صمود وانتصار

انتهت المهلة اليمنية .. ما هي ملامح المرحلة القادمة؟

الصمود||تقرير||علي الدرواني

منتصف ليلة الأربعاء، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية انتهاء مهلة الأربعة أيام التي منحها السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله للوسطاء للضغط على الكيان الإسرائيلي من أجل رفع الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية مؤكداً أن سريان الحظر على سفن العدو الإسرائيلي دخل حيز التنفيذ لحظة ذلك الإعلان.

المدى الزمني

يبدأ المدى الزمني لحظة الإعلان عن استئناف الحظر، وينتهي برفع الحصار الصهيوني عن قطاع غزة، وهذا مرهون بقدرة الوسطاء على الضغط واستخدام الورقة اليمنية لإجبار العدو الإسرائيلي على الالتزام باتفاق وقف النار مع المقاومة، وتنفيذ البروتوكول الإنساني، والدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق التي كانت مقررة مع بداية هذا الشهر، لولا مماطلة وتعنت مجرمي الحرب من قادة العدو بدعم من ترامب.

منطقة العمليات:

أكد العميد يحيى سريع أن مسرح عمليات الإسناد سيشمل البحر الأحمر والعربي إلى جانب خليج عدن وباب المندب، وهذا الأمر يحقق منع عبور السفن الصهيونية باتجاه ميناء “إيلات ” أم الرشراش، وقناة السويس نحو موانئ فلسطين المحتلة على البحر المتوسط، ويعني في ما يعنيه، استمرار إغلاق ميناء أم الرشراش، وكذلك التفاف بقية السفن للمرور حول قارة إفريقيا من طريق الرجاء الصالح.

الأهداف المحددة للعمليات اليمنية:

حصر بيان القوات المسلحة اليمنية أن العمليات القادمة ستكون عمليات حظر بحري، وحدد السفن المحظورة بسفن الكيان الصهيوني فقط، دون غيرها من السفن التجارية، حتى تلك التابعة لأمريكا وبريطانيا، وبالتالي فليس هناك أي إغلاق للمر المائي في باب المندب، ولن تتضرر الملاحة الدولية، وسيقتصر الحظر فقط على سفن الكيان ، والغرض واضح هو إلحاق الضرر الأقصى الممكن بالاقتصاد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الضغط على قادة الكيان للعودة للتنفيذ الكامل للاتفاق مع المقاومة.

مصير السفن التي تخرق الحظر:

السفن الصهيونية التي تحاول كسر الحظر، ستتعرض للاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية في منطقة العمليات المعلن عنها، ولمعرفة كيفية الاستهداف ونوعه يمكن العودة إلى مرحلة إسناد غزة ما قبل وقف النار، فهناك نماذج جالكسي وروبيمار وسونيون، وتوتور. بمعنى آخر، قد يكون مصيرها الغرق، أو السيطرة عليها واقتيادها إلى السواحل اليمنية.

“إسرائيل” وقرار الحظر:

رغم أن هذا التحذير كان واضحا ومحددا، باستئناف العمليات البحرية، إلا أن كيان العدو رفع سقف الاستعداد، وذهب للحديث عن توقعات بعمليات تستهدف وسط الكيان، ولجأ تحت هذه العناوين إلى  مجموعة من الإجراءات من ضمنها تعطيل نظام جي بي إس، تحسبا للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، وكذلك بدوريات لسلاح الجو في سماء فلسطين المحتلة لرصد وترقب هذه الصواريخ.

بالإضافة إلى هذا الاستنفار، فإن كيان العدو يراهن على الحماية الأمريكية، وقد نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الصهيونية عن مصادر إسرائيلية أنه يوجد تنسيق وثيق مع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) لمواجهة هذا السيناريو، وأشارت إلى أن الكيان الإسرائيلي يعتمد على رد فعل أمريكي “أشد قسوة” ضد من أسمتهم بالحوثيين مقارنة بردود الفعل في عهد الرئيس بايدن. وذكَرت الصحيفة بأن إدارة ترامب “صنفت “الحوثيين” كمنظمة إرهابية وفرضت عقوبات على كبار قادتهم في أول شهر من ولايته”.

ثنائية الهزيمة والفشل:

مع دخول الحظر اليمني حيز التنفيذ، فإن القوات المسلحة اليمنية بالتأكيد تأخذ في حسبانها عودة البحرية الأمريكية والبريطانية لمحاولة حماية السفن الإسرائيلية، وبالتالي عودة الاشتباك مع البحرية اليمنية، وهنا من المتوقع أيضا أن تكون القوات المسلحة اليمنية، قد وصلت مستويات من التطور في التسليح والتكتيك، مستفيدة من تجربة الإسناد السابقة، والفترة الزمنية الفاصلة بين وقف النار في غزة يناير الماضي، إلى اليوم، من أجل تحديث الترسانة العسكرية وتحسين قدرات الأسلحة ودقتها، وتطوير منظومات الطيران المسير، والمنظومات الصاروخية، لتكون أكثر فاعلية، إلى جانب الزوارق الحربية، والغواصات المسيرة، وستكون نتيجتها تعميق مستويات الفشل والهزيمة التي رافقت أقوى بحرية في العالم طوال 15 شهرا السابقة، ولا يستبعد أن تشهد هذه الجولة تحقيق إنجازات استراتيجية على مستوى إسناد غزة، وكذلك على مستوى كشف ضعف البحرية الأمريكية والبريطانية وإهانتها. وما ذلك على الله بعزيز.