صمود وانتصار

حلب على سكة التحرير وانهيارات وفوضى في المجموعات المسلحة

 

 

سوريا/حرر الجيش السوري وحلفاؤه حلب القديمة بعد انهيار المسلحين فيها، ما فسح المجال أمام المدنيين هناك للفرار بعد أن اتخذهم الإرهابيون دروعاً بشرية.

 

بدأت بوادر الانتصار تلوح في الأفق في مدينة حلب مع توالي الانشقاقات والانسحابات وعمليات التسليم التي شهدتها المدينة بالجملة خلال الساعات القليلة الماضية.

وحرر الجيش السوري وحلفاؤه حلب القديمة بعد انهيار المسلحين فيها بين مستسلم أو فار، إلى ما تبقى من أحياء يسيطر عليها الإرهابيون. وبهذا، يكون الجيش قد تمكن من تحرير أكثر من 80 في المئة من المناطق التي كان يسيطر عليها المسلحون في حلب، لتتقلص مساحة سيطرة المسلحين في حلب إلى أقل من 10 كلم مربع بعد التقدم الكبير للجيش.

وجاءت هذه النتيجة السريعة بعد انسحاب المسلحين من حي باب الحديد ومناطق أخرى في حلب القديمة، وذلك بعد أسبوعين على بدء العمليات المباشرة. واستعاد الجيش بذلك قطاعاً جديداً من الأحياء الشرقية كان يعتبر قلب مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في المدينة، مع تحريره أحياء الشعار وكرم الدادا وكامل حي كرم القاطرجي، إلى جانب تقدمه من المحور الجنوبي الشرقي وسيطرته على حيّي الشيخ لطفي والمرجة.

في المقابل، عمت حالة من الانهيارات والفوضى وسط صفوف المجموعات المسلحة. وفيما كشفت المعلومات الواردة عن وجود خلافات كبيرة بين المسلحين السوريين والاجانب حول آليات الحلول والخروج من شرق حلب، أكدت تنسيقيات المسلحين أن مفاوضات يجريها مندوبوهم في تركيا للخروج من كل شرق حلب.

وبحسب المصادر العسكرية، فإن المجموعات المسلحة بدأت بالانسحاب من الأحياء المتبقية في القسم الشمالي لشرق حلب عبر ممر بين منطقة قلعة حلب وأطراف الصفصافة ومشفى العيون في اتجاه القسم الجنوبي من الاحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين.

وبالتوازي مع التقدم الأخير في المدينة، شدّدت دمشق على رفضها لأية هدنة لا تتضمن خروج جميع المسلحين من المدينة. وأوضحت وزارة الخارجية السورية أن دمشق “لن تترك مواطنيها في شرق حلب رهينة لدى الإرهابيين وستبذل كل جهد لتحريرهم”.

وفي السياق نفسه، أمّن الجيش السوري وحلفاؤه خروج أكثر من 600 مدني من أهالي أحياء حلب القديمة ومناطق شرق حلب.