قائدٌ رباني.. ومُرهِبٌ لأعداء الله: وداعًا أبا هادي
قائدٌ رباني.. ومُرهِبٌ لأعداء الله: وداعًا أبا هادي
هارون السميعي
في يوم توديع الجثمان الطاهر، امتزج الحزن بفخر الذكرى، إذ ودعنا روحًا نقيةً تركت أثرًا خالدًا في سجلات الوفاء والتضحية، لتبقى منارةً تضيء دروب الأمل في قلوبنا.
تتوافد الجماهير إلى لبنان للمشاركة في تشييع أعظم الأبطال، هما حسن والطاهر صفي الدين. السيد حسن أعظم بائع! ولمن باع؟ ومن المشتري؟ وما هو الثمن؟ بذل أغلى ما عنده، روحه الطاهرة. الله هو المشتري، والثمن الذي ربح به هو الجنة.
أين أنت الآن يا نصر الله؟ فقد بلغت مرتبة عالية، وحياتك التي أرعبت وهزت كيان الكفر والغدة السرطانية “إسرائيل” في الدنيا قد انتقلت إلى الحياة الأبدية إلى جوار ربه. لقد كنت الكابوس لنتنياهو ومن حوله، وحطمت جدار الخوف والذلة، وعشت مجاهدًا عظيمًا. تحقّقت على يدك الانتصارات، وهزمت الكافر نتنياهو وأنصاره. يدك على الزناد في كُـلّ وقت من حياتك، مناصرًا لغزة وتحرير بلدك.
ومن قوله سلام الله عليه: “عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر، نحن لا ننهزم. ” أين نجد الكلام الذي تنطقه من فمك؟ كنت حيًّا ولا زلت حيًّا في قلوبنا. ما نقوله عنك جزء بسيط من الكلام، تعجز الألسن عن الوصف فيك، فقد رافقت الآن الشهداء ورفقة الأنبياء، والجنة العُليا.
هنيئًا بما ربحت وبما ضحيت وبما بعت، وما حصلت عليه من نعيم في الآخرة.
من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقد عظماءها. كنت قائدًا ربانيًّا ومهدمًا للأصنام البشرية المتمثلة بترامب ونتنياهو، زرعت في قلوبهم الخوف والهزيمة. إلا أنه ودع هذه الدنيا بكلام وحمل المسؤولية لمن هم سائرون على ما سار عليه نصر الله، ويقول: “إلى اللقاء بانتصار الدم على السيف، إلى اللقاء بشهادة إلى جوار الشهداء”.