اللعب مع الشيطان خطير
أحمد الزبيري/
قوى الخير العالمية عليها أن تغير استراتيجيتها فالحروب والحصار لا يمكن أن تستمر إلى مالا نهاية وعلى جبهات المقاومة للهيمنة والاستكبار الأمريكي والغربي ومن يدور في فلكهم أن تعيد النظر في خياراتها ومفهوم الصبر الاستراتيجي ليس مطلقاً وإطالت الزقت ليس لصالحها في حين انها لصالح قوى الشيطان ولديها الإمكانيات والقدرات لرسم خططها والعب على معاناة الشعوب والمتجمعات المستهدفة .
المسألة هنا لا تبدأ بكوبا وتنتهي بإيران وعلينا أن نأخذ العبرة مما حدث ويحدث في سوريا..لهذا على جبهات المقاومة بعد كل الذي حصل أن تعد نفسها وتتوكل على الله وتحسم معركتها مع أمريكا والصهيونية وعملائهم وأدواتهم.
الشعب الفلسطيني يهجر ويقتل ويباد وتنهب أرضه على مدى ثمانية عقود وسبب مأساته ليس فقط بريطانيا وأمريكا والصهيونية بل والأنظمة العربية التي صنعها الاستعمار وأي مناشدات أو دعوات لهذه الأنظمة بالوقوف مع فلسطين والمقدسات في أرضها وهم وحماقة و(اذان في مالطا) وما حصل بمطلع القرن العشرين وبالربع والنصف منه لا يمكن مقارنته بما يحصل الآن اليوم هناك أنظمة تقول أنها عربية وتضيف كلمة عربية إلى أسمائها للتمويه وقريباً قد تستبدل كلمة عربية بعبرية خاصة بعد ما شاهدنا أنهم لا يكتفون بالدعم والتمويل والتجييش لحروب الغرب على شعوب أمتنا بل صاروا يقاتلون وعلناً إلى جانب العدو الصهيوني وبعد هذه المسألة لم نعد نحتاج إلى إثبات أو دليل لإقناع من يعيشون في الوهم وحتى الأنظمة التي كان لهم موقف اخضعوها للصهاينة أما بما يسمى باتفاقيات السلام والذي هو اذعان واستسلام وأما بالفتن والحروب الطائفية والمذهبية ومن لم يستوعب ما جرى ويجري في العراق وليبيا ها هو نموذج أكثر وضوحاً اليوم في سوريا.
القاعدة أصبحت جبهة النصرة وجبهة النصرة أصبحت هيئة تحرير الشام وأبو محمد الجولاني زعيم تنظيم القاعدة وقبلها داعش في سوريا أصبح معتدل ومتوازن ووسطي وكل دول الأنظمة العربية أصبحت تحج للشام وأمريكا في المقدمة وكلما أصبحت اليد العليا للكيان الصهاينة في هذا البلد العربي صار الجولاني (الشرع )أكثر حظوة يطوف العواصم والبلدان من أنقرة إلى الرياض إلى أبوظبي وديون سوريا تسدد وأروبا تخفف عقوباتها وأمريكا تعيد النظر وكل هذا مشروط بالخضوع لإسرائيل وقريباً ان استمر الحال على ماهو عليه فأبشروا بتقسيم سوريا وبعد سوريا بقية البلدان العربية ومن رضي بسايكس بيكو 1916م سيقبل بمخطط هيمنة إسرائيل على المنطقة عبر التفتيت فهي اليوم تدعو علناً أنها حامية الأقليات في سوريا والأكثر من هذا أصبحت تهدد بالجغرافيا وبطبيعة الأقليات التي تحميها ( الجنوب السوري والدروز ) .
من المهم أن نعيد التذكير بما بدأناه وهو أن اللعب مع الشيطان خطير والحوارات والمفاوضات المصحوبة بتهديدات ووعيد هدفها الاستسلام بدون تكلفة ولا نعتقد أن الدول التي تقاوم كل هذا منذ عقود لم تفهم بعد وكذلك بقية جبهات محور المقاومة الذي عليه ان يخوض معركة حاسمة ونهائية أيا كانت الاثمان التي ستدفع خيراً من ترك أمريكا والغرب الاستعماري ومخلوقهم البشع إسرائيل اللعب على الوقت واليمن بقيادته الثورية والسياسية والعسكرية والشعب اليمني الذي يخرج بالملايين نصرة لفلسطين واعياً لكل هذا ولا خيار لنا إلا المواجهة لأن أعدائنا لم يتركوا لنا خيار.