صمود وانتصار

وجـع ساعة، ولا كُـلّ ساعة..

الشيخ عبدالمنان السنبلي  

تعلَّمنا من التاريخ أن الوقوف بحزم وإصرار في وجه القوى المستكبرة والمتعجرفة أسهل وأجدى وأقل كلفة من الانبطاح أمامها أَو الاستسلام لها..

بنو شيبان مثلًا قرّروا واختاروا الوقوف في وجه الإمبراطورية الفارسية على الاستسلام لها في يوم ذي قار..

كانت موازين القوى مهولة لصالح إمبراطورية فارس..

وكان مُجَـرّد التفكير بالوقوف في وجهها أشبهَ بالانتحار..

لكنهم أرادوا، وانتصروا…

المماليك أَيْـضًا قرّروا واختاروا الوقوف في وجه التتار على الاستسلام في عين جالوت..

وكانت موازين القوى أَيْـضًا لصالح التتار..

لكنهم أرادوا، وانتصروا..

كذلك فعل الروس مع الألمان..

قرّروا واختاروا الوقوف في وجه الجيش الألماني الأقوى والأحدث على الاستسلام في ستالين غراد..

وانتصـروا..

وغير ذلك الكثير والكثير من الأمثلة..

يعني: المسألة، في الأَسَاس، مسألة إرادَة وقـرار أكثر من كونهـا مسألة فارق تسليح واختلال موازين قوى وَ..

وهذا لا يعنـي، طبعًا، أنك متى ما امتلكت الإرادَة والقـرار، فإنك لن تدفع ثمنًا باهظا مثلًا..

بل، قد تدفعه في غالب الأمر..

لكنك هنا لن تدفعه سوى مرة واحدة..

نعم، مرة واحدة فقط..

وتنتصـر..

لكنك، في المقابل، ستجد نفسك مضطـرًّا بأن تدفعه أثمانًا مضاعفة مرارًا وتكرارًا إذَا كنت ممن لا يمتلك الإرادَة والقرار، وتؤثر الانبطاح والاستسلام..

يعني: مثلك مثل الأنظمة العربية اليـوم..

ألا ترون كم هي الأثمان الباهظة التي دفعها العرب، ولا يزالون، منذ قرّروا الانبطاح والاستسلام..؟!

يكفي أن جملة واحدة فقط من ترامب ألقاها (على الماشي) قد كلفت السعوديّة مبلغَ ترليون دولار..

فهل لكم أن تتخيلوا كم الباقي؟!