الصمود حتى النصر

منصة أمريكية: 40% من غواصات الهجوم الأمريكية غير قابلة للنشر بسبب أعطال وتأخيرات في الصيانة

الصمود|

نشر محرر شؤون الدفاع والأمن القومي الأمريكي “برنت م. إيستوود” مقالًا على منصة 1945 تناول فيه النقص الكبير في غواصات الهجوم النووي لدى البحرية الأمريكية، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة باتت واقعية وتشكل تهديدًا مباشرًا لقدرة الولايات المتحدة على الردع البحري في مواجهة الصين وروسيا. وأوضح إيستوود أن الصين تملك أكبر سلاح بحري في العالم، بينما تحتفظ روسيا بأسطول من الغواصات النووية الهجومية والصامتة، ما يفرض تحديات متزايدة على البحرية الأمريكية، التي تُطالب بالانتشار في جبهات متعددة، من المحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط.

المقال أشار إلى أن البحرية الأمريكية تمتلك 71 غواصة، منها 53 غواصة هجومية سريعة، غير أن هذا الرقم لا يلبي الاحتياج الفعلي، خاصة في ظل بطء الإنتاج وتعطل نسبة كبيرة من الغواصات عن العمل. ومن المفترض أن يرتفع العدد إلى 66 غواصة هجومية، لكن القاعدة الصناعية لا تملك القدرة على البناء بالسرعة المطلوبة، حيث يتم إنتاج 1.2 غواصة فقط سنويًا، في حين أن الحاجة الحقيقية لا تقل عن غواصتين سنويًا. ولفت إيستوود إلى أن هذه الفجوة تعود جزئيًا إلى قرارات حكومية سابقة بالاكتفاء بغواصة واحدة سنويًا، ما أدى إلى ضعف القاعدة الصناعية على المدى الطويل.

وذكر المقال أن” نحو 40% من غواصات الهجوم الأمريكية غير قابلة للنشر حاليًا بسبب أعطال وتأخيرات في الصيانة، وضرب مثالًا بالغواصة يو إس إس كونيتيكت التي تعرضت لحادث في بحر الصين الجنوبي عام 2021، والتي من المتوقع ألا تعود إلى الخدمة قبل عام 2026″. وأشار إلى أن السيناتور روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أطلق تحذيرات متكررة بشأن هذا الوضع، داعيًا إلى زيادة وتيرة البناء وتحسين جاهزية الأسطول.

كما تطرق إيستوود إلى “النقص في أفراد الطاقم المؤهلين للعمل ضمن قوة الغواصات، لافتًا إلى أن “تدريب هؤلاء البحارة يتطلب اجتياز برامج طويلة وصارمة مثل مدرسة الطاقة النووية. وقد أدى ركود التجنيد خلال جائحة كوفيد-19 إلى اتساع الفجوة، حيث ركزت البحرية حينها على الاحتفاظ بالقوة الحالية بدلًا من توسعتها”.

وأشار المقال إلى أن شركات بناء الغواصات الرئيسية مثل “إلكتريك بوت” التابعة لشركة جنرال دايناميكس و”نيوبورت نيوز” التابعة لشركة HII لا تملكان القدرة الكافية لتلبية الطلب المتزايد على الإصلاح والبناء. ويُعزى ذلك جزئيًا إلى النقص الحاد في العمال المهرة مثل المهندسين البحريين واللحامين، وهي مشكلة سبقت الجائحة وتفاقمت بعدها.

واختتم إيستوود مقاله بالقول إن “الأزمة مرشحة للاستمرار حتى عام 2028 أو ما بعده، رغم محاولات الكونغرس والإدارة الأمريكية احتوائها”. وفي حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من المرجح أن يطالب مشرعون مثل ويكر بضخ استثمارات أكبر في حرب الغواصات، لكن العقبة الأكبر تبقى في ضعف البنية الصناعية والقدرة البشرية، وهو ما يجعل الحلول بعيدة المدى ومعقدة أكثر من مجرد تخصيص الأموال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com