مخاوف كبيرة في لندن.. حماقة ترامب قد تغرق الأساطيل البريطانية في البحر الأحمر
الصمود||تقرير||
يعود العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن بعد فترة قصيرة من وقف إطلاق النار في غزة.
هذا يؤكد للعالم أن مسار الحرب، والفتك بغزة فلسطين، له ارتباط عميق بالمشروع الأمريكي الامبريالي، وأنه مشروع يجمع الغرب الصهيوني، ولا علاقة له بتوافر مناخات سلام، أو هدوء المنطقة والاقليم، حيث جنحت صنعاء للسلم بمجرد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فأوقفت حصار السفن الإسرائيلية الأمريكية البريطانية في المياه الإقليمية لليمن، وأوقفت استهداف الداخل الإسرائيلي، وأطلقت طاقم سفينة “جالاكسي” الإسرائيلية، دعماً لشروط السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وما يؤكد ارتباط الموقف اليمني مع غزة في ما يخص الحصار والتصعيد ضد الكيان الإسرائيلي، أنها لزمت الهدوء منذ يناير، وحتى أعلن العدو إغلاق المعابر أمام احتياجات الغذاء، والدواء الداخل لغزة، وهو نفس السبب الذي دفع باليمن وقواته المسلحة لإسناد المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023، بفرض الحصار المتدرج على العدو بدءاً من نوفمبر2023.
وبعودة الحصار اليمني للسفن الإسرائيلية في المياه الإقليمية اليمنية، لم يكن ذلك القرار قد شمل السفن الأمريكية البريطانية، حتى اليوم، لكن ما بعد عدوان هذه الليلة (السبت 15 رمضان)، يعود الحصار، وبالتأكيد تعود المواجهات في البحار مع التحالف الأمريكي الذي سبق له أن تجرع هزائم مدوية، وصلت إلى استهداف أقوى ترسانته البحرية في أكثر من مناسبة.
هذا التصعيد يتعارض مع نصائح مستشاري البيت الأبيض، ومنظري السياسة الأمريكية، حيث يرون في لجوء أمريكا إلى هذه السياسة سيكون معجلاً لأفول نجم الهيمنة الأمريكية، وهو ما يحدث اليوم تمامًا.
مساء اليوم شنت الطائرات الأمريكية، غارات جوية استهدفت العاصمة صنعاء، في تصعيد عسكري جديد هدفه الضغط على صنعاء، ومنعها من إسناد الشعب الفلسطيني في غزة، وفك الحصار عن مسار السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ومع هذا العدوان الذي تشارك فيه ذيل أمريكا (بريطانيا)، تكون هذه القوى قد فتحت أبواب الجحيم على نفسها، حيث حالة القلق تساور واشنطن ولندن من تداعيات عودة المواجهات التي تمخضت عن مرحلة مواجهات أولى منيت بفشل كبير، وكانت بمثابة اختبار حقيقي لقوة أمريكا البحرية، ومعه سقط قناع التهويل، ورعب القوة والسيطرة البحرية الأمريكية في اختبار اليمن العسكري البحري، ومعه تتصاعد حالة القلق الغربية من أي مواجهات مع اليمن، تعكسها تحليلات وتقارير الاعلام الغربي، إلى جانب تركيزها أن لدى صنعاء ما قد تفاجئهم بها.
في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إن صنعاء قد تكون وصلت إلى تقنية إنتاج وقود الهيدروجين للكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين في الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة التي تُطلق بخار الماء، لكنها تُصدر حرارةً أو ضوضاءً قليلة.
ونقلت الصحيفة، عن تيمور خان، المحقق في مركز أبحاث التسلح في الصراعات، قوله إن “ذلك يمنح صنعاء عنصر المفاجأة ضد القوات العسكرية الأمريكية، أو الإسرائيلية إذا استأنفوا الصراع”.
ومما أضافه التقرير: “تستطيع طائرات صنعاء المسيرة، التي تعمل بالطرق التقليدية، كمحركات حرق الغاز أو بطاريات الليثيوم، أن تقطع مسافة 750 ميلًا تقريبًا، لكن خلايا وقود الهيدروجين ستمكنها من قطع ثلاثة أضعاف هذه المسافة، مما يجعل اكتشافها بواسطة أجهزة الاستشعار الصوتية، والأشعة تحت الحمراء أكثر صعوبة.
البريطانيون متخوفون
إلى جانب التقرير الأمريكي، عبر البريطانيون عن مخاوف استهداف صنعاء لحاملة طائراتهم في البحر الأحمر، فقد كشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية عن مخاوف كبيرة لدى وزارة الدفاع البريطانية من تعرض حاملة الطائرات “HMS Prince of Wales” للاستهداف عند مرورها عبر باب المندب في البحر الأحمر في طريقها إلى الشرق الأقصى.
وقالت الصحيفة “إن المخططين العسكريين البريطانيين يخشون من أن تتعرض حاملة الطائرات البريطانية لهجوم من قبل الحوثيين عندما تمر عبر البحر الأحمر هذا العام، مما يزيد الأعباء على الحكومة البريطانية، لأن حاملة الطائرات هذه ستكون غير ذي جدوى بالنظر إلى تكلفة صناعتها وصيانتها، لا سيما وأن مسألة تدميرها لا تستغرق بضع آلاف من الدولارات في عصر الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار”.
ومع هذا الاحتمال لتوقع استهدافه خاصة بعد العدوان المشترك الأمريكي البريطاني، يكون التوتر في وزارة الدفاع البريطانية قد تضاعف، فمن الممكن أن تتعرض السفينة الرئيسة_ والتي تصل قيمتها الى 3.5 مليار جنيه إسترليني قبل أن تصل إلى وجهتها_ للهجوم بصواريخ باليستية يمنية مضادة للسفن، أو طائرات وقوارب مسيرة خاصة، في حال قررت صنعاء توسيع الرد على عدوان واشنطن-لندن، الليلة، على صنعاء.
وبحسب الصحيفة فإن حاملة الطائرات البريطانية من المتوقع أن تغادر “بورتسموث” هذا الربيع، لتمر عبر مضيق باب المندب، وهي نقطة عبور رئيسة، حيث تقود الحاملة أسطولًا إلى المنطقة لإجراء تدريبات مع أستراليا واليابان، وهو انتشار من المرجح أن يُقابل بإدانة غاضبة من الصين.
وفي ظل هذا التصعيد الأمريكي البريطاني تستذكر هذه القوى الكبيرة كيف أغرق الاوكرانيون السفينة الحربية الروسية “موسكفا” بصاروخ مضاد للسفن، بعده بقيت السفن الحربية لروسيا رهينة الموانئ الروسية.
ما بعد العدوان الأمريكي البريطاني الليلة على اليمن، حيث بات معروفًا عن صنعاء أنها ترد بحسم وقوة على أي اعتداء يطالها.
وفقًا لـ “مارتن كيلي” كبير المحللين في شركة استشارات المخاطر البحرية “إي أو إس ريسك جروب” البريطانية، فمن المحتمل أن يتم استهداف السفن الأمريكية والبريطانية ردًا على العدوان الأخير على اليمن.