أمانة العاصمة تحتفل بالذكرى الـ 49 لعيد الاستقلال المجيد الـ 30 نوفمبر
الصمود | صنعاء | 30 / 11 / 2016م
نظمت أمانة العاصمة اليوم حفل خطابي وفني بمناسبة الذكرى الـ 49 لعيد الاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور.
وفي الإحتفال الذي حضره عدد من الوزراء والمسئولين، ألقى رئيس الوزراء كلمة شكر في مستهلها أمانة العاصمة على إقامة هذه الإحتفالية في هذا اليوم الذي يحتفي فيه الشعب اليمني بالذكرى الـ 49 لرحيل آخر جندي بريطاني من أرض اليمن.
ونوه بالتفاعل والحضور اللافت في هذه الفعالية والتي تجسد التضامن والتآزر وخاصة خلال المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن جراء العدوان .
وقال ” ينبغي أن نستمر في قول الكلمة وأن نسمع اللحن وأيضا نستمتع بالرقصة اليمنية الجميلة والكلمات المعبرة عن هذه المناسبة الإحتفالية وذكرى مرور هذا الزمن الطويل على رحيل آخر جندي بريطاني من عدن واليمن”.
وأشار الدكتور بن حبتور، إلى انه وبالرغم من العدوان المتواصل على اليمن لأكثر من 20 شهر، فإن المواطن لا يزال رغم الحصار والمعاناة جراء القتل الجماعي الذي يمارس عليه صامدا ومقاتلا ومقاوما بفعل الرؤيا للقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى الذي يدير العملية السياسية والعسكرية والأمنية دفاعا عن الوطن وعن قضية وكرامة الإنسان.
وأضاف ” سمعتم يوم أمس الإعلان عن حكومة الإنقاذ الوطني هذه الحكومة سخر لها المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله أفضل قدراتهم وشخصياتهم، مع حلفائهم من كل الأطياف والأحزاب والجهات المقاومة للعدوان”.
وتابع ” إن المؤتمر الشعبي وأنصار الله كانا متفقين من اليوم الأول على تشكليها لكن كان هناك دراسة دقيقة للأسماء، وغير صحيح ما أثير من لغط حول تأخير عدم تشكيلها قرابة شهرين لعدم الإتفاق أو أنهم كانوا على حافة الافتراق”.
وقال ” من حيث المبدأ هذه الحكومة من أقوى الحكومات التي ستدير هذه المرحلة لأنها مرحلة النصر بإذنه تعالى”.
وأوضح رئيس الوزراء، أن هذه الحكومة قامت ونهضت من بين طموحات الجماهير اليمنية، هؤلاء المواطنين الذين احتشدوا في الساحات وبجنودهم ولجانهم الشعبية كانوا يقاتلون وعقولهم ترنوا إلى حكومة تمثل مصالحهم.
وأضاف ” نعم هذه الحكومة تمثل جميع اليمنيين وهى لم تأت لتكون محل مزايدة من قبل أي أحد، وستواصل جهودها في هذا المضمار وستتجاوز كل التحديات التي وضعها العدوان وعملائه أمام هذا الشعب العظيم”.
وأكد رئيس الوزراء أن حكومة الإنقاذ الوطني ستتولى دفة الأمور في كل الجبهات المختلفة السياسية والإقتصادية والأمنية وكذا الدبلوماسية والإعلامية.. لافتا إلى ما تحمله الشعب اليمني من معاناة ما يحتم على الحكومة أن تضع كل ذلك نصب أعينها وأن تسخر كل طاقاتها لمواجهة التحديات .
وتطرق إلى التحديات التي تواجه الحكومة، بينها موضوع الرواتب والإيرادات والحفاظ على تماسك المؤسسات الإدارية للدولة .. مؤكدا أن الحكومة ستعمل مع كافة أبناء الشعب اليمني من أجل حل كل التحديات التي تقف أمامها.
وأكد الدكتور بن حبتور أن الحكومة تمد أيديها للسلام وهي تحاول وتحاور من أجل إيقاف الحرب ورفع الحصار، وقد وافقت القوى الفاعلة الحية المقاومة للعدوان على خارطة الطريق للسلام التي قدمت من قبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واعتبرتها مادة صالحة للنقاش .. مبينا أن القوى المستفيدة من إطالة أمد الحرب رفضت هذا المشروع.
وقال ” من العاصمة صنعاء ونحن نعيش بين أهلنا ومواطنينا نقول أننا مع السلام لكنه السلام الذي يحقق للمواطن اليمني كرامة وعزة واستقلال قراره”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن حكومة الإنقاذ الوطني ستقف مع أمانة العاصمة والسلطة المحلية والمسئولين فيها من أجل تحسين الخدمات وتنفيذ برامجها العديدة في هذا الجانب .
وقال ” نحن نقول لازلنا في زمن الحرب والعدوان والطائرات تقصف على كل حي وشارع في مدينة صنعاء ومع ذلك لا زالت الأمور والحمد لله طيبة، فصنعاء هي جوهرة ودرة اليمن وعلينا الحفاظ عليها”.
ونوه الدكتور بن حبتور، بالجانب الأمني في أمانة العاصمة واعتبرها من أفضل مناطق اليمن .. وقال ” ليس ذلك لأن الأعداء لم يخططوا لأن يعملوا فيها العديد من التفجيرات وخلخلة الأوضاع الأمنية، لكن يقظة المواطنين رجالا ونساء والأمن هم الذين أحبطوا كل المخططات من أجل زعزعة الأوضاع في مدينة صنعاء”.
وأضاف” ليس هناك قرية أو شارع أو حي في اليمن إلا وله تمثيل وحضور في مدينة صنعاء ولذلك نجد هناك وئام حقيقي بين المواطنين وأكرر الشكر لأهل صنعاء الذين احتضنوا اليمن بين ظهرانيهم في هذه الفترة العصيبة”.
وعبر رئيس الوزراء عن الشكر للسلطة المحلية بأمانة العاصمة التي عملت على توفير وسائل الحياة الطبيعية بالرغم من إستمرار العدوان والحصار وقال ” هذه السلطة المحلية ينبغي أن نقدرها كثيرا وندعمها وكل السلطة السياسية التي تقف مع هذه المدينة”.
وأشار إلى أن العاصمة صنعاء لديها مشروع نظافة المدينة السبت المقبل .. موجها قيادة السلطة المحلية بأمانة العاصمة بتحسين حركة المرور.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى الأوضاع المتردية التي تعيشها المدينة الحبيبة عدن .. وقال ” نحن دائما نكتب ونقول عدن لؤلؤة اليمن دفئ أحاديثنا وفي كتاباتنا، لكن للأسف اليوم عدن تدنس من قبل المحتلين ومعهم مجموعة صغيرة من المرتزقة، فهذه المدينة الآن تئن بعد 49 عام من طرد الإستعمار البريطاني، وتئن من إنعدام الكهرباء والمياه والصرف الصحي والنظافة والأخطر من هذا كله، هناك عصابات داعش والقاعدة تعيث فسادا فيها دون رادع وكل يوم ونحن نشاهد قتل مسئولين ومواطنين عزل فقط لأنهم كانوا في الجيش أو الأمن، تصفية حسابات بين المليشيات المتصارعة في مدينة عدن”.
وأكد رئيس الوزراء أن عدن وبعزم الرجال والنساء والإنسان اليمني ستعود إلى حضن اليمن ونعود إلى هذه المدينة التي أوت كل اليمنيين .
وقدم الشكر الجزيل للشعب اليمني الذي وقف في مواجهة العدوان وكذا دور القبائل اليمنية التي وقفت ضد العدوان وآزرت وناصرت الجيش واللجان الشعبية ومدت الجبهات في كل المواقع بالرجال والمال والإمكانات .. مؤكدا ضرورة مواصلة الصمود في مواجهة العدوان .
وترحم في ختام كلمته على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الوطن .. متمنيا الشفاء للجرحى والمصابين.
فيما أكدت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل فائقة السيد في كلمة المرأة، أن الـ 30 من نوفمبر المجيد مثل فتحا جديدا وفضاء رحبا انطلقت من خلاله المرأة اليمنية نحو عهد جديد من النجاحات والشراكة والحضور.
وأشارت إلى أن المرأة اليمنية استطاعت بكل حنكة أن تمزج بين الأصالة والمعاصرة مبلورة كل التجارب والأحداث لتؤسس صيغة جديدة ورؤية مختلفة تنسجم مع قيم وأهداف الثورة اليمنية ومكانة المرأة في الدين الإسلامي الحنيف والتاريخ الثوري والنضالي والحضاري الذي مثلت وما زالت دمه وديمومته بل والرقم الصعب فيه على مستوى القيادة والشراكة مع أخيها الرجل في النضال والبناء والنهوض والانجاز .
ولفتت إلى البطولات والمحطات المشرقة التي واكبت فيها المرأة حركة التحولات الوطنية والعربية والإنسانية وبرزت بشكل لافت كمدافعة قوية وصادقة عن أهداف الثورة وثوابتها.
وقالت ” ومثلما شاركت المرأة في انتزاع حرية شعبنا واستقلاله فقد شاركت أيضا في رسم ملامح المستقبل حيث كانت ولا تزال هي ضمير مجتمعنا وسر تفوق أجيالنا ومبدعينا من خلال المجالات التي عملات بها والمواقع التي تبوأتها بكل جدارة “.
وأشادت وزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل بصمود المرأة اليمنية في مواجهة العدوان في طول اليمن وعرضه .. منوهة بدور مناضلات الثلاثين من نوفمبر خاصة المناضلة الفقيدة دعرة وعائدة على سعيد وزهرة حبة الله ونجوى مكاوي ورضية إحسان الله.
بدور قال أمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان ” في وطن يمضي بالسلام يرفض أن يهان يناهض الحرب والعدوان، لا يركع لا يهزم لا يموت، كإمتداد أبدي للتاريخ الكوني والمهد الحضاري الأزلي للبشرية أجمع، العنوان الوجودي للتعايش والانعتاق للتسامح والحرية، في خضم انجاز توافقي تاريخي يأتي في إطار مشروع المصالحة الوطنية تتمثل أهميته في تسمية حكومة إنقاذ وطني برئاسة المناضل الدكتور عبدالعزيز بن حبتور”.
وأشار إلى أن الشعب اليمني يحتفل بالعيد الـ 49 للاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر وهو يمر بمنعطف تاريخي صعب وتحد كبير وسط صمود أسطوري يجسده متجاوزا ركام الموت والدمار.
ودعا إلى المضي باتجاه المستقبل لترسيخ مداميك الوحدة الإجتماعية ودعم جهود إحلال السلام .. مؤكدا أن تراكمات الماضي يجب ألا تشكل عائقا يصعب تجاوزه أو مستحيلا يقوض من الجهود الرامية لإنهاء معاناة اليمنيين.
ووجه جمعان رسالة للمجتمع الدولي الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليغادر هذا العالم صمته المخزي وليفرض إرادته في وجه من حاول أن يعرقل خارطة مستقبل اليمن الجديد ومن يقف ضد إحلال السلام في اليمن ومن يغذي الصراع ويتاجر بأوجاع المواطنين.
في حين أكد أمين عام إتحاد نقابات عمال اليمن علي بامحيسون في كلمة منظمات المجتمع المدني أهمية الإحتفال بهذه المناسبة .. مشيدا بالتضحيات التي قدمها أبناء الشعب اليمني والصمود الأسطوري في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي المجرد من كل القيم الإسلامية والإنسانية والأخلاقية.
وقال ” لقد أكدتم اليوم للعالم أجمع أن الإرادة اليمنية لن تنكسر ولن تستسلم أو تذل ولن يفرط أبناء اليمن في كرامتهم وعزتهم وحريتهم واستقلالهم وسيواجهون بكل الوسائل المتاحة هذا العدوان “.
وبارك وأيد باسم منظمات المجتمع اليمني حكومة الإنقاذ الوطني .. متمنيا أن تعمل بكل جد وإخلاص لخدمة أبناء الشعب اليمني ورعاية مصالحهم والذود عن حياض الوطن وأن تمثل إرادة الشعب المحب للأمن والاستقرار والسلام والحرية والديمقراطية.
ودعا بامحيسون المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والدول التي ترعى الديمقراطية إلى إحترام إرادة الشعب اليمنية وخياراته.
تخلل الإحتفال الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية والشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من المواطنين، لوحة فنية بعنوان ” النصر ” لفرقتي مكتب الثقافة والسلام وفقرات فنية وغنائية ورقصات شعبية فلكلورية من مختلف المحافظات.
سبأ