تدشين الخيارات الاستراتيجية في العمق السعودي .. زمام المبادرة باتت يمنية ( تحليل)
شباب الصمود/ خاص..
بثت قناة المسيرة الفضائية أمس الجمعة مشاهد تلفزيونية تُظهر المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية وهم يقتحمون جميع مواقع العدوان السعودي الأمريكي داخل العمق السعودي في منطقة الشرفة بمحافظة نجران .
وتأتي هذه المشاهد ترجمة لبدء المرحلة الأولى من التصعيد في الخيارات الاستراتيجية، التي أعلن الجيش واللجان الشعبية البدء بها يوم أمس الخميس .
وأعلن الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد شرف غالب لقمان إنتهاء المرحلة التمهيدية والبدء في الدخول للمرحلة الأولى من التصعيد ضمن الخيارات الاستراتيجية في مواجهة العدوان ،مؤكدا استمرار المؤسسة العسكرية والأمنية واللجان الشعبية في العمل الدؤوب والمستمر لمواجهة العدوان بكل السبل المشروعة . وتزامنت تصريحات المتحدث باسم الجيش مع بث الاعلام الحربي لمقاطع فيديو تظهر سيطرة الجيش واللجان الشعبية على عشرات المواقع السعودية خلال الايام الماضية.
إلى ذلك قال مصدر مسئول بوزارة الدفاع ” إن الجيش واللجان الشعبية حققوا خلال الثلاثة الأيام الماضية انتصارات كبيرة على العدو السعودي في مختلف محاور وجبهات القتال وسيطروا على الكثير من المواقع والقرى والمناطق وكبدوا العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد “. وأوضح المصدر أن أبطال الجيش واللجان الشعبية بدأوا بالتمشيط للعديد من المواقع في الأراضي الواقعة تحت السيطرة السعودية من خلال قيام وحدات الإسناد الصاروخي والمدفعي بإطلاق أكثر من ألف صاروخ وقذيفة مدفعية ، مشيرا إلى ان المواقع التي تم تمشيطها شملت مواقع السودة – الخشل – ابو الكثاف – المعطن – المروه – مواقع المعنق وقرية المعنق – الابادية – سلعة – برج الممعود ومواقع الممعود وقرية الممعود – جوبح – المعزاب وقرية المعزاب – القصبة – السرداح – الدقة – قائم زبيد– جنوب الكبري– القرن – العين الحارة – معسكر قزع – الغاوية تجمع اليات ومواقع – الدود – الدخان – الرميح – قرية الرديف مواقع الرديف برج الرديف ومركز الرديف – قرية الزبادي ومواقع الزبادي – قرية العمود وبرج العمود ومواقع العمود .
التقدم في ثلاثة محاور
المصدر العسكري لفت إلى أنه تم خلال الأيام الماضية التقدم من المحور الأول المزرق – حرض، السيطرة على مواقع الممعود وقرية الممعود وبرج الممعود ومواقع الرديف وبرج الرديف ومركز الرديف وقرية الرديف وقرية الزبادي ومواقعها والنقطة الاساسية ومواقع العمود وقرية العمود. وبين أن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكنوا خلال تقدمهم في المحور الثاني الملاحيظ -شداء ، من السيطرة على قرية الفريضة ومواقعها وقرية المعنق الأخرى وجبل ملحمة من الجهة الشرقية ورأس الجبل والعدو لازال متمركز في الجهة الغربية للجبل.وفي المحور الثالث حرض ، أشار المصدر إلى أن الجيش واللجان الشعبية تقدموا باتجاه مواقع المعزاب وتمت السيطرة على عدة قرى.
وقال المصدر ” إن هذه العمليات التي يقوم بها أبطال الجيش واللجان الشعبية تأتي في إطار تنفيذ المرحلة التمهيدية لتنفيذ الخيارات الاستراتيجية لمواجهة العدوان بكل السبل المشروعة كحق كفلته كافة الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين الدولية ، متوعدا بتنفيذ المزيد من العمليات النوعية التي ستفاجئ الجميع وتجعل العدو يعيد حساباته.
انهيار خط الدفاع الأول
تأتي أهمية العمليات النوعية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية في كونها أنهت الوجود العسكري للسعودية بصورة كلية من الحدود ، وكما اشار الناطق العسكري أن العمليات العسكرية ادت إلى “تدمير كل خطوط الدفاع الاولى” ، بالاضافة الى ان السيطرة على جبل الشرفة تجعل نجران تحت مرمى نيران الجيش واللجان الشعبية ما يُقرّبها أكثر إلى السقوط الذي يُقرره اليمنيون «وفق اعتبارات سياسية» وفقاً لمصادر ميدانية، وخصوصاً أن عملية السيطرة على الشرفة سبقتها عملية أخرى انتهت بالسيطرة على أجزاء واسعة من جبل همدان، الذي تقع فيه نهوقة وهو موقع عسكري رقابي تُسيطر عليه حالياً القوات اليمنية.
,كما هو واضح فإن هذا النوع من العمليات عسكرية تربك العدوان السعودي وتقوده الى الانهيار السريع ، وقد جاءت كمحصلة لاعتماد قيادة الثورة في مواجهتها للعدوان على خطة تقوم على عنصري المشاغلة والمراوغة بما يمكن من استيعاب الصدمة او الضربة الاولى، والاحتفاظ بالقدرات العسكرية والقتالية بشكل يمكن المدافع من استعمالها او العودة اليها في الوقت المناسب وهي ادارة ناجحة استطاعت مشاغلة المعتدي ، ثم انقضت عليه الآن فاقتادته نحو ما يسمى بالانهيار الدراماتيكي السريع بما لا يمكنه من استيعاب الضربة.
وبالإشارة الى العمليات التحضيرية للخيارات الاستراتيجية ، فان استهداف آليات ودبابات وأطقم ، تتعدى في مساميها تدمير آلية هنا او دبابة هناك ، لتصل الى عمق البنية المعنوية للجيش اليمني والجيش السعودي ، وعبره للمسؤول السعودي الذي ينظر الى ميدانه ينهار وجنوده يهربون والى جيشه عاجزا عن الحركة. وهذه مقدمات ضرورية للوصول الى المراحل اللاحقة والتي منها ضرب الخطوط الدفاعية.
بين السطور
تكشف هذه العمليات عن مدى القدرة والحنكة والاحتراف للجيش واللجان الشعبية، ما يمكنها من معالجة خط دفاعي مترامي الطول يؤدي الى الاجهاز عليه بشكل كلي، وهذا يعني في المقابل أن جيش العدو السعودي لم يظهر بالاحتراف والمعنويات، بقدر ما كشف أن عناصره يقاتلون حتى الآن بذهنية المرتزقة لا أكثر.
وبين السطور يتبدى أن التحضيرات التي قامت بها السعودية خلال الشهور الماضية لم تكن بمستوى قدرات ومهارات الجيش واللجان الشعبية التي باغتت العدو في أكثر من موقع، وأحبطت المحاولات اللاحقة للعدو في التصدي للزحف اليمني نحو كبرى مدن الجنوب السعودي.
وإذ تتزامن هذه الانتصارات مع انجازات مماثلة يحققها الجيش واللجان الشعبية في مأرب وتعز والجوف، فإن التصعيد العسكري واعلان الخيارات الاستراتيجية في هذا التوقيت المتزامن مع المفاوضات التمهيدية لجنيف 2 ، تعطي المفاوض اليمني أوراق مواجهة سياسية جديدة تحسن من شروطه وأولوياته ، وتحاصر قوى العدوان في زاوية السقف المرتفع للشروط اليمنية، التي من شأنها وضع نهاية سريعة للعدوان والحصار وللغزو والاحتلال الذي تعرضت له بعض المحافظات الجنوبية.