ضد قطعها العسكرية وحاملات طائراتها في البحر، كما هو شأنُ سائر العمليات الأُخرى التي لا تتوقَّفُ وضرباتِها للعدو الثلاثي الأمريكي البريطاني الصهيوني تحتَ الحزام بحرًا وجوًّا.. وبالقوة نفسها والإيلام ذاته تتواصل الضربات لرأس حربة العدوان الإجرامي الصهيوني في فلسطين المحتلّة؛ وشواهدُ ذلك تتراكم بوطأتها الشديدة المتعالية في كُـلّ مفاصل هذا العدوّ وقواعده وأعصابه ومرافقه الحساسة وقوائم قوَّته الاستراتيجية الغاشمة في يافا وأشدود وعسقلان وأم الرشراش والنقب وفي سائر جنبات الكيان اللقيط المؤقَّت في أرضنا المحتلّة فلسطين.