تناوب بريطاني أميركي للسيطرة على أمن الخليج والملاحة البحرية
أولت البحرية الأميركية مهمات حاملة طائراتها “أيزينهاور” إلى القيادة البريطانية في الخليج، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ وجودهما في المنطقة.
“حماية أمن الخليج”، تحت هذه الذريعة تتمدد القواعد العسكرية البريطانية والأميركية في الجزيرة العربية، في شكل يبرز التعاون العسكري بين الجانبين بحجج وأسباب أُخفي منها أكثر مما أُعلن.
فقد أقدمت واشنطن على إيلاء مهمة حاملة طائراتها في الخليج “يو إس إي أبزينهاور” إلى مدمرة البحرية الملكية البريطانية “إتش إم إس أوشان”، في ما يبدو أنه في فصل جديد من مخططات واشنطن للسيطرة على الملاحة البحرية في الخليج.
وفي وقت ادعدت دول الخليج أن الهدف من القواعد البريطانية والأميركية العسكرية هو “حماية” أمنها والملاحة البحرية ومضيق باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس، إضافة إلى مواجهة إرهاب “داعش”، فإن واشنطن ولأول مرة في التاريخ عمدت إلى تسليم قيادة قوة بحرية تابعة لها في المنطقة إلى البحرية البريطانية.
وبموجب التسليم، فإن لندن ستقود العمليات الأمنية في الخليج حتى شهر فبراير/شباط 2016م قبيل وصول حاملة الطائرات “جورج إتش دبليو بوش” الأميركية إلى مياه الخليج، الأمر الذي يبيّن سياسة البلدين بعدم السماح بوجود فراغ أمني بحري في المنطقة عبر هذا التناوب البريطاني الأميركي.
ويطرح تنفيذ الأجندة الغربية في الشرق الأوسط عبر دول الخليج علامات استفهام وتساؤلات عن تخوّف البلدين من وجود فراغ أمني في هذه المنطقة، من جهة، ووجود عسكري غربي يأتي في وقت معلوم لكن موعد خروجه لا يرتبط بأي حدث ويبقى غير محدد، من جهة أخرى.
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن البحرية البريطانية ستركز على أمن النشاط البحري بمضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس أكثر من الغارات ضد “داعش”، إذ إنها لا تملك إمكانات حاملة الطائرات الأميركية نفسها التي تحمل نحو 66 طائرة مقاتلة و”هليكوبتر” على متنها، في حين أشارت صحيفة “التايمز” البريطانية إلى أن المدمرة لن تشارك في العمليات ضد “داعش” لكنها تستضيف مركز القيادة لسبع قطع بحرية في المنطقة منها قطع أميركية وفرنسية تغطي عملياتها نحو 2.5 مليون ميل بحري.