صمود وانتصار

بدرٌ تتجددُ.. اليمنُ يُعيد كتابة التاريخ

 

غيداء شمسان

غزوةُ بدرٍ، لم تكنْ مُجَـرّد معركةٍ عابرة، بل ثورةً إيمانيةً، مدرسةً تربويةً متكاملةً، وحيًّا إلهيًّا غيّر مجرى التاريخ تصادمٌ بين الحق والباطل، النور والظلمة، الإيمان والشرك، حَيثُ انتصر الصغير، المُعَدَّات البسيطة، الأعداد القليلة، على جيشٍ قويٍّ، مُعَدَّاتٍ متطورة، وأعدادٍ هائلة لم يكن النصر نتيجةً للتفوق العسكري، بل للتوكل على الله، والإيمان الراسخ، والصبر، والتضحية، والعزيمة الصادقة.

غيّرت بدر مجرى الأحداث، وستبقى مدرسةً خالدةً نستلهم منها العبر، يوم الفرقان، سمّاها الله -عز وجل-، فرق فيه بين الحق والباطل، انقلبت فيه الحسابات والموازين، مخلدة درسًا في الصمود والإيمان.

اليمن اليوم، يعيد هذا الدرس، في مواجهة قوى الشرك والطغيان، بعِتادهم المتطور لكنهم يواجهون أَيْـضًا إرادَة لا تُقهر، إيمانًا راسخًا، وصمودًا أُسطوريًّا، وتضحياتٍ جسام بمقاومته الباسلة، يجسد اليمن معاني الإيمان والتضحية والفداء يُثبت للعالم أن الحق لا يخسر، وأن الباطل، مهما تجبر، سيَزول يُذكّرنا جميعًا ببدر، ويعلمنا أن النصر ليس بالعدد ولا بالسلاح، بل بالتوكل على الله، والإيمان الراسخ، والصبر، والتضحية، والعزيمة يُعلمنا أن الحق، مهما تألم، مهما ضعف، مهما قُهر، سينتصرُ في النهاية.

نحن نعيش غزوة بدر اليوم، في كُـلّ مكان يواجه فيه المؤمنين الظالمين، وفي كُـلّ معركة يدافعون فيها عن دينهم وأرضهم وكرامتهم ففي كُـلّ مقاومة ضد الظلم والاستبداد، وفي كُـلّ نضال؛ مِن أجلِ الحق والعدل، وفي كُـلّ صمود في وجه القهر والطغيان، تتجسد روح غزوة بدر، وتُعاش دروسها العظيمة.

فلتكن بدرٌ منهجًا لنا، ولتكن دروسها مصباحًا يُنير طريقنا، ولتكن روحُها دافعًا لنا على مواصلة النضال؛ مِن أجلِ الحق والعدل، حتى نحصد نصرًا مشابهًا لنصرِ الله في غزوة بدر فالنصر قريب، بإذن الله.