صمود وانتصار

غزوة بدر تقدّم درسًا: إحقاق الحق لا يكونُ إلا بتحطيم قوة العدوّ العسكرية

 

عدنان علي الكبسي

إحقاق الحق لا يكون إلا بتحطيم قوة العدوّ العسكرية، وبإفشاله عسكريًّا؛ هذا الذي يحق الحق في الواقع العملي؛ لأَنَّ الحق يبقى عنوانًا، ما لم يأتِ التحَرّك به في الواقع العملي، وإزاحة كُـلّ الباطل من أمامه في الواقع العملي، إحقاق الحق يأتي بالتضحية، يأتي بالموقف، يأتي بالعمل، يأتي بالجهاد في سبيل الله وفق التعليمات والتوجيهات القرآنية، لو كنت صاحب حق ومظلومية ولا تريد أن تتحَرّك، ولا تريد أن تجاهد، ولا تريد أن تضحي، ولا تريد أن تنهض بالمسؤولية؛ فلن يتحقّق لك هذا الحق، سيبقى مُجَـرّد عنوان، {وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}، يعني: عن طريق توجيه ضربة قاضية لتلك القوة العسكرية التي خرجت.

في ذكرى هذا اليوم العظيم غزوة بدر أحق الله الحق، وانتشرت راية الإسلام، وثبت الإسلام، واستقوى أمره، استقوت الأُمَّــة الإسلامية ونمت وعظمت، ارتفعت المعنويات، اطمأنت النفوس، ازدادت القناعة والتصميم على مواصلة المشوار تحت راية الإسلام.

هذا اليوم الذي سماه الله يوم الفُرقان؛ لأَنَّه كان يومًا فارقًا في التاريخ، وأسَّس لمرحلةٍ جديدة، وحسم الوضعَ في معركة كانت معركةً مصيرية، إما أن يبقى الإسلام أَو لا يبقى، وهذا اليوم كان له تأثيرٌ كبير في تاريخ المسلمين.

كانت هذه المعركة بداية السقوط لقوى الشرك والاستكبار آنذاك، حتى اضمحلت وتلاشت وانتهت، وهزمت هزيمةً نهائية، وحتى أتى يوم الفتح الذي فتح الله به مكة، وانتشر به الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية كافة.

نعمة كبيرة علينا كشعب يمني ونحن نعيش هذه الأيّام الذكرى لغزوة بدر الكبرى، الذكرى لفتح مكة، ونحن مواصلون أمجاد الآباء والأجداد الأوائل المجاهدين الذين سمَّاهم الله بالأنصار.

في ذكرى غزوة بدر الكبرى خرج الشعب اليمني في الساحات ليحيي هذه الذكرى العظيمة، وهو يخوض المعركة مع أئمة الكفر وقادة الشر ورأس الطغيان أمريكا؛ فمعركة الشعب اليمني إسنادًا للشعب الفلسطيني، هي امتداد لمعركة آبائه الكرام، وأجداده الأوائل، والراية هي نفس الراية: راية الإسلام، راية القرآن، راية الجهاد.

خرج الشعب اليمني بإيمانه ووفائه وعزته الإيمانية وصموده وثباته العظيم في ذكرى غزوة بدر الكبرى خروجًا مليونيًّا في كُـلّ الساحات، ليعلن ثباته مع غزة مهما كانت التحديات والمخاطر، وأنه سيواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد.

إذن.. نحن نخوضُ اليوم معركة مصيريةً: إما نكون أَو لا نكون.

شرفٌ كبيرٌ أن الله وفّقنا للتحَرّك في سبيل الله في هذه المرحلة، التي هي مرحلة استثنائية، ومرحلة مصيرية لمستقبل الأُمَّــة، التخاذل فيها ارتداد عن مبادئ الإسلام.