بعد مرور أكثر من عام ونصف على عدوان مملكة الشيطان على يمن الإيمان , نجد أنفسنا كل يومٍ أقوى من اليوم الذي سبقه , حيث تقوى عزائمنا , ويشتد بأس لجاننا الشعبية وجيشنا المغوار , ونزداد تكاتفاً وإلتحاما وكأننا ذلك الجسد الواحد الذي تحدّث عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بقوله مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
ففي كل يوم نُسقط رهاناً مَنَّا العدو نفسه به , حيث راهن العدو على تدمير قدراتنا الصاروخية في الأيام الأولى للعدوان ,لكنه تفاجأ وبعد ما ألقت به طائراته من القنابل المحرمة دولياً على ما ظنته مخازن هذه الأسلحة ,بأن صواريخنا لا تزال في أماكن آمنه , بل وكل يوم وقوتنا الصاروخية تفاجئهم بنوعٍ جديد ومتطور من تلكم الأسلحة .
راهنوا على إثارة القلاقل الداخلية , وفتح الجبهات فيها لتشتيت جُهد جيشنا ولجاننا , فإذا بتلكم الجبهات تتحول إلى جحيم يلتهمهم .
راهنوا على نهم فكانت المُلتهمة لهم بِنَهَمٍ شديد ,وراهنوا على ميدي فمادت بهم الأرض و إبتلعتهم… .
راهنوا على تفريق كلمتنا وشق الصف بين القوى الوطنية المقاومة للعدوان , فإذا بنا نصعقهم بالمجلس السياسي الذي إجتمعت به الكلمة والقوة .
وكم من الرهانات قد أضاعوا ,والتي لم يجنوا منها سوى الخزي والهزيمة .
وأخيراً ها هي رهاناتهم تحوم حول لقمة عيش المواطن اليمني , من خلال استهدافهم للبنك المركزي اليمني , والذي كان أحد القلاع التي صمدت في وجه غطرسة منذ بداية العدوان .
و لن تكون نتيجة هذا الرهان إلا كسابقاته ,فها هو الشعب اليمني الذي قدَّم إلى ساحات الفداء فلذات أكباده فداءً لهذا الوطن , لم يبخل بما في يده من أموال مُقدماَ إياها فداءً لهذا الوطن أيضا , فكما أبهر العالم رجاله وأسوده من جيشنا ولجاننا الشعبية المتوكلين على ربهم ,بملاحمهم الأسطورية التي يقف العقل البشري أمامها حائراً محتارا , وهو يشاهد أقوى ترسانات العالم العسكرية تتهاوى تحت أقدام المقاتل اليمني .
فها هو اليوم ومن خلال حملة التبرعات للبنك المركزي , يكاد العالم يُصاب بالذهول وهو يشاهد أبناء هذا الشعب وهم يتزاحمون على مكاتب البريد والمقرات الخاصة لتلقي الدعم للبنك المركزي برغم ما يعانون من شظف العيش و ضيق الرزق والمعيشة , حيث لبى الشعب نداء الوطن وقائد الوطن , فأخرج ما بحوزته وما إدخره من أموال دعماً للبنك المركزي ليقتسم مع إخوانه وأحبابه .
وكيف لعقولهم أن تستوعب شعباً فقيراً أو بالأصح يعيش تحت مستوى خط الفقر, وفي ظل حربٍ أكلت الأخضر واليابس أن يكون بذلك المستوى من الوعي الوطني .
ولا عجب عليهم , فهم لم يقرئا تأريخ هذا الشعب العريق الذي قال فيهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ممتدحاً كرمهم بقوله :((رَحِمَ اللَّهُ حِمْيَرَ، قُلُوبُهُمْ إِسْلامٌ، وَأَفْعَالُهُمْ سَلامٌ , وَأَيْدِيهِمْ طَعَامٌ، أَهْلُ أَمْنٍ وَإِيمَانٍ)” المعجم الكبير للطبراني
والقائل :(( إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو , أو قل طعام عيالهم بالمدينة ,جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ,ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية ,فهم منى وأنا منهم ».
فتحية المجد لكم شعب اليمن , يا من كنتم ولا زلتم للدين حماته وأسوده , وللشر قاصميه , وإني لأراكم القاصم لمملكة قرن الشيطان , وعلى يدكم سيعود مجد الأمة , وسينزاح كابوس قرن الشيطان إلى الأبد إنشاء الله.