حقائق وشواهد : اليمن يتحدى الأساطيل: الباحث والصحفي زكريا الشرعبي يكشف تفاصيل أضخم حشد عسكري أمريكي منذ عقود
كشف الصحفي والباحث اليمني زكريا الشرعبي، في تقرير موثق، نشره على حسابه في منصة إكس عن أضخم عملية حشد عسكري أمريكي في البحر الأحمر وخليج عدن منذ عقود، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت بأكثر من ثلث قوتها العسكرية منذ أكتوبر 2023م لمحاربة اليمن، لكنها مُنيت بخسائر متتالية وانسحابات مهينة.
وأكد الشرعبي أن هذه المعركة التي لم يدرك كثير من المتابعين أهميتها أو أبعادها، تُعد من أكبر المعارك التي خاضها اليمن ضد قوى الهيمنة العالمية، بل إنها – بحسب تعبيره – “معركة تمكين من الله، لا تُرى بحجمها في الإعلام، لكن انتصاراتها عظيمة، وتفاصيلها مزلزلة
نشر أمريكي لحاملات طائرات وأجنحة جوية
وفقاً للشرعبي، لجأت الولايات المتحدة إلى نشر خمس من أصل 11 حاملة طائرات تمتلكها، وهي: يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75)، يو إس إس كارل فينسون (CVN-70)، يو إس إس أبراهام لينكولن (CVN-72)، يو إس إس ثيودور روزفلت (CVN-71)، ويو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CVN-69). ولم تكتفِ واشنطن بذلك، بل أرسلت خمسة أجنحة جوية من إجمالي تسعة تمتلكها، حيث يتكون كل جناح من تسعة أسراب، مما يعني أنها حشدت ما يقارب 45 سرباً جوياً مزوداً بطائرات متطورة مثل F/A-18E/F Super Hornet، F-35C Lightning II، EA-18G Growler، E-2D Hawkeye، وطائرات هليكوبتر من طراز MH-60R/S.
وأوضح الشرعبي أن هذه الأجنحة الجوية، التي تضم أسراباً مثل Red Rippers، Pukin’ Dogs، Bounty Hunters، Black Aces، وGunslingers، فشلت في كسر عزيمة اليمنيين، بل إن القوات اليمنية تمكنت من إجبار ثلاث حاملات طائرات على الانسحاب “بعار الهزيمة”، فيما تتأهب الرابعة للانسحاب خلال أيام. وأشار إلى أن القوات اليمنية، بصبرها وثباتها، حطمت أسطورة طائرات الشبح الأمريكية مثل B-2 Spirit، التي كانت تُعتبر رمزاً للتفوق الجوي الأمريكي.
قوة بحرية هائلة: غواصات، طرادات، ومدمرات
لم تقتصر التعبئة الأمريكية على القوة الجوية، بل شملت أيضاً قوة بحرية هائلة. وذكر الشرعبي أن واشنطن نشرت ثلاث غواصات من طراز أوهايو للصواريخ الموجهة، وهي: يو إس إس جورجيا (SSGN-729)، يو إس إس فلوريدا (SSGN-728)، وغواصة ثالثة لم يُكشف عن اسمها. كما أرسلت أربعة طرادات من طراز تيكونديروجا، وهي: يو إس إس جيتيسبيرغ (CG-64)، يو إس إس برينستون (CG-59)، يو إس إس ليك إيري (CG-70)، ويو إس إس فيليبين سي (CG-58).
إضافة إلى ذلك، حشدت الولايات المتحدة 23 مدمرة من طراز أرلي بيرك، بما في ذلك: يو إس إس ستاوت (DDG-55)، يو إس إس جيسون دنهام (DDG-109)، يو إس إس ذا سوليفانز (DDG-68)، يو إس إس كارني (DDG-64)، ويو إس إس ميسون (DDG-87)، وغيرها. ولم تتوقف القوة البحرية عند هذا الحد، إذ شملت أيضاً سفناً برمائية وسفن دعم مثل يو إس إس باتان (LHD-5)، يو إس إس كارتر هول (LSD-50)، يو إس إس لويس بي بولر (ESB-3)، ويو إس إس أركتيك (T-AOE-8).
فشل أمريكي مدوٍ: لا سفينة إسرائيلية عبرت البحر الأحمر
في إحدى أبرز النتائج التي كشف عنها الشرعبي، أكد أن هذه القوة العسكرية الضخمة، التي تضم أكثر من 20 سفينة حربية بريطانية وأوروبية إلى جانب القوات الأمريكية، فشلت تماماً في تمرير سفينة إسرائيلية واحدة عبر البحر الأحمر.
ويأتي هذا الفشل في سياق أزمة البحر الأحمر، التي بدأت في أكتوبر 2023، حين أعلنت القوات اليمنية استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل دعماً للقضية الفلسطينية ومطالبة بوقف العدوان على غزة.
وأشار الشرعبي إلى أن القوات اليمنية، بقيادة حركة أنصار الله، نجحت في فرض حصار بحري فعال على السفن الإسرائيلية، مما أدى إلى تراجع حركة الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، وتكبيد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة، خاصة في ميناء إيلات، الذي شهد انخفاضاً بنسبة 85% في نشاطه بحلول ديسمبر 2023.
صمود اليمن
في سياق حديثه، شدد الشرعبي على أن سر انتصار اليمن يكمن في إيمان أبنائه وصبرهم،وأكد أن القوات اليمنية، رغم التفاوت الكبير في الإمكانيات العسكرية، استطاعت أن تحول البحر الأحمر إلى مسرح للهزيمة الأمريكية، حيث أجبرت القوات اليمنية حاملات الطائرات والسفن الحربية على التراجع أو التمركز بعيداً عن السواحل اليمنية بمسافة تزيد عن 1000 كيلومتر.
يُعد هذا الصراع، وفقاً للشرعبي، تحدياً غير مسبوق للهيمنة الأمريكية في المنطقة، حيث أظهرت القوات اليمنية قدرة فائقة على مواجهة أحدث التقنيات العسكرية بأسلحة متواضعة نسبياً، معظمها من أصل إيراني أو روسي أو صيني، مثل الصواريخ الباليستية توفان والطائرات المسيرة. وأشار إلى أن هذه المعركة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي تعبير عن إرادة شعب يرفض الخضوع ويدافع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ملحمة تاريخية
ودعا الشرعبي اليمنيين إلى إدراك حجم هذا الانتصار التاريخي، مؤكداً أن المعركة التي بدأت في البحر الأحمر لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت اختباراً للإرادة والصمود. وختم بالقول: ان هذا الكشف يضع اليمن في صدارة الأحداث الإقليمية، ويبرز دورها المحوري في تحدي الهيمنة الغربية ودعم القضايا العادلة، في وقت تستمر فيه التوترات في البحر الأحمر كجزء من الصراع الأوسع المتعلق بالحرب على غزة والتوازنات الإقليمية.