ســيف وقــلم عـلي..
الصمود | أقلام حرة | 19 / 9 / 2016 م
بقلم/ محمد الصفي الشامي
شهيد المحراب وأبو الشهداء ، ذو عقلية عظيمة ، وإنسانية فذة ، وشخصية فارس مقدام ، وبطل شجاع ، لم تقتصر بطولاته على ميادين القتال فقط ، بل وفي حكمته وبصيرته ، وعمق إنسانيته ، ونصرته للمظلوم ، وتجليه بروح العدالة . ينبوع من مياه المعرفة هي سيرته ، تتجاوز حدود الزمان والمكان ، وسلسلة تاريخية طويلة من جهاد وتضحية ، وثقافة ونبوغ أدبي ، وتفردٌ في البلاغة والفصاحة ، تتدفق من فكر صاف واستشعار عظيم بمعنى الوجود الحقيقي ، لتروى منها شجرة الأفكار وتصل إلى أصولها ، لتثمر وتزهر أغصانها . تساؤلات ودراسات طويلة طرحت من قبل اللجنة القانونية في الأمم المتحدة ، حول ترشيح مقولة الإمام علي “عليه السلام” .. ‘ يا مالك إن الناس صنفان : إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ‘ ، من رسالته إلى مالك الأشتر ، التي تُعتبر دستورا كاملا لحقوق الإنسان ليس للأمة الإسلامية فقط ، بل للبشرية جمعاء . مدلول واسع في اللغة الأدبية والفكرية تضمنها كتاب ‘ نهج البلاغة ‘ للإمام علي ” عليه السلام ” ، من حياكة للأسلوب ، وانتقاء للمفردات ، وعمق ثقافي وبلاغي ، وأدبي في اللغة العربية ، وجمال فكري ، وعلمي حياتي شامل . لقد سبق الإمام علي ” ع ” مفكري الغرب ، وفلاسفة العصر ، بحقب زمنية طويلة ، في مختلف المجالات ، الاقتصادية ، والسياسية ، والاجتماعية ، والعسكرية ، والفلسفية ، والعلمية ، ومعاني الكمال الإنساني ، وكل ما يشغل هموم البشرية ، ولمع وأشرق منها . وتكمن عظمة الإمام علي ” ع ” في خلقه وصموده ، ومبادئه وقيمه ، ورفضه للظلم ومقارعته للطغاة ، ونصرته للمظلومين والمستضعفين المضطهدين ، وتضحيته في سبيل إنسانية الإنسان وآدميته ، وإيمانه المطلق بحق الحياة الكريمة . هذا هو ابن عم النبي الأكرم ، زوج البتول الزهراء ، وأبو السبطين ، الذي كتب عنه الكثير من الشعراء والأدباء والفلاسفة والمؤرخون وما استطاعوا إيفاءه حقه ، ولن يفوه ، وكيف لمؤسس علم اللغة أن تفيه اللغة حقه .. فسلام الله على يعسوب المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم الإمام علي ابن أبي طالب “سلام الله عليه” .