صمود وانتصار

وداعاً ياجمال الروح ..وباكورة الاعلام..

 

لا ندري من أين نبدأ وكيف نكتب.. عن علم ولد مع الزمان ،،وحاز على كل التاريخ الإذاعي .. ولد شيخا لقبيلته ورضع العرف القبلي على اصوله ..وعاش مدنياً وترعرع مبدعاً اعلامياً من الطراز الرفيع الذي لا يضاهى..

تزاحمت بنات أفكاره في كل المجالات ،، الثقافية والأدبية والسياسية والحوارية والقضايا والمسلسلات الاجتماعية..وكل واحدة منهن أخذت الركن الذي يناسبها، وتربعت على زاويته ..

وهكذا عاشت بنات أفكاره تخدم كل المستمعين وتخدم المجتمع القبلي المحيط به ..ويزاحمها هموم الحياة ومكابدة ما يغطي ضنك العيش ..حتى توفي من نزيف في المخ ،،ومات في مشفى الكويت كأي اعلامي لم يلق أي إهتمام من السلطات السابقة أو اللاحقة ..إنه (الأستاذ القدير /جمال عبدالله ناصر الرميم)

ولد عام 1966، والتحق في 1989 بالعمل في إذاعة صنعاء موظفاً في المكتبة الفنية..وبدأ بكتابة أول برنامج له بعنوان «نبض الحروف».
كتب الكثير من البرامج الإذاعية الثقافية والمنوعات والدراما، ومسلسل «شاعر من اليمن»، الذي كان عبارة عن وقفة مع شعر الغناء الحميني وشعرائه وفنانيه وأشهر الألحان اليمنية التي وضعت في مجال الشعر الحميني، وكانت تقدمه الفنانة القديرة مديحة الحيدري ضمن مجموعة أعمال إذاعية له، منها: مسلسل «دنيا»، ومسلسل «الهروب»، و«الناس أجناس»، و«من تغدى بكذبة ما تعشى بها».
كما كتب مسلسل «القوارض» عام 2009، وهو مسلسل رمضاني أراد الرميم من خلاله أن يوضح للمستمع أن القوارض هم أولئك الذين يحاولون السطو على المال العام ويعيثون به فساداً، كونه يقوم برصد حالات الفساد المالي والإداري في حياتنا بشتى مجالاتها، وكذلك مسلسل «البيت المسكون»، و«صورة طبق الأصل»، و«القوارض»، و«مستور في إجازة».
ومن برامجه التي كتبها: «حمينيات» و«نزهة الجمعة» و«لوحات شعبية» و«تراث الموسيقى» و«سهرة منوعات» و«اعرف بلدك» و«الشعر الشعبي» و«العيد في الأغاني العربية»، بالإضافة إلى المشاركة في إعداد الفترة المفتوحة «صباح الخير يا يمن»، والعديد من التمثيليات الدرامية،  أما برنامج «نسائم السحر» كانت فكرته الاولى وقدمه كوكبة من الزملاء الاعلاميين..
عمل الاستاذ (جمال الرميم )رئيساً لقسم البرامج الثقافية في الإذاعة، لثقافته النادرة ثم مديراً لإدارة المكتبة الوثائقية، واخيراً حتى وافاه الأجل مديراً عاماً للاخبار ومعد فكرة الملف السياسي والمشرف العام .
. وشارك في العديد من الدورات في المجال الإذاعي داخليا وخارجيا. وحاز على العديد من الأوسمة والشهادات التقديرية، منها  شهادة تقديرية من مهرجان القاهرة عن مسلسل «الطريق إلى صنعاء» عام 2006. والكثير من الشهادات التقديرية ..

الأستاذ الرميم الذي لم ولن يُنسى .. والذي كان جحر زاوية اذاعة صنعاء البرنامج العام وقلمها المضيء ،،وعقلها المستنير ،،وراوي حكاياتها ومسلسلاتها وبرامجها،، والثقافة العامة بدون أي منافس ،،ولسان حال المجتمع اليمني ببرامجه المجتمعية والثقافية والادبية والسياسية،، والمدير العام لاخبارها ،،وأبو الشهيدين،،
واستراحة الأصيل الرمضانية في كل عام لن تسمعوها هذا العام .. ولم يستطع أي احد من الاعلاميين يملئ هذا الفراغ .. لانه سيجد قلمه فارغاً تماما.. أمام القلم المملوء بكل الافكار والكتابة على الهواء مباشرةً ..

نقولها بكل آسف مات القلم الاذاعي( جمال الرميم )ولم يستطع أحد من زملائه ان يقدم له اي شيء لان ليس باليد أي شيء سوى الدعاء .
مات روح الاذاعة وعمدتها وقاعدتها الاساسية ،
مات القلم النابض ،
مات المدير والاخ والصديق،
مات باكورة الموظفين ،

-أخيراً نقول مت قرير العين واعلم ياجمال الروح ان دعواتنا ستصلك من زملائك وكل اهلك ومحبيك وكل السامعين كل يوم وكل لحظة عند سماع الاثير لانك تركت الاثر الطيب في نفوس الجميع
وداعاً أستاذي الفاضل..

تلميذك / عبدالرزاق الباشا

اليمن – صنعاء