أول ابتلاء لإبليس .؟
سئلة قبلية:
? – لماذا تحول عبدالله بن أُبي إلى منافق بل وزعيم المنافقين؟
? – تعرض الملائكة للابتلاء من الله تعالى عندما أمرهم بالسجود لآدم فلماذا استجاب الملائكة لأمر الله وسقط إبليس في هذا الامتحان؟ وبماذا برر إبليس لنفسه؟ وهل هو مبرر مقنع؟
? – هل من المحتمل أن تصل إلى الحالة التي وصل إليها إبليس فتتفلسف وتبرر لنفسك بمبررات سطحية وغير مقنعة؟
? – هل يريد الله بابتلائنا أن يذلنا أم هو تكريم لنا؟
? – ماذا كانت النتيجة في أول ابتلاء لإبليس؟ وهل اعتز؟ وهل بقيت له مشاعر العظمة التي من أجلها عصى الل؟
? – ما معنى التسليم لله؟ وماذا بعد هذا الإقرار النفسي؟
? – ما معنى الاستقامة؟ وما أهميتها في حياتك كي تثبت أمام تضارب الفتن وتزاحم الأقوال والآراء؟
? – هل هناك من أحد فوق أمر الاستقامة؟
???????
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#إنَّ_الَّذِيْنَ_قَالُوا_رَبُنَا_اللهُ_ثُمَّ_اْسْتَقَامُوا
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
اليمن – صعدة
عبد الله بن أُبي، لماذا تحول إلى منافق، وزعيم للمنافقين أيضًا لماذا؟ ابتلي من هذا النوع من الابتلاء، كان قبل أن يَصِلَ رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ويتفق مع مجموعة كبيرة من سكان المدينة ممن أسلموا على أن يهاجر لديهم – كانوا قد اتفقوا قبل وفي وقت من الأوقات على أن يتوِّجُوه ملكًا عليهم، على الأوس والخزرج، جاء محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وأخذ الوجاهة كلها، واتجه الناس نحوه، نبي يوحى إليه تجب طاعته، طاعته من طاعة الله.
هذا الشخص كان قد أحب الكبرياء والملك والعظمة، وأن يتوج كملك على قبيلتين كبيرتين: الأوس والخزرج، ماذا عمل؟ لو أنه أدرك المسألة، واستسلم لله، وآمن؛ لأنه ما قيمة هذا الـمُلك الذي كنت أطمع فيه، وهذا التاج الذي كنت أرغب فيه، وهذه الكبرياء التي كنت أريد أن أصل إليها، ما قيمتها مع نعمة بين يديَّ نبي أعيش معه، نبي أطيعه، نبي ألتزم بأوامره، يوحى إليه مباشرة من الله سبحانه وتعالى، لكنه أيضًا سقط في الامتحان، ونسي أنه عبدٌ لله، وتحول إلى شخص يكيد، ويمكر، ويعمل بكل وسيلة لمحاربة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) والدعوة الإسلامية، فاعتبر منافقًا بل كبير المنافقين، وأصبح مذمومًا عند المسلمين جميعًا.
إبليس نفس الشيء تعرض لامتحان من هذا النوع، من هذا النوع، تجد أنه كان في صفوف الملائكة نحو من ستة آلاف سنة، يعبد الله سبحانه وتعالى، لكن حتى الملائكة أنفسهم يتعرضون إلى ابتلاء من هذا النوع، وحتى الأنبياء أنفسهم يتعرضون إلى ابتلاء من هذا النوع، الابتلاء الذي ينسف التعالي، ينسف التعالي، استسلام كامل لله سبحانه وتعالى، الله لما خلق آدم أمر الملائكة كلهم أجمعين بالسجود لآدم، الملائكة يحملون عقولًا كبيرة، ووعيًا، وفهمًا، ويعرفون معنى عبوديتهم لله سبحانه وتعالى، استجابوا، استجابوا، لم يقولوا هذا خلق من تراب ونحن خلقنا من نور، والنور أفضل من التراب، ولا يمكن، و..و..لا، إبليس وحده استكبر، استكبر، ورفض أن يسجد لآدم بعد أمر الله سبحانه وتعالى {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (صّ:74).
سقط في الامتحان أيضًا وكذب في ادعائه العبودية لله التي ضل عليها ستة آلاف سنة، فترة ليست قصيرة، ليست بسيطة، تفلسف لنفسه بما يعزز لديه الشعور بالتعالي، الاحتفاظ بشعور التعالي لديه! {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (الأعراف: من الآية12) لا يمكن، واقتنع بهذا المبرر!
الإنسان نفسه قد يصل إلى هذه الحالة، قد تقف أمام تشريع إلهي، أو ابتلاء إلهي من هذا النوع، فتأتي لتتفلسف لنفسك، وتخترع مبررًا معينًا تكرره على ذهنيتك، وتقنع به اقتناعًا سطحيًا؛ لتحتفظ بما، توجه الابتلاء الإلهي إلى ضربه.
[عندما تسير على النهج الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لك فتشعر] بعظمة الله، أنت تسير في طريق التكامل نحو الله سبحانه وتعالى؛ لأنك عبَّدت نفسك لله، وكل ما يشرعه الله لك إنما هو من أجل تكريمك، حتى هذا الذي يبدو لك في الصورة وكأنه إذلال لك، إنه تكريم في النهاية، إنه تكريم في النتيجة، لكن العكس هو الذلة أن أتعالى، وأرفض، أقول: لا، {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} ماذا كانت النتيجة؟ ألم يُطرد إبليس؟ ألم يلعن؟ ألم يلعنه أولياؤه وأعداؤه من البشر؟ ويضل ملعونًا طريدًا منذ أن ارتكب هذه المخالفة إلى يوم الدين، يذكر بشيطان رجيم، ملعون في الدنيا وفي الآخرة، هـل اعتـز إبليس؟ هـل بقيت له مشاعر العظمة؟ {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} أم أن الله نسف كل هذه العظمة، وألزم كل عبيده بلعنه وطرده من السماء {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا} (الأعراف: من الآية18).
هكذا الابتلاء، نحن لا بد أن نسلِّم أنفسنا لله، عندما نقول: ربنا الله، ربنا الله، وفي نفس الوقت نستقم {ثُمَّ اسْتَقَامُوا}، ثم استقاموا، أن أقول: ربي الله بإقرار هو تسليمي، وتسليم، والتسليم، أو الشعور بالتسليم هي حالة نفسية، أنا من داخل من أعماق نفسي أقر بعبوديتي لله، وأسلِّم نفسي لله، وأقبل أيَّ تشريع من الله، سواء توافق مع مصالحي، أو خالفها، سواء توافق مع رغباتي، أو خالفها، سواء انسجم مع كبريائي، أو خالفها، أنا عبد لله، أسلِّم، هذا لا بد أن يكون منطلقًا من داخل مشاعرك، ثم تستقم {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (فصلت: من الآية30) الاستقامة على ما أمرك الله به، الاستقامة على ما تعبدك الله به، الاستقامة على النهج الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لك.
الاستقامة قضية مهمة؛ لأنه في ميدان الابتلاءات يحصل اهتزازات عند تضارب الفتن، وتزاحم الأقوال، والآراء، والاختلافات، تحصل اهتزازات كثيرة للإنسان، كثير من الناس عندما يتعرض لابتلاءات يتخلى عن كل شيء، وينحرف عن خط الاستقامة، ينحرف عن خط الاستقامة، الاستقامة نفسها قضية مهمة، الله سبحانه وتعالى أمر رسوله(صلوات الله عليه وعلى آله) أفضل الأنبياء يقول الله له: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} (هود: من الآية113) يهدد محمدًا (صلوات الله عليه وعلى آله).
نحن فيما بيننا نتأول أحيانا لبعض أشخاص؛ لأننا رُبِّيْنَا على توليهم، أو قالوا لنا: عظماء، ليست مشكلة إذا حصل مخالفة، ليست مشكلة منه. لا، يجب أن نحكم على الناس بحكم القرآن، وأن تكون نظرتنا إلى الناس جميعًا هي نظرة القرآن، أنه ما دام وقد أُمر محمد بأن يكون مستقيمًا فلا بد أن يستقيم كل الناس، وأنه ما دام وقد هُدِّد محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) فيما إذا انحرف عن الاستقامة بأن يعذب، إذًا فكل الناس كائنًا من كان، سواء كان صحابيًا، أو من أهل بيت رسول الله، أو من عامة الناس، أو خاصتهم، ليس أحد فوق هذا الحكم إطلاقًا.
لاشتراك في خدمة #الصمود :
http://telegram.me/alsomoud